رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قامت في مصر ثورتان فكان النصر المبين لكليهما، الأولى ثورة ضد حكم ظالم جائر، قام القائمون في ظله سنين عدداً تخطت الثلاثين عاماً فكان الدمار بالنسبة لكل مرافق الدولة، وفي كل عناصر الحياة العامة للانسان المصري الذي ذاق مرارتها في صبر هو «صبر أيوب» إذ خرج الشعب المصري قاطبة ومن كل فج عميق هاتفا ومناجياً رأيه الثورة في يد الثورة الشعبية الناجحة «أن تؤدي ثمارها» فكانت الثورة الثانية مدعمة - لا شك في ذلك - عناصر وخصائص الثورة الأولى فحققت بالارادة الحرة القادرة على التغيير علامات الطريق الذي مهدت له الثورة الأولى، وكل ذلك في فلك اتسعت دائرته لتشمل الحياة السياسية في شتى نواحيها وأيضاً الاجتماعية وأسلوب وتعايش الحياة اليومية «في الريف كما في المدينة» ومشت خطوات الثورة مع الثوار مع مباركة الشعب كله لها من أجل حياة حرة جديدة تعود معها مصر الى ما كانت عليه في عصورها الذهبية تحت عنوان جذاب هو «مصر أم الدنيا».

<>

وإذا أطلت على الشعب عناصر الثلاثية المقدمة في عظمة الحكم وأسلوب الحكومة، فقد نجح في ذلك الاستفتاء على الدستور عن طريق اللجنة الخمسينية وإن كانت هناك بعض المواد في الدستور تحتاج الى أعملا نظر ومراجعتها «لاريب في ذلك مع مولد السلطة التشريعية صاحبة الاختصاص الأصيل وبها لجنة يطلق عليها «اللجنة التشريعية والدستورية» وهذا من صميم اختصاصها، وجاء اختيار رئيس دعماً للإرادة الشعبية وما بقى أمام المسيرة حتى تكتمل حلقاتها الا السلط التشريعية عن طريق انتخاب البرلمان الذي هو كما يجمع عليه الفقهاء «البرلمان لفي كل زمان هو قلب الأمة وعقلها» - وإنما إليه الآن مسيرتنا إليه كلها فرحة وسرور، لتحقيق أمل الشعب في تتويج لثورته بكمال «قارعة الطريق» - أي تمام «الثلاثية المقدسة» - وكل الشواهد وكل الآمال الخضراء للشعب أن يقدم لبناء وتشييد الخطوة الأخيرة في مسيرته العملاقة نحو برلمان نتباهي به بين الأمم، وبرلمان بحكم واقع الحال يختلف اختلافا جذريا عن البرلمانات السابقة واليت كان فيها «مجلس الشعب سيد قراره» حيث المأمول أن يأتي «برلمان الثورة» أو «برلمان الشهداء» مختلفا تمام الاختلاف عن المجالس السابقة، والخطاب الآن موجه بكل حب للشعب المصري صاحب المعجزات أن يحسن الاختيار ولا يجري وراء هؤلاء الأعضاء الذين لا بضاعة لهم إلا المزيد من الانفاق لينعم بصفة نائب الشعب، والشعب منه براء نريد مجلس مجرد من كل صور البطلان الاجرائي والدستوري فلا وقت لرفع دعاوى تهدم صرح البنيان الذي وجب أن يكون بناؤه صلباً على أساس من المبادئ الدستورية والتشريعية السليمة يحمل رايتها - حسب ظروف الزمان والمكان - ونقاوة الشعب المصري علماً وفهماً للقانون» الذي هو كما يعبر عنه الفقهاء «فن الخير والعدل» والخير فضيلة والعدل فضيلة، وأن العدل في كل زمان ومكان «أساس الملك» وهو ما نسعى بقلوبنا وعقولنا وعلمنا إلى تحقيقه ورفع رايته في العالمين: فخراً ونوراً.