رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

(يعتمدون فى المنافسة على فكرة الإزاحة وتشويه الخصوم وتقطيع الهدوم.. مع أن مجلس نواب الثورة يحتاج إلى نواب بحجم ثورة!)

من المؤسف أن يحدث تقطيع الهدوم فى الانتخابات.. مفترض أن المرشحين يقدمون نماذج محترمة للجمهور، ويقدمون نماذج مضيئة للنواب.. ما يحدث الآن بين بعض المرشحين جريمة.. وصف الآخرين بالانحطاط والسفالة ليس من قبيل الدعاية الانتخابية.. توجيه الشتائم والسباب للبعض يستحق وقفة.. جماهير الدائرة ينبغى أن يكون لهم موقف.. صحيح قد لا يكون قانونياً، ولكنه موقف أدبى ومعنوى!

فوجئنا بأن انتخابات الإعادة فى دائرة الدقى والعجوزة تشتعل فجأة.. عبدالرحيم على المرشح الفائز يطلق الرصاص على عمرو الشوبكى ويوجه إليه قذائفه.. يتهمه بأنه سافل ومنحط ووضيع، إلى آخر هذه الشتائم.. ثم يقول إنه تقاضى 100 ألف دولار ليدير ندوة ضد ثورة 30 يونيو.. فى الجانب الاخر أحمد مرتضى منصور يتهمه بنفايات 25 يناير، وأن المعركة بين ثورتين فى الدائرة الأشهر صخباً حتى الآن!

لا هذا معقول ولا مقبول بالمرة.. المفترض أن المنافسة تكون فى إطار أخلاقى.. لا يمزق أحد هدوم الخصوم.. لا يتعرض لشخص المرشح.. لا يسبه فى نفسه ولا أهله ولا دينه ولا جنسه.. والمفترض أننا كنا نرى انتخابات نموذجية فى دائرة يستخدم فيها الإعلام بشكل واضح.. بدأت الأزمة من برنامج أحمد موسى.. المثير أن موسى قال لعبدالرحيم إنت معاك «حصانة» وأنا اللى هاتحبس.. ونتوقف هنا عند الحصانة!

 

جرائم باسم الحصانة!

لا أقف هنا مع هذا المرشح أو ذاك، فى مواجهة الآخر.. هذه المسألة لا تعنينى.. ينجح من يشاء ويسقط من يشاء.. لا يهمنى.. تهمنى فقط أخلاقيات الانتخابات.. تهمنى فكرة النموذج.. وفى الحالة الماثلة أمام عدالة الجمهور، كان عبدالرحيم على يستخدم حصانته مبكراً.. فهل تكون الحصانة سبب البلاوى فى البرلمان؟.. هل تتحول إلى سلاح آلى مع النواب، فيطلقون الرصاص هنا وهناك.. سواء كان مادياً أو معنوياً؟!

المشكلة أن المرشح الفائز اصبح طرفاً.. مع أنه كان يفترض أن يكون خارج السياق.. هو الذى فجر الأزمة.. هل هذا يضر الشوبكى كما يريد؟.. هل يضر أحمد مرتضى منصور؟.. فى الحقيقة كنت أنتظر معركة بين جيلين.. كنت أنتظر ماذا يحدث؟.. أمامنا استاذ علوم سياسية، وكنا نريد أن نعرف طريقة إدارته للمعركة بشكل علمى.. وأمامنا شاب يمثل جيله، ويستفيد قطعاً بمجهودات والده مرتضى منصور، فى الدائرة الشهيرة!

فى الحقيقة، لقد فاجأنى عمرو الشوبكى حين قال إنه سيلجأ للقضاء.. لم يمارس الأسلوب نفسه.. قال: الشتائم «لغة المفلسين».. وقال إنه تحدث مع محاميه حول الأمر، والآن يعمل على تفريغ مضمون الحلقة، التى تعرض للشتيمة بها استعداداً لكتابة المذكرة القانونية بالواقعة.. وقال إنه لن يرد على شتائم إلا بالقانون.. فلماذا الشتائم من الأصل؟.. وهل يمكن تعرية مرشح بسبه؟.. هل يمكن أن تؤدى الشتائم لإسقاط مرشح؟!

 

ترسيخ النموذج الأخلاقى!

تمنيت أن نقدم نموذجاً أخلاقياً فى بعض الدوائر، التى تُعرف باسم دوائر المثقفين.. تمنيت أن نبنى عليها فى المستقبل.. ما حدث تسبب لى فى صدمة.. ما حدث من ملاسنات وسيديهات وفيديوهات، بعضها صحيح وبعضها مفبرك، آلمنى للغاية.. مفهوم أننا نزلنا لنخدم المواطنين.. هذا هو المنطق.. مفهوم اننا نزلنا نخدم الوطن.. هذا هو الطبيعى.. مفهوم أننا نحتكم إلى جمهور مثقف واع فى هذه الدائرة.. فماذا جرى بالضبط؟!

هل تغيرت المفاهيم مثلاً؟.. هل تغيرت الوسائل فعلاً؟.. يؤسفنى أن أقول الإجابة نعم.. تغيرت المفاهيم والوسائل.. اصبحنا نرى المال السياسى، وأصبحنا نرى الإعلام طرفاً فى المعركة.. واصبحنا نرى وسائط أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعى.. كل هذا اصبح موجوداً وبعنف.. يعتمدون فى المنافسة على فكرة الإزاحة وتشويه الخصوم وتقطيع الهدوم.. مع أن مجلس نواب الثورة، يحتاج إلى نواب بحجم ثورة!

 

آخر كلام!

لا أنحاز هنا أو هناك.. فقط أنحاز للقيم الأخلاقية.. كنت أريد أن أصفق للنموذج، فى دائرة الدقى والعجوزة.. كنت أريد أن أرفع القبعة، حين تصير الانتخابات فى هذه الدائرة، درساً لطلاب العلوم السياسية.. كنت أنتظر النتيجة فيخرج المهزوم ليهنئ الفائز، ويتحدث الفائز عن شرف الخصومة مع المهزوم.. ويتحدث عن صعوبة المعركة، والاتجاه للاستفادة بمجهوده فى حل مشكلات الدائرة.. للأسف لا شىء من ذلك قد حدث!