رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

وزراء الزراعة يتكتمون على ملف المبيدات المسرطنة!

منذ أيام أذاعت القناة الثانية الإسرائيلية تقريراً عن التطبيع الخفي بين مصر وإسرائيل، وركزت على الجانب الزراعى، وقالت إن مصر أول من عرفت الزراعة في الدنيا تتعلم من الخبراء الإسرائيليين، وأن هذا التعاون بدأ من عهد وزير زراعة مبارك يوسف والى،  فاكرين الكنتالوب الإسرئيلى والفراولة، يضيف التقرير أن التعاون والتنسيق تحقق واستمر في عهود أخرى حتي اليوم، كل هذا كلام عام وإنشائي لكن الكلام  الكارثي هو ماجاء على لسان خبير زراعي إسرائيلى يقول إن نسبة كبيرة من المبيدات المحرمة في إسرائيل ودول أوروبا يتم بيعها في مصر في سوق سرية، تجار من الجانبين يربحون ملايين الدولارات على حساب صحة المصريين، وعرض التقرير صورا لعبوات مبيدات إسرائيلية مكتوب عليها «خطير وسام» ومع ذلك يتم بيعها في السوق المصري ويرش منها الفلاح المصرى أرضه ومنها مبيدات مسرطنة ومهرمنة أى تعمل على تضخيم الثمرة وتغيير صفاتها، وهذا مايمكن أن يلاحظه المواطن العادي من وجود  خوخ بحجم التفاح أو فراولة بحجم الخوخ وغيرها من الفاكهة والخضر التي أغرقت السوق وبها سم قاتل وليس هناك رقابة من المصدر لأنه حسب اعتراف وزير الزراعة الأسبق «أبوحديد» فإن سوق المبيدات أقوى من الوزارة والدولة متمثلة في الوزارة المنكوبة التي لاتوفر تقريبا  إلا ثلث المبيدات والباقي يتحكم فيه القطاع الخاص، التقرير الإسرائيلي ليس بعيداً عن الواقع الذي نعيشه ويعرفة كل دارس لعلم السموميات ومن يبحث ويهتم بصحة شعب مصر سيجد في كليات العلوم دراسات بالكوم حول تأثير المبيدات مجهولة المصدر، ومعظمها من إسرائيل، على الزراعة المصرية وتخريب التربة، ويبدو أن كل وزراء الزراعة تعمدوا التكتيم على هذا الملف في أبشع مؤامرة على صحة المصريين، أذكر منذ فترة  حدثتني معيدة في  كلية عملية بجامعة المنصورة وكانت تجري دراستها للماجستير حول فساد البيئة وتأثيرها على طعام المواطن في الدلتا وخرجت من دراستها بأن زيادة عدد المصابين في العشر سنوات الأخيرة بالفشل الكبدي والكلوي سببه الرئيسى الرش بمبيدات محرمة دولياً ثم الري بمياه الصرف الصحي من مصرف كتشنر،  فضلا عن الصرف الكيماوي للمصانع ثم وزيادة نسبة الرصاص في الأسماك ببحيرات مصر شمال الدلتا، المهم أنها ذكرت في دراستها واقعة غريبة حيث سألت فلاحاً عن نوع المبيدات التي يستخدمها في حقله فذهب وجاء لها «بالفارغة» بعد أن رش الزرع فوجدت مكتوباً بالإنجليزية على العبوة عبارة سام ويستخدم للتجارب فقالت له ده ممنوع وخطر، فقال لها اعرف بس هوه بيعجل  بالزراعة وبيدي وزن وبسببه بنعوض خسارتنا طول السنة فقالت ترضى ولادك يتأذوا لما ياكلوا من الفاكهة والخضار اللي بترش بيها  المبيد السام ده فقال لها  بكل وضوح مستفز ماهو عشان كده أنا زارع خضار لعيالي من غير ما رش عليه الإسرائيلى، تقول إنها صدمت من رد الفلاح وشره والغريب أن دراستها تحمل توصيات في منتهى الخطورة لكنها وضعت في الأدراج بل تم تحذيرها من أساتذتها بأن تذكرها في وسائل الإعلام ولذلك طلبت مني عدم ذكر اسمها حتى لا يضطهدها أساتذتها، مطلوب مجلس حرب لصحة المصريين. 

من العبث أن نطلب من القوات المسلحة أن تمسك هذا الملف لأن قدر وزارة الزراعة أن يتوالى عليها مسئولون ماتت ضمائرهم إلا من رحم ربك، ثم إن القوات المسلحة ليس من المفروض أن تعمل عمل الآخرين، لذلك أوجه كلامي لرئيس الحكومة الجديد شريف إسماعيل، إذا أردت ان تصنع شيئاً يذكره لك التاريخ اجمع وزراء الزراعة والري والصحة والبيئة والصناعة والتنمية المحلية في عزبة مغلقة أشبه بمجلس حرب وضع خطة عاجلة لإنقاذ المصريين من الحرب البيولوجية والكيماوية التي تدمر صحتهم بيد عصابات منظمة جنت المليارات على حساب صحة الشعب، والمطلوب سريعاً الآتى: 

١ـ وضع برنامج سريع لردم مصرف كتشنر الذي يخترق محافظات الدلتا ويحمل مياه المجاري التي يروي منها الفلاحون لتعذر وصول مياه الري، وأنا أعلم أن رئيس الحكومة لأول مرة يسمع عن هذا المصرف وقد سبق أن حدثت «محلب» بيه ووعدنى بأن يطلب دراسة حول الموضوع. 

٢ـ إصدار قوانين سريعة لمنع تداول المبيدات إلا عبر جهة حكومية. 

٣ـ قرار بمنع استيراد أية مبيدات مجهولة المصدر خاصة من إسرائيل وتشجيع تصنيع المبيدات محلياً. 

٤ـ تشديد الرقابة على الفلاح وحل مشاكله حتى لا يلجأ لاستخدام مواد محرمة للتربح السريع، وأخيراً وضع منظومة شاملة للزراعة المصرية لنعود كما كنّا نأكل من حصاد أيدينا لأنه من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته، ولا ننسى يا رئيس الحكومة أن الوقاية خير من العلاج، نحن ننفق مليارات على العلاج  ماذا لو أغلقنا منبع الوباء، إنها أولى دروس الشعوب الواعية، وأنا شخصياً لو من وزير البيئة السرمدي خالد فهمى، أعلن النفير العام لحل مشكلة تدمر الأرض والجو لأنه ثبت علمياً أن تكرار استخدام  المبيدات المحرمة تخرب التربة وتبقى فيها عشرات السنين مثل المخلفات النووية ومادة الأسبستوس التي حرمت أوروبا وأمريكا استخدامها منذ عشرين عاماً ويتم وصنيعها في بعض بلاد أفريقيا برأسمال غربي وبيعها لدول العالم الثالث ومنها مصر حسب تقرير منظمة الصحة العالمية العام الماضي وأقطع ذراعي أن وزير الصحة لا يعلم شيئاً عن هذا الموضوع، يارئيس الحكومة من أجل مصر اعمل حاجة تدخل بها قلب وعقل المصريين، خصوصاً أن الجميع لايستبشر  بك خيراً لكنك لو فتحت هذا الملف فسأكون أول المهللين لك، وأعدك بأنني لن أترك هذا الملف لأنه ليس فقط يتعلق بصحة شعب لكنه يرتبط بحق الأجيال القادمة فى أرض غير مخربة وتحمل في باطنها الموت لأن الحكومات المتعاقبة  لم تكن أمينة في مواقعها، بل كانت أسوأ من عدو واضح، وصح النوم.