رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

 كان عرض ختام المهرجان القومي للسينما المصرية لطيفاً ومبهجاً ولكنه في نفس الوقت صادماً ومستفزاً، لقد اعتمد بشكل أساسي علي إبداع العظيم أنور وجدي والمعجزة فيروز، وقام به أطفال راقصون، إنهم يستخدمون الأطفال ويستعينون بهم حتي يجملوا ويتجملوا ولكنهم في حقيقتهم لا يفكرون إلا فى أنفسهم وأيامهم ولا يفكرون في المستقبل؟ إن الذين استخدموا الأطفال وداعبوا الجمهور بتراث قديم، لم يفكروا أن يتبنوا أو يطالبوا بفيلم واحد طويل للأطفال، بل إن بعضهم في مجلس إدارة المركز القومي للسينما رفضوا تخصيص مبلع مناسب لإنتاج أفلام أطفال، بل وصندوق التنمية الذي يتحدث رئيسه بفخر عن مضاعفة الجوائز، يتعلل دائماً بعدم وجود أي أموال لإنتاج أفلام للأطفال؟

لسان حال القائمين علي السينما لجانها ومركزها ودعمها وصندوقها، يقول عن الأطفال (أحبك آه استخدمك آه لكن أديك فيلم لا لا) وأتعجب كيف ينتظرون من أطفال لم تجد ما يشبعها فنياً ولم تتربي علي فن سينمائي منذ طفولتها؟ هل سيحترمون أفلامهم؟ هل سيرتادون دور السينما ويعتبرونها مكاناً محترماً؟ أم سيعتبرونها فرجة من أجل اللهو وإطلاق الصفافير في ظلام قاعات العرض؟ ما هذه الأنانية البشعة والمقيتة التي يتمتع بها البعض؟ وما هذا الإهمال الشديد لسينما الطفل، في بلد حريصة علي إقامة مهرجان لسينما الطفل كل عام وبإصرار عجيب لا أفهمه؟ فما جدوي مهرجان دون إنتاج فعلي؟ وما جدوي صرف ملايين كل عام وتقام زيطة وزمبليطة في الأوبرا والهناجر، وتقام ورش رسم وألعاب سيرك وفنون شعبية وكله مهلبية، دون أن ينتج فيلم مصري طويل واحد كل عام، طالما لا يوجد فيلم يصبح مهرجان سينما الطفل (جعجعة بلا طحن علي رأي عمنا وتاج رأسنا شكسبير) ومهما استخدمتم في مهرجاناتكم أطفالاً شاطرين وبنات قمرات وشعورهن حرير، لن يعفيكم من أنكم أهملتم العمل من أجلهم، إن العمل من أجل الطفل، أي تقديم أعمال تسعده وتبني شخصيته وتعمل علي دعم إدراكه الواعي للفنون، شيء آخر، جميل أن يغني ويرقص ويمثل أطفالنا في المدارس وقصور الثقافة ومراكز الشباب، ولكن الأجمل أن نعمل من أجلهم، فنقدم لهم مسرحاً جميلاً وسينما تجوب أنحاء مصر، فينشأ الطفل علي حب السينما ويتربي علي سحرها.