رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

السينما التجارية مصطلح أصبح مكروهاً ومرتبطاً بالرخص في بلادنا، مع أن الأصل في السينما أنها فن وصناعة وتجارة، فمن ينتج أفلاماً للخاصة أو للمهرجانات يصبح مكان أفلامه المتاحف للزمن وليست قاعات السينما، وطبيعة الأفلام التي قد تستعصي علي الجمهور في وقت ما قد يتقبلها بعد ذلك، والسينما التي تحاول التجريب والمغامرة هي في داخلها وحقيقتها من أجل تقديم سينما تجارية للجمهور أفضل وأجمل، فأي فنان مهما كان طليعياً وتجريبياً هدفه الاسمي هو الجمهور وهدفه الأعلي هو أن يصل إلي أكبر عدد وأعظم عدد ممكن من جماهير السينما خاصة الشباب، أما ما نعيش فيه في مصر من فصل تعسفي بين السينما التي يراها البعض راقية ومحترمة، والسيما التجارية الكخة والوحشة التي تدمر أخلاق المجتمع هو فصل غير علمي وغير فني علي الإطلاق بل هو نوع من أنواع النفاق المجتمعي والازدواجية التي نعيش فيها منذ زمن بعيد التي أصبحت تحكم كل حياتنا؟

التعليم المصري بالمجان.. ولكن تصرف الملايين في الدروس الخصوصية، وبرامج التليفزيون تدافع عن الأخلاق الحميدة والأدب والفن في نفس الوقت الذي تفرش فيه الملاية لأي مخالف أو معارض، وتفتح قنواتها لكل ما هو غريب وشاذ وبذىء من أجل زيادة عدد المشاهدين حتي لو تكسرت كل القيم الوطنية والأخلاقية والإعلامية، ورجل الدين الذي يخطب في بيت الله ويدعو الناس إلي الطريق المستقيم هو في نفس الوقت يكفر ويسب ويلعن المرأة والأقباط والشيعة والسنة المختلفين معه؟.. بل وينزع عن المرأة والأقباط المواطنة ويدعو إلي أن يكونوا الأدني منه هو وأمثاله؟.. والحكومة الديمقراطية التي تدعو إلي العمل وقبول الآخر والاختلاف هي التي لا تعين ولا تستعين إلا بمن هم علي شاكلتها المؤمنين بأفكارها، ولنا في تكوينات كيانات البرلمان القادم عبرة عن كيفية الإقصاء والبتر والتشهير والقتل المعنوي لكل ما هو مختلف مع سيادة الرئيس حتي لو كانت اختلافات شكلية وعلي نفس الأرضية الوطنية؟.. أما الاقتصاد فحدث ولا حرج حكومات تقلدت الحكم بعد ثورة كانت شعاراتها عيش حرية عدالة اجتماعية، تضرب بعرض الحائط في كل قراراتها وخططها بحق الناس في الحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.

وفي الآخر يطلع المتنطعون والجهلة ليحملوا السينما كل شرور المجتمع، فهل السيما الوحشة هي المسئولة عن الإهمال في المرافق حتي غرقت الإسكندرية بعد ساعة مطر؟.. وهل السينما هي المسئولة أن المدارس خاصة في ثانوي أصبحت مباني فارغة لا لزوم لها وحينما حاول الوزير أن يرتاد الطلبة المدرسة ولو شكلياً انتفض الجميع المدرسين والطلبة والأهالي ضد القرار؟.. أي ضد أن يرتادوا المدارس؟.. وهل السينما هي المسئولة عن حوادث الطريق التي فاقت كل الأرقام العالمية؟

طبعاً من الممكن أن تقدم السينما أفلاماً تجارية وإنسانية وجميلة حتي في أحلك الظروف، شريطة أن يتوافر لها المناخ الذي يجعلها تتطور وتنتعش، فهل ناقش حماة الفضيلة لماذا انسحب أغلب المنتجين من الساحة؟.. ولماذا أصبح كثير من أفلام الشباب المستقل تتسول التمويل ولماذا يذهب دعم وزارة الثقافة لنوعية معينة من الأفلام، بعيداً عن الأفلام الكوميدي اللطيفة التي أصبحت السينما المصرية تفتقدها بشدة؟

إن السينما فن جماهيري لا يصح ولا يجوز أن نضعه في حالة اتهام إنه المسئول، عن كل شرور وفشل مجتمعي، حرروها من كل القيود وادعموها أدبياً وفنياً، حتي لا تعيش علي أمجاد أفلام الأبيض والأسود.