رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

ربما نعيش الفصل الأخير من الحلم الأمريكي الذى ولد بعد الحرب العالمية الثانية للسيطرة علي العالم. وليس من قبيل المصادفة أن تكون بؤر الحروب والتوتر الساخنة دولاً إسلامية. في حقبة الثمانينيات من القرن التاسع عشر وعقب تدشين الولايات المتحدة أسطوليها في المحيطين الهادى والأطلنطي أخذت في البحث عن أعداء لتبرير التوسع والغزو. وابتكرت ما أسمته «تكتيكات آثاره الذعر» وهو أسلوب يقوم علي تحديد الدولة الضحية المراد غزوها واحتلالها ثم تبدأ آلة الدعاية بإثارة الذعر من نظام الحكم بها ووصمه بالإرهاب أو الدكتاتورية وعدم احترام حقوق الإنسان أو تهديد أمن الولايات المتحدة والسلام العالمي.. تختلق العدو والأسباب ثم ينتهي الامر بالغزو والاحتلال. هذه هي سياسة أمريكا القائمة علي الغزو والتوسع منذ برزت كقوة عالمية ويؤكد ذلك ماقاله الرئيس روزفلت «إن تاريخنا هو تاريخ التوسع وهذا التوسع ليس أمراً يستدعي الاعتذار ولكنه يدعو للفخار». وهو ماطبقته في دول أمريكا اللاتينية والاتحاد السوفيتي وأفغانستان والعراق وتطبقه حالياً في سوريا وتمهد لتنفيذه في مصر. أمريكا تاريخ طويل من الاستعمار مهما اكتست سياساتها بمبادئ الديمقراطية وتدثرت بحقوق الإنسان. ما إن تفرغ من عدو حتي تختلق عدواً جديداً فالعدو الدائم معناه الإرهاب الدائم والمبرر الدائم للعدوان والتوسع.. كانت ولاتزال علي استعداد للتسامح مع الطغاة والمستبدين من أجل مصالحها الاستراتيجية.. حادث الطائرة الروسية فوق أرض سيناء جزء من المؤامرة الأمريكية لاستهداف مصر والمنطقة وساعدناها فيه بالخيانة والإهمال والتقصير. تم التخلص من العراق ويجرى الإجهاز علي سوريا والتجهيز لمصر ولن يتبقي سوى دول الخليج المشغولة بالصراع المذهبي عما يدبر لها من مكائد وحكامها غير مبالين إن دورهم قادم لا محالة. الأحداث تنذر بخطر مستطير ومصر بحاجة الي إعادة ترتيب البيت من الداخل واسترجاع نظام مبارك ورجاله وسياساته وفساده ليس هو البديل الأمثل لقنابل الإخوان ومواجهة إرهابهم فكلاهما يثير الغضب والعجب. الشعب الذي تحدى المؤامرة الأمريكية بثورتيه يرفض أن يرى دولته وحكومته غائبة.. مترددة.. مرتعشة.. مهزوزة ومرتبكة.. مستضعفة أمام حفنة من الفاسدين ورجال الأعمال مستقوية علي الضعفاء والفقراء. ياسيادة الرئيس.. أين مشروعك الذى ننتظره ويجنبنا فساد مبارك ويختلف عن نظام الإخوان؟. غياب الردع والحساب  يشيع الإحباط ويقتل الضمير ويشجع علي الفساد ويتحول أفراد المجتمع الي عصابات من المرتزقة والانتهازيين.. ما الفرق بين عاطف عبيد رئيس وزراء مصر وأحد رموز الفساد في عهد مبارك حين صرح أمام مؤتمر اليورومني قائلاً: «ماحدش في مصر بينام جعان» وبين المستشار أحمد الزند وزير العدل حين يقول إن المصرى يمكنه أن يعيش بجنيهين في اليوم وكأنه لايعرف أن ماحدش  بياكلها بالساهل من مواطني مصر.. استفزاز لن تنجو من شظاياه.. وزراؤك هم أعداؤك الحقيقيون وأعداء الشعب أيضاً.. تصريحاتك في شرم الشيخ بعدم المساس برجال الأعمال تحصين لفسادهم ولو أضفت كلمة «الشرفاء» لهدأت نفوس الشرفاء في الوطن.. أحفظ بيتاً من الشعر لا أعرف اسم صاحبه يقول: إذا لم يكن للمرء في دولة إمرئ.. نصيب ولا حظ تمني زوالها.