عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في الفترة الأخيرة من الزمن المباركي، سألوا بعض الدكاترة وفي مقدمتهم د. أسامة الغزالي حرب من أصحاب الرؤى الوطنية والخبرات السياسية، ومن قضوا أعماراً في البحث والتنظير والقراءات الواعية لتاريخ البلاد والعباد، وهمه همه اللي عرفوا الناس يعني إيه ديكتاتورية وفاشية والحكم الشمولي والاستبدادي وغياب الشفافية، والتأكيد على أهمية وجود عقد اجتماعي مُفعل بين السلطة والناس والمطالبة بإصرار بتطبيق كل آليات العدالة الاجتماعية.. إلى غير ذلك من مئات المصطلحات، وحينها أضافوا إليها وحدثونا عن «الإصلاح من الداخل» والتي أكدوا بمقتضى فكرتها أنهم أعضاء في لجنة سياسات جمال مبارك لأن وجود المصلح السياسي في مطابخ صناعة القرار ضرورة تاريخية وأمانة حملها لهم الظرف التاريخي، وتحدي (من وجهة نظرهم) أصعب من ثرثرة الببغاوات في مؤتمرات الأحزاب الورقية وفضائيات الزعيق والنميمة.

هكذا أقنعونا وبرروا لأنفسهم ولمن استبشعوا وجودهم في بيت السلطان وابنه وحواريه، بينما ابن السلطان كان يتباهى بوجودهم كورود مطيبة للأجواء، وكمحلل سياسي لدعم التقدم نحو تحقيق التوريث!!

عبر حديث للدكتورة هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية (في تلك الفترة) أجرته معها الإعلامية الرائعة باسنت موسى عام 2008 على صفحات الموقع الشهير «الحوار المتمدن»، كان السؤال: قوبلت تصريحاتكم بالاستقالة من الحزب الوطني ببعض التحليلات التي تقول إن الحزب الوطني لن يتأثر بخروج أحد من النخبة لأنه حزب قائم على الكتل الضخمة الموجودة في المراكز وقيادات الحزب في المحليات والمشايخ والعمد؟.. وكان رد الدكتورة هالة: تعرضت لهجوم غير نقدي بالمعنى السليم من بعض الأعضاء بالحزب، واللغة التي تقترب من السفاهة السياسية، لكن ما أود الإشارة إليه أن هناك فرقاً بين الإصلاح والحسابات الانتخابية، بمعنى أن النخبة هي التي ترسم خطة الإصلاح، كما أن النخبة طوال التاريخ المصري هي التي صنعت النهضة ومازالت أسماء هؤلاء عالقة بأذهاننا كقاسم أمين وطه حسين ولطفي السيد وهؤلاء كانوا من النخبة وأي حزب يحتاج للنخبة كما يحتاج للكتل الشعبية لكنه لا يقوم فقط على تلك الكتل.

وهنا تبرر الدكتورة وجودها بأنها تشارك في رسم خطة الإصلاح، وكأنها لاتعرف نوايا وأهداف وتركيبة أهل البيت السلطاني بغرفه الحزبية و النيابية والتنفيذية، وتؤكد على ضرورة وجود النخبة مستدعية أدوار طه حسين وقاسم أمين ولطفي السيد في مقارنة غريبة لأن زمن هؤلاء كانت البلاد ترزح تحت نير احتلال، وهو ما يبرر الوجود السياسي والنخبوي كضرورة في كل المواقع.

أما الدكتور أسامة الغزالي حرب عضو لجنة سياسات جمال مبارك، فقد قال «‏إن‏ ‏الانقسام‏ ‏بين‏ ‏من‏ ‏يسعون‏ ‏للإصلاح‏ ‏ومن‏ ‏يقاومونه‏ ‏في‏ ‏المجتمعات‏ ‏الوطنية‏, ‏ليس‏ ‏انقساما‏ ‏أفقيا‏ ‏بين‏ ‏حاكمين‏ ‏ومحكومين‏, ‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏بالأحري‏ ‏انقسام‏ ‏رأسي‏ ‏يشمل‏ ‏الحاكمين‏ ‏والمحكومين‏ ‏معا‏, ‏بمعني‏ ‏أن‏ ‏قوي‏ ‏الإصلاح‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏موجودة‏ ‏في‏ ‏داخل‏ ‏المؤسسات‏ ‏الحاكمة‏, ‏مثلما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏توجد‏ ‏خارجها‏ ‏في‏ ‏الأحزاب‏ ‏السياسية‏ ‏ومنظمات‏ ‏المجتمع‏ ‏المدني‏.. ‏الخ‏. ‏والأمر‏ ‏نفسه‏ ‏ينطبق‏ ‏علي‏ ‏القوي‏ ‏المقاومة‏ ‏للإصلاح‏ ‏والتي‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏توجد‏ ‏في‏ ‏داخل‏ ‏وخارج‏ ‏المؤسسات‏ ‏الحاكمة‏. ‏فهناك‏ ‏في‏ ‏المجتمع‏, ‏خارج‏ ‏إطار‏ ‏المؤسسات‏ ‏الحاكمة‏ ‏قوي‏ ‏لا‏ ‏تؤمن‏ ‏بالديمقراطية‏, ‏أو‏ ‏لا‏ ‏تعطيها‏ ‏الأولوية»!.. ولا تعليق لأنه أدرك خطأ المفهوم بتقديم استقالته والخروج من الداخل الكوميدي، مع أنه كان يعلم بغياب الديمقراطية بالطبع.

وتكرر الأمر بدخول نخب قبطية لعضوية شورى قندهار، ورمز بارز يقبل أن يكون مساعدا لرئيس الإخوان، ومن قبله كان قبول قبطي بمنصب نائب رئيس حزب الإخوان، ووصولاً لأقباط حزب النور والمقولة الرائعة على لسان أحد الأساقفة الكبار «التيار السلفي تيار وطني حتى النخاع».. والكل كان قد ادعي عبر كل تلك المراحل إننا نعمل من أجل الإصلاح!!

[email protected]