رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

كان المصرى، فيما قبل أحداث 23/7/52 المشئومة، يقدس العلم ويحتفى بالعلماء ويرفع منزلتهم إلى عنان السماء كما يجل التعليم والمتعلمين، وكان يضعهم فى المقدمة دائماً ويفصلهم فصلاً تاماً، من حيث التقدير الخالى من التكبر، عن أصحاب الملايين الجهلاء!.. والذين لا يراهم إلا فى الذيل والمؤخرة!.. وكانت الأطروحة السائدة، فى ذلك الزمن الجميل الذى ولى، تصفهم بالعاطلين بالوراثة!!.. وكان واضحاً جلياً أن قاطرة التقدم والعلم والتعليم تقودها الطبقة المتوسطة!.. كان المدرسون أصحاب قامة وهامة رفيعة يؤمنون إيماناً راسخاً بأنهم أصحاب رسالة وبالرغم من أن ترقياتهم ومرتباتهم مقارنة بآخرين نظراء لهم فى كل الوزارات الأخرى كانت متدنية عنهم كثيراً!.. إلا أنهم ما أثاروا اضطراباً أو نظموا إضراباً عن العمل أو انتظموا فى مسيرات كما كانت الدروس الخصوصية تمثل عاراً للمدرس والطالب فى آن واحد!.. وفى المقابل كان الشعار السائد من علمنى حرفاً صرت له(؟)!.. وكما قال الشاعر قم للمعلم وفه التبجيل – كاد المعلم أن يكون رسولا.. وبهلول إطلالة أشاوش يوليو.. انعكس الوضع تماماً فى جميع المجالات وأولها التعليم وأصبح المال وأصحابه فى المقدمة والعلماء والمتعلمون فى المؤخرة!.. فى أيام خلت كانت الجامعات المصرية الرسمية فى أسمى مكانة وكان خريجوها ينظرون إلى نظرائهم فى الجامعات الأجنبية من علٍ – كما قال الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس علناً على إحدى الفضائيات مع أنه خريج الجامعة الأمريكية أين موقع جامعاتنا الرسمية منها إقليمياً ودولياً؟! وما الأسباب فى هذا الانحدار.. البداية واضحة وأسبابها أوضح ومجموعة المتسببين من الأشاوس هم الأوضح!.. أيعقل على سبيل أقل عدد من الأمثلة.. أن يكون تعداد طلبة كلية الحقوق بجامعة واحدة يناهز الستين ألفاً؟!.. وبالمثل طلبة كلية التجارة؟!.. طبعاً ما بين انتظام وانتساب هذا بخلاف التعليم المفتوح المفضوح.. هذه الأعداد تفوق طلبة جامعة بأكملها فى المملكة المتحدة وغيرها من الدول!.. تزوير التاريخ أصبح مقرراً فى علوم السياسة والاجتماع والفلسفة.. كلية فؤاد ألبسوها القاهرة وفاروق الاسكندرية وإبراهيم باشا عين شمس ومحمد على أسيوط وفى المقابل أكاديميات لناصر والسادات.. كيف يمكن تجاهل أن الأميرة فاطمة بنت إسماعيل باعت حليها وكامل مصوغاتها وقطعاً من أراضيها لتؤسس أعرق وأقدم كلية بالجامعات المصرية.. كلية الآداب وإذا انحدرت القيم انحدر بالتبعية كل ما حولها وما يليها.. ما حال مكتبات البلديات القديمة وقياسها على ما نسميه الآن بدور الثقافة.. الماجستير والدكتوراه لم تكن تمنح إلا لخريجى الجامعات من الحاصلين على مراتب الشرف وأصبحت الآن تمنح من معاهد ليست فى مستوى الجامعات وبشروط عجيبة وميسرة وبالتقسيط المريح!.. عبث وفوضى.. هان الأمر لدرجة أن دولاً عربية الآن.. الآن.. تفضل الأطباء الحاصلين على درجة الزمالة من الجامعات الأجنبية عن حملة الدكتوراه من الجامعات المصرية؟.. أين أنتم يا أولو الألباب!.. كانت الجامعات المصرية من أعظم 100 جامعة على مستوى العالم وفى العهود الثورية المجيدة انحدرت حتى صارت خارج حدود جامعات العالم المتميزة، وبعد تدارك نسبى لهذا الموقف واستعادتها وضعاً ولو أنه كان فى مؤخرة أشهر جامعات العالم كانت جامعة القاهرة من بينها، وعلق على الاسم أ.د العالم الجليل محمد غنيم بأن التى فازت هى جامعة فؤاد وليست جامعة القاهرة لأن أحد أساسيات الاختيار يقع من ضمنها عدد الحاصلين على جائزة نوبل من خريجها.. وكان هذا الرجوع بسبب حصول ثلاثة من خريجى جامعة القاهرة على جائزة نوبل وهم بالتحديد الأديب العالمى نجيب محفوظ والدكتور محمد البرادعى والمهندس ياسر عرفات وكلهم من خريجى جامعة فؤاد!.. أما عن أقسام الفهلوة ببعض الكليات فحدث ولا حرج.. البعض عند سؤالهم عن دراستهم يرد بأنه خريج إعلام.. هل أنت خريج كلية الاعلام جامعة القاهرة ومعروف أنها لا تقبل إلا أصحاب المجاميع السحابية من الأدبى والعلمى يرد لا بل خريج قسم الاعلام بكلية آداب كفر أبو طشط!!.. يريد المرور فى الزحمة وآخر يقول إنه خريج سياسة واقتصاد وعندما يتبادر إليك أنه خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسة بجامعة القاهرة يفاجئك بأنه خريج قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بكلية تجارة كفر العنب!.. أو كفر اللى يحب النبى يزق!!.. انفلات غشى كل أركان الدولة عندما وسد الأمر إلى مجموعة من المغامرين المقامرين بصالح البلاد والعباد فجر أربعاء 23/7/52!..