رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


أخى المواطن أريد منك قبل أن تقرأ هذه السطور القادمة أن تتجرد أولاً من كل تفكير حزبى أو انتماء لأى فصيل أو مجموعة معينة إلا من كونك مواطن مصرى .
أريد أن أتحدث معك أخى المواطن بحيادية . أريد أن نرتقى جميعا فى أسلوب الحوار و العرض ، دون أن تعمى الأحداث المتلاحقة بصيرتنا . أريد حوار العقل و أريد أريد حوار الأصوات العالية . أريد حوار العدالة و لا أريد حوار الإنحياز و التعصب .
فقد انتهت المرحلة الأولى من الإنتخابات البرلمانية 2015 بما لها و ما عليها و نجح من نجح و خسر من خسر . و هذا أمر طبيعى يحدث فى كل دول العالم .
و لكن الأمر الذى لفت نظرى خلال الأيام الماضية و هى الإقبال الضعيف على المشاركة فى الإنتخابات البرلمانية من جانب المواطن المصرى بوجه عام و عزوف المشاركة عن المشاركة بوجه خاص . و التى وصلت نسبة المشاركين فى التصويت إلى نحو 25 % و التى أعتبرها البعض أنها نسبة معقولة . و لكن رأها البعض الأخر نسبة ضعيفة جدا خاصة أنها انتخابات ذات طابع خاص و انها اتت عقب ثورتين بالإضافة للحشد الإعلامى لها ، بل و نداء رئيس الجمهورية للمصريين بالنزول للمشاركة . و بناءا على ما تم ذكره فتعتبر نسبة المشاركة غير مُرضية .
و هذا مؤشر خطير و غير جيد ، لأنه لازال يوجد إنتخابات المحليات و التى من المُقدر طبقا للدستور أن يكون نسبة الشباب فى هذه المحليات لا يقل عن الربع . فكيف سيتحقق ذلك و الشباب اصلاً لم يشاركوا بوضوح فى الإنتخابات البرلمانية و التى كانت تعد من وجهة نظرى بمثابة اختبار حقيقى لمشاركة الشباب . و التى أسفرت كما رأينا جميعا عن عزوف كثير من الشباب فى المشاركة فى المرحلة الأولى من الإنتخابات . خاصة و أن حل الكثير من المشاكل التى يعانى منها المواطن المصرى هى فى المحليات . فإن لم يشارك فيها الشباب الواعد فمن الذى يشارك إذا ؟!!!
و هذا ما دفعنى كباحث إجتماعى إلى محاولة معرفة أسباب عزوف الشباب عن تلك الإنتخابات  و تقابلت مع العديد منهم لسؤالهم و معرفة تلك الأسباب منهم مباشرة .
و تعددت الأراء طبقا لتعدد وجهات النظر و أردت هنا أن أذكرها لكى نتشارك جميعا فى حل هذه الإشكالية .
فمنهم من قال بأن الأمور تسير على ما يرام برعاية الرئيس السيسى حتى و إن كانت تسير ببطء و لكنها تسير فلا داعى لكى أتعب نفسى بالذهاب للإنتخابات .
و منهم من قال أن وجود بعض العناصر المحسوبة على النظام القديم فى القوائم أو الفردى جعلنى غير متفائل و بالتالى لم أشارك .
أما البعض الأخر فقال بأننى أعمل فى مجال المعمار يعنى على باب الله و مثلى مثل الكثيرين من أصحاب الحرف و الصنعة . فنحن ليس لدينا عمل ثابت أو موظفين بالحكومة تعطينا الدولة أجازة أو نصف يوم لكى نشارك فى مثل هذه الإنتخابات ، فعندما تأتينا شغلانة لا أستطيع تركها و الذهاب لشيئ أخر حتى و إن كانت الإنتخابات . و إلا فمن أين أستطيع توفير احتياجات بيتى و أسرتى فى ظل هذا الغلاء المتفاحش .
و قد ذكر البعض بأن كثرة عدد المرشحين و عدم المعرفة الجيدة بهم كما أنهم لم يقوموا بعرض أى برنامج لهم . جعل الكثير من المواطنين لم يشاركوا . خوفا من أن يختاروا أحد و فى الأخر يكون سيئ .
