رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

إيناس عبدالدايم الأستاذة والفنانة المصرية النابهة خريجة أكاديمية الفنون والتي أصبحت رئيسة الأوبرا المصرية بعد الثورة، عاشت مع الأوبرا، الفترة الصعبة والحرجة والتي تناوب خلالها علي وزارة الثقافة أكثر من وزير وتعرضت للإقصاء في زمن الإخوان ولم تكن هي المستهدفة فقط، بل الفنون المصرية والفنون الرفيعة أيضاً، وعاشت تقلبات وتغير مزاج وتذوق الجمهور المصري صعوداً وهبوطاً، ولكنها استطاعت الصمود أمام كل المعوقات والظروف الصعبة واستطاعت التصدي لكل محاولات ضرب الغناء المصري أو تهميشه.

وقد استطاعت أن تقدم موسماً ناجحاً بكل المقاييس يجتمع فيه الفن الكلاسيكي الراقي مع الفن المصري والعربي الأصيل، وكان مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية الذي انتهي الأسبوع الماضي هو ذروة النجاح، والذي احتفت واحتفلت فيه مصر مرة أخري بالأصوات المصرية الجميلة والأصوات العربية الأصلية، بعيداً عن برامج الغناء في التليفزيون والتي يمولها ويحركها الإعلانات بعيداً عن القيم الموضوعية!

ولن أنسي لها أبداً أنها استطاعت جذب صابر الرباعي المغني والنجم التونسي الرائع مرة أخري للغناء علي خشبة الأوبرا المصرية بعد أن ابتعد عنها منذ عشر سنوات، ليعود لجمهوره مرة أخري ليعيش معه ليلة أسطورية من الغناء العربي الصافي والراقي في سلاسة وبساطة وروح مرحة سعيدة ومرحبة بالناس، وكانت تصاحبه فرقة هي الأجمل علي الإطلاق، فقد جمعت بين العازفين المصريين المحترفين علي أعلي درجات الاحتراف مع مجموعة صغيرة من العازفين التوانسة والذين تميزوا وبرزوا خاصة في العزف علي الدفوف والنقرزان، وكان يقود الفرقة مايسترو مصري شاب أضفي علي الفرقة الشباب مع المهنية والتي نفتقدها بين أداء رخم رتيب لا يوجد فيه أي تألق أو حياة، أو أداء استعراضي ينتمي إلى فنون البهلونات في السيرك وليس للموسيقي العربية!

ولم يتألق صابر الرباعي فقط بل تألق أيضاً كوكبة من مصر وفلسطين واليمن والعراق والمغرب وغيرهم شباب ونجوم لامعين لازالوا في الصف الأول علي الساحة، أو غربت عنهم الأضواء وفقدوا الجمهور الغفير ليجدوا العوض والملاذ في جمهور الأوبرا المتذوق الحساس المجامل الذي يحترم التاريخ في كثير من الأحيان؟ والجغرافيا في بعض الأحيان؟، ويظل لمدحت صالح طلته الخاصة وحضورة الطاغي الذي لا ينافسه فيه أحد، وكأنما خلقت خشبة مسرح الأوبرا المصرية ليغني هو بالذات فوقها!!

عاشت الأوبرا عشرة أيام مفعمة بالحياة والحب والعمل والأمل، أمل في أطفال وبراعم صغيرة أقيمت لهم مسابقة أثبتت أن بحر الإبداع والأصوات في مصر لن ينضب رغم المجازر التي تتعرض لها الأصوات المصرية كل عام خاصة علي يد المغنية المصرية شيرين! وحب كبير جداً شمل الاعتراف بفضل الرواد وتكريمهم وعمل جاد في الندوات واللقاءات المهمة في المؤتمر.

إنها حياة كاملة عاشتها الأوبرا بمديرتها إيناس عبدالدايم وكل العاملين فيها، حيث خططوا ونفذوا مهرجاناً جميلاً ومشرفاً ويليق بمصر.

< يتصور="" كثير="" من="" الشباب="" أن="" الثورة="" المصرية="" التي="" تفجرت="" في="" الميادين="" فشلت،="" ولكني="" كلما="" رأيت="" إيناس="" عبدالدايم="" وكتيبتها="" الفنية="" أتأكد="" أن="" ثورة="" ٢٥="" يناير="" قد="" نجحت="" وستنجح="" بنساء="" مصر="" المناضلات="" كل="" في="">