رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

الفرقُ كبيرٌ ما بين النقدِ والتهجُّم.. والفرق أكبر ما بين ابتغاءِ المصلحةِ العامة، وابتغاءِ مجدٍ ذاتى.. وفى إعلامنا كثيرون هم الذين يُهاجمون، وقليلون من ينتقدون نقدًا بنَّاءً.. وكثيرون يبتغون الشهرة على حساب المصلحة العامة، وقليلون منْ يَعْلَوَن مصلحة الوطن. ولقد حوَّل «المُتأعلِمونَ» البرامج الحوارية إلى حلقاتٍ من الردح والشرشحة والتنابُذ والسباب.. ولعلَّ ذلك ما دفع الرئيس للخروج عن صمته، والتخلى عن صبره «المُعتاد»؛ لِيُعرِبَ عن غضبِهِ ورفضِهِ المُمارسات الإعلامية الهابطة.. وقد يدفعُنا ذلك إلى الاستفسار عن ميثاق شرف إعلامى، يلتزم به من لديه شرف. 

وتعيشُ مصرُ الآن حالةً من الانفلاتِ الإعلامى غير المسبوقة، أثَّرت بشكلٍ بالغٍ على المجتمع، وشوشت على توجُهاتِه، ونشرت فيه حالةً أخرى من الانفلاتِ الأخلاقى.. وعَقِب كلمة الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية للقوات المُسلَّحة قبل أيام، دعانى أحد البرامج للتعليق على كلام الرئيس، وما إنْ انتهى البرنامج حتى وجدتُ ابنتى الكُبرى تقول لى: «إنَّكَ أصبحتَ كالمُتَحَدِث الرسمى باسم السيسى ورُبَما أكثر.. وقد كُنتَ ــ فى البرنامج ــ مُدافعًا عن وجهةِ نظرِه، ومؤيدًا لكلامه، تأييدًا تامًا، على غير عادتِك كصحفى مُصَنَّف كمُعارِض، وعلى غير ما كُنتُ أتوقعُ مِنْكَ..».. رددتُ عليها أنَّ الرئيس فى هذه المرحلة يحتاج التشجيع، وليس مِن الإنصاف أنْ نُحَمِلَهُ مسئولية سلبيات ومُشكلات سنوات سابقة، لم يكُن هو جزءًا مِنها أو سببًا فيها.. ثم إنَّه لم يمضِ على توليه مسئولية الحُكم غير 17 شهرًا، ورغم ذلك أنْجَزَ مشروعاتٍ لا يُنكرها إلا مُتربص أو أعمى.. فلا ننسى الأمن الذى عاد بعد اضطرابات عنيفة كادت تعصف بالبلاد.. ولا ننسى قناة السويس التى غنينا لها. ولا ننسى الظلام الذى تحول بفضل تطوير وانشاء محطات جديدة لإنتاج الكهرباء إلى ذكرى سوداء.. ولا ننسى أنه رهن الافتتاح مشروعات كبرى فى مجالات الطُرُق، واستصلاح الأراضى، والإنتاج السمكى.. وقلت لابنتى ــ ولغيرها أقول، إنَّ هذه المشروعات قليلة وتطلعاتنا كبيرة، وتعطُشنا إلى حياة أفضل هو الإشكالية الكُبرى التى تواجه الرئيس ونظامه.. وليس معنى ذلك أنْ نُشاهِد «المُتأعلِمونَ» ينقلبون مرة واحدة على الرئيس، ينتقدون بهجوم سافر، ويتجرأون بلا مُناسبة، ويُظهِرون سذاجة اعلامية وقلة وعى، لا يجب أنْ تكون حالة منْ يُطِلُ على المُشاهد من خلالِ الشاشة.. وليس معنى ذلك أيضًا أننا نُريد إعلامًا منحازًا للرئيس ونظامه دون حياد، بل نطمح أنْ يكون إعلامنا مُحايدًا ونزيهًا وناقدًا بوعى.

والسؤال الآن: هل وصف المصريين لهذا الاعلام بأنه إعلام داعر، أو إعلام العار، صار وصفًا دقيقًا؟!.. عن نفسى أتمنى أن يرحلَ هؤلاء «المُتأعلِمونَ» عنَّا حتى تُصبِح صورةُ «اعلامِنا» أشرف مما هى عليه.