رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بدأ العام الدراسي الجديد الذى مازال يرتدى ثوبا قديما ولم يجد من يحنو عليه بثوب جديد يدب فيه الأمل والحياة واليقين بأن الأفضل سيأتى حتما لا محالة مهما تأخر. فى الحقيقة، تنوعت مظاهر احتفال الطلاب بالعام الدراسي الجديد. فشاهدنا طالبات مدرسة ثانوية يرقصن رقصة عبده موته فى الفصل الدراسي، وشاهدنا طالباً فى مدرسة ثانوية يضع الشيشة فى حقيبة المدرسة، وشاهدنا من حاول الاعتداء على إحدى الطالبات.. مشاهد كثيرة تثير حولها أسئلة أكثر ولا أدرى ماذا نفعل؟ هل علينا أن نحزن على الأمل الذى فقدناه؟ أصبحت لا أجد معنى فى مخالفات الطلاب سوي أننا فقدنا الطابع المصرى الأصيل فى كل شىء وأننا بدأنا بالفعل السقوط فى الهاوية، وأننا قد تم اختراقنا فكريا. مظاهر كثيرة تعبر عن انهيار منظومة الأخلاق فى المجتمع المصرى وأصبحنا فى فترة يعد فيها الخطأ الشائع صواباً! لماذا؟ لأنه قد شاع وانتشر وأصبح للأسف الشديد قاعدة عامة.

لا يمكننى أن أحمل الطلاب المسئولية كاملة ولكننى أحمل جميع أفراد المجتمع هذه المسئولية. ألوم أولياء الأمور الذين فقدوا التواصل مع أبنائهم وتركوهم يعيشون فى عالم الإنترنت الافتراضى دون رقيب. وألوم المثقفين الذين سمحوا للانحلال والإباحية أن تغزو السينما المصرية وسمحوا بضياع فن المسرح. وأذكرهم بصانعى السينما الإنجليزية والأمريكية الذين  قدموا أغنية حكيم «السلام عليكم» فى الفيلم الشهير vanity fair ولم يقدموا إحدى أغانى المهرجانات. ألوم المعلم الذى تحول دوره إلى محصل أموال بدلا من مربى ومرشد ومعاون. وأخيرا،  خبراء التربية الذين عجزوا عن وضع منظومة تعليمية تربوية شاملة تضمن الارتقاء بكفاءة الطلاب معرفيا ومهاريا ووجدانيا.

واختلفت مظاهر احتفال وزارة التربية والتعليم عن مظاهر احتفال الطلاب بالعام الدراسي الجديد، فسمعنا لأول مرة عن «استراتيجية الأمن الفكرى» التى قام الشيخ سعيد بريك القرنى بنشر محتواها على صفحته الخاصة فى أحد مواقع التواصل الاجتماعى. وما يثير الدهشة أن الشيخ السابق ذكره ممنوع من الخطابة فى المملكة العربية السعودية. والأكثر إثارة  للدهشة أننا نمتلك الأزهر الشريف، منارة الإسلام الوسطى للعالم أجمع، ورغم ذلك نستعين بأفكار قد لا تتناسب نهائيا مع طبيعة المجتمع المصرى. ولابد أن نفيق ونقدر ما نملكه من علماء أجلاء حتى لا يختاروا الهجرة والبحث عمن  يقدم لهم التقدير المادى والمعنوى.

سيادة وزير التربية والتعليم، فى كل مقال أطرح على سيادتكم عدة قضايا، جميعها محورية وجميعها يحتاج من سيادتكم الى اتخاذ قرارات حاسمة. أعلم أن سيادتكم لم تقض إلا شهراً واحداً فى الوزارة ولكن أعذرنى فالوضع خطير، وأعلم أن الإرث ثقيل ومشكلات الطلاب والمعلمين لن تنتهى ولكننى أطالبك بأن تجعل المواطن المصرى يشعر بالفارق بدخول سيادتكم الوزارة. سيتعين عليكم عرض برنامجك لتطوير التعليم المصرى على البرلمان القادم، فكيف تتوقع التصديق على وجود سيادتكم فى الوزارة ومشكلاتها لا تنتهى وإنما تتفاقم وتتزايد! سيادة الوزير، فلتستعد للبرلمان القادم ولتستعد للاستجوابات التى ستقدم ضد سيادتكم إن لم يشعر المواطن المصرى بطفرة حقيقية فى التعليم.

مدرس مناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية، جامعة قناة السويس.