رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

كان من الطبيعي والمتوقع أيضاً أن تكون نسبة المشاركة في المرحلة الأولي في العملية الانتخابية للبرلمان بهذا الشكل وهذه النسبة، ولكن لماذا خرجت بهذا الشكل؟ هذا هو السؤال الذي أجاب عنه البعض كل حسب هواه أو كما أعتقد، وهذه الإجابة أيضاً استغلها البعض لصالحه.

كل عناصر العملية الانتخابية بداية من الدولة مروراً بالمرشح وانتهاء بالناخب  شاركت في قتل العملية الانتخابية، وكل هذه العناصر مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً وثيقاً، بل ومتداخلة لدرجة الاندماج في وحدة واحدة في المضمون وإن تفرقت ظاهرياً في الهيئة.

أولاً : المرشح وصورته الذهنية عند الناخب .. الكثير بل دعني أقول إن غالبية المرشحين لهذا البرلمان لا يمتلكون القوة أو الشعبية التي تؤهلهم للفوز أو حتي المنافسة للاستحواذ علي صوت «الناخب» المواطن العادي، بل إن الكثير منهم يمتلك جميع الأدوات التي تجعل المواطن العادي يتخذ ضده موقفاً معادياً وصريحاً ، بل منفراً من وجوده أو حتي النظر إلي صورته المعلقة علي الجدران،

فالبعض من هؤلاء أصبح وجهاً «محروقاً» لا يمثل أي إضافة أو أي جديد للمواطن، بل أن البعض منهم يمثل التكوين النفسي للنظام القديم بكل فكره وأساليبه وفجاجته وروحه، فكان من الطبيعي أن يحدث نفور عام منهم، وبالتالي لم يكن عند المواطن «الناخب» أي دوافع للنزول والمشاركة في عملية التصويت، بخلاف أن بعض المرشحين دخلوا الموضوع من باب «الوجاهة» أو التجربة أو الشهرة.

ثانياً: الناخب الذي يمتلك صوتاً وحقاً دستورياً في التصويت.. هذا المواطن البسيط أُنهك من العملية السياسية خلال الفترات الأخيرة، وقد شعر البعض بأنه لا جدوي من المشاركة، واعتقد البعض الآخر أن صوته لا يفرق كثيراً ولن يضيف جديداً ، بل اعتقد البعض منهم أن العملية السياسية لا تحتاج سوي وجود الرئيس السيسي وقد جاء الرئيس فلا داع لأي خطوة بعده، مطمئنين له ويكفيهم وجوده عن وجود البرلمان أياً كان أعضاؤه، وثقتهم في شخص الرئيس السيسي تكفيهم.

أما الطائفة الثانية فاتخذوا موقفاُ سلبياً معادياً من العملية الانتخابية بشكل خاص والحياة السياسية بشكل عام وظنت هذه الفئة أنه لا جديد ولا فائدة، وفي ظني أن هؤلاء يمثلون شريحة الإخوان أو المتعاطفين معهم، وإن شئت أم أبيت فهؤلاء فئة موجودة في الشارع المصري حتي وإن أنكر البعض وجودهم من الأساس. 

ثالثاً : الدولة كعامل مؤثر في تحريك الناس وتحفيزهم.. الدولة لم تستخدم آلاتها الإعلامية الجبارة في تحفيز الناس علي المشاركة، لم نشاهد الكثافة الإعلامية التي اعتدنا عليها من قبل، لم نشاهد الصراخ والتحذيرات إذا لم يخرج الناس للتصويت كما شاهدناها من قبل، لم نشاهد قوات الأمن وإذاعة أخبارهم في الشوارع وانتشارهم في الميادين لتأمين الانتخابات كما اعتدنا في العمليات الانتخابية السابقة، لم نشاهد تحذير الناس من الغرامات وتوقيع العقوبات إذا امتنعت عن التصويت.

وفي ظني أن الدولة أرادت ذلك، بعد الإلحاح الشديد من البعض بسرعة إجراء الانتخابات البرلمانية، أو من كم التحذيرات والخوف من سيطرة السلفيين والإخوان ورجال الأعمال علي البرلمان،  وأن البعض يعمل ضد الرئيس، أو أن سلطات رئيس الحكومة التي ستشكلها الأغلبية في البرلمان ستقف عائقاً ضد عمل الرئيس وستلعب ضده.

فكان نتاج ما سبق أن المرشح قتل الانتخابات والدولة كفنتها وقام المواطن بدفنها، الجميع أجرى عملية حسابية خاطئة، فالمرشح الذي يطالعنا بأنه ابن الثورة سينجح  باعتبار أنه ثوري وهو ليس كذلك، أو المرشح الذي ينهال علينا كل يوم بتصريحات علي أساس أنه مقرب من السلطة أو بعض دوائر النظام وأن المواطن في العموم لديه شعور جيد اتجاه المقربين من السلطة، أو حتي المرشح الذي لعب علي شعار التعديل والتغيير أو المحافظة علي ثوابت الدستور و عاش دور المنقذ للمواطن من أزماته، أو أنه صوت الشباب في البرلمان.

وكان في اعتقاد الدولة أن عملية العزوف ستفسر لصالحها بأن الناس لا تريد البرلمان وأن هذه الوجوه لا تصلح، وقد لاقت رفضاً شعبياً، ولم تعتقد الدولة أن هناك البعض سيفسرون عزوف المواطن عن الانتخابات ضدها ويتخذونها ذريعة بأن الناس قاطعت الانتخابات لأنها لم تعد تحب النظام ككل  وأن شعبية الرئيس لم تعد كسابق عهدها.

أما المدهش في الموضوع فهو أن أطراف العملية جميعاً بدأوا يشعرون بالخطر الشديد، وبدأ الجميع يستعيد أسلحته من جديد لعل وعسي أن يتم حسم المعركة لصالحه.

في النهاية العيش دائماً علي ذكريات ما مضي لن يفيد كثيراً،  وأيضاً نظرية المؤامرات لن تعيش طويلاً فالمستقبل يحتاج جهوداً كبيرة وعملية ومباشرة وليس الوقوف علي أمجاد وذكريات الثورات التي مضت.

[email protected] .com