رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كلما أتابع أخبار وزارة التربية والتعليم أشعر بأن كل من يعمل فى هذه الوزارة يفتقد وضوح الرؤية وكأنه يسير فى متاهة يبحث عن مخرج كمحاولة لانقاذ أجيال من الطلاب. وبالرغم من أن السيد وزير التربية والتعليم يعقد اجتماعات وزيارات مفاجئة بهدف متابعة سير العملية التعليمية وكمحاولة لاعادة الانضباط داخل جدران المدرسة، الا أننى أشعر بقصور شديد من جانب المكتب الاعلامى للوزارة، فلم أجد من يتحدث عن تفاصيل الاجتماعات أو الزيارات والمشكلات التى تم حلها أو الاجراءات العملية التى تم الاتفاق على تنفيذها والتى تعد النتاج المنطقى للاجتماعات التى يعقدها السيد الوزير بصفة مستمرة، وهو ما يؤكد لى أن الجميع ضل الطريق فى المتاهة.

 ومما يلقى الضوء على ضبابية المشهد فى وزارة التربية والتعليم، الاجتماع الطارئ للسيد الوزير الهلالى الشربينى، الذى تم عقده يوم 29 أكتوبر 2015، مع تسع عشرة قيادة تعليمية على رأسهم الدكتورة جيهان كمال رئيس مركز البحوث التربوية، واللواء يسرى عبد الله مدير الأبنية التعليمية، إضافة إلى محمد سعد رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى بهدف بحث أوجه القصور داخل المنظومة، خاصة أعمال العنف الأخيرة داخل المدارس، وآخر التطورات فيما يتعلق بالمناهج الدراسية وتطوير منظومة الثانوية العامة، إضافة إلى الموقف النهائى لأعمال الصيانة، والتشديد على منظومة الغياب الإلكترونى.

والغريب أن يصدر هذا التصريح من السيد وزير التربية والتعليم عقب قرار السيد رئيس الوزراء بتجميد القرار الوزارى رقم 357 لسنة 2015 بشأن ضوابط منح درجات للمواظبة على الحضور والانضباط السلوكى لطلاب الثانوية العامة. ألا يتناقض تشديد السيد وزير التربية والتعليم على منظومة الغياب الإلكترونى مع قرار السيد رئيس الوزراء؟ ألا يشير ذلك الى المتاهة؟

كيف ينتهى اجتماع مع اهم قيادات التربية والتعليم دون اصدار اقتراحات عملية قابلة للتنفيذ؟ كنت أتمنى أن تعلن وزارة التربية والتعليم عن أهم الابحاث التربوية التى قام بتطبيقها مركز البحوث التربوية وأثر هذه الأبحاث على منظومة التعليم المصرى، أو حتى الموضوعات التى فرضت نفسها على الساحة التعليمية والتى تستدعى دراستها من قبل مركز البحوث التربوية، مثل البلطجة والرقص الشعبى فى المدارس.

وكنت أتمنى أيضا أن ينتهى مثل هذا الاجتماع بمناقشة ميزانية هيئة الأبنية التعليمية، والحد الأقصى للمبالغ المخصصة لأعمال الصيانة الدورية، ومدى جودة الخدمات التى تقدمها الهيئة مقارنة بتلك التى تقدمها المبادرات التطوعية التى تطلقها منظمات المجتمع المدنى، وأخيرا كنت أتمنى ان أجد من يحاسب أى تقصير أو اسراف من جهة هيئة الأبنية التعليمية.

وكنت أتمنى أيضا أن ينتهى مثل هذا الاجتماع بتقديم تصور واضح لتطوير منظومة الثانوية العامة، يتم عرضها للحوار المجتمعى. فلم أجد من يتحدث عن تطوير فعلى للمناهج الدراسية، و لم أجد من يتحدث عن حزمة القرارات الخاصة بالثانوية العامة التى أصدرها وزير التربية والتعليم السابق. هل سنفاجئ الطلاب بأن 30% من امتحانات الصف الثالث الثانوى تقيس مهارات التفكير؟ هل سنستخدم مع الطلاب وأولياء الأمور سياسة الأمر الواقع التى اعتدنا عليها منذ سنوات؟

سيادة وزير التربية والتعليم، ان المخرج الوحيد من المتاهة هو أن تطلعنا سيادتكم على رؤية ورسالة وخطة تنفيذية لأنك ان لم تكن قادرا على ايجاد المخرج، فيمكن لسيادتكم أن تنسف المتاهة ويكتب اسمكم بحروف من ذهب فى تاريخ التعليم المصرى.

 

مدرس مناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية

جامعة قناة السويس