و منهم من قال كلنا نزلنا فى ثورة يناير و كنا نزين و نجمل الشوارع بأنفسنا بل كنا نحمى البيوت و الممتلكات أثناء غياب الشرطة و عندما تم إجراء تعديلات على الدستور عام 2011 أثناء حكم المجلس العسكرى بإعتباره المتولى إدارة شئون البلاد وقتها نزلنا جميعا و لبينا نداء الوطن . وقتها نزل الكبير و الشاب و الرجل و المرأة . كل يأمل فى مستقبل أفضل . وقتها كانت الدولة بجميع أجهزتها تتغنى بالشباب و دور الشباب إلى أن سارت الأمور كما سارت . فنزلنا 30 يونيو على أمل بتعديل المسار للأفضل و لكن و حتى الأن لم نرى منها تغيير جذرى حقيقى يشجع المواطن المصرى على المشاركة .
و من خلال رصد جميع هذه الأراء أرى أن علاج هذه المشكلة يتوقف على أداء البرلمان خلال الفترة القامة و مشاركته الجيدة فى اختيار حكومة تستطيع أن تلبى إحتياجات الشعب المصرى الذى طال إنتظاره فى تحقيقها حتى هذه اللحظة .
و التى إذا قدر الله أن تكون بداية طيبة ستعمل على تحفيز الشباب للمشاركة فى إنتخابات المحليات القادمة و العكس صحيح .
لذلك وجب علينا توجيه نداء إلى كل من نجح فى الإنتخابات و أصبح يمثل الشعب . فليتق الله فى مصر و ليضع المصلحة العامة للوطن نصب عينيه .
و بالنسبة للحكومة القادمة . فأرجو أن تتحدوا جميعا و أن تنظموا صفوفكم و نأمل أن نرى أداءا منظما و ليس ارتجالياً . من حق الشعب أن يرتاح من مرارة فساد سنوات و سنوات جعلته يكون فى أواخر الأمم  فى مجالات متعددة كان من الأولى بنا أن نكون نحن فى الصفوف المتقدمة .
و يجب أن تعلموا أن مصر اليوم ليست مصر الأمس . بمعنى أن الكسول أو الفاسد ليس له مكان بيننا . و سوف يلفظه الشعب . أما الجاد الفعال فسوف يحمل على الإعناق . و لك أيها المسئول أن تختار إما أن تحمل على الأعناق و إما أن ترحل . فلا وقت للتراخى و التباطؤ . فالدول التى كنا نسبقها بالأمس أصبحت اليوم تسبقنا بأميال و أميال . و هذا نتيجة الفساد و التباطؤ و التواطؤ عليه .
وقد أدهشنى قول أحد الشباب عند سؤالى له لماذا لم تشارك فى الإنتخابات ؟ فكانت الإجابة . كيف لى أن أختار الجيد و الأصلح إذا كان الإعلام المصرى يستضيف عناصر من المرشحين و طوال الحلقة يلقون اللوم و العتاب على بعضهم البعض . بل قد يتطور الأمر إلى التوبيخ و العمالة و ما شابه . و الكل يتهم الكل . و كأن مصر كلها عملاء و خونة . ألم يفكروا لحظة ما عن صورتنا أمام الشعوب الأخرى و نحن نتعارك و نتناحر على الفضائيات على مناصب زائلة. فكيف نقول و نتغنى بأن مصر أم الدنيا و بلد الحضارة . و أبسط شيئ و هو احتوائنا لبعضنا البعض نفشل فيه .
و كلمة أخيرة أقولها لكى من يريد الخير لمصر فأعلم سيدى الفاضل بأنه لن تتحقق التنمية إلا بوجود إستقرار و لن يتحقق الإستقرار إلا بإحترامنا كلا منا للأخر و لكى يتحقق الإحترام فيجب أن يحتوى جميع فئات الشعب المصرى بعضهم البعض .
كفانا تخوين لبعضنا البعض . كفانا اتهام لبعضنا البعض بالعمالة و العبارات الرنانة التى يستخدمها بعض الإعلامين و التى لا تعمل إلا على تهييج الشعب المصرى بعضه على بعض .
ابدأوا صفحة جديدة يا مصريين ، فقد دقت ساعة العمل ، تصالحوا من أنفسكم أولأ ثم تصالحوا مع بعضكم البعض ، أجعلوا مصلحة مصر هى العليا . وليعلم كل مسئول أن ما كانوا قبله كان ينشد لهم الأغانى و الاشعار و عندما قصروا فى حق مصر . لفظهم الشعب .