رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

قد أثار قبول أوراق سما المصري للترشح للبرلمان جدلاً واسعاً في الشارع المصري بين مؤيد ورافض وناقم وساخط وغير مهتم ، ولكن في الحقيقة الموضوع هام جداً ، ليس لمجرد اسم سما المصري بل لأهمية البرلمان ورجاله ودوره في الحياه المصرية ،

دائماً كانت الصورة الذهنية عندنا لأعضاء البرلمان تكمن في الهيبة واسم العائلة التي ينتمي إليها ، وترتسم الصورة في أذهاننا جلية واضحة لشخص المرشح نفسه ووزنه في المجتمع وسلطته وسلطانه،

وتتوقف مدي شعبيته في الدائرة التي يخوض فيها المنافسة لدخول المجلس الموقر علي قدرتة المادية وحجم الأموال التي يمكن أن ينفقها في الدعاية وعلي الخدمات التي يمكن أن يؤديها لأهل دائرته قبل الترشح -  طبعاً -  وليس بعدها ،

اللعبة كلها تكمن في كسب تأييد الناس أثناء الانتخابات وليس بعدها ، فتجد المرشح ذاهباً في كل حفل ومأتم يواسي ويجامل ، ويقبل ذاك  وينحني لآخر كل ذلك من أجل التودد و التقرب لغرضه أولاً وأخيراً وهو الهدف الأسمي عنده وهو عضوية البرلمان ، وبعدها يعيد الكرة مرة أخري بعد 4 سنوات.

وبعيداً عن الأسباب الحقيقية لمرشحي البرلمان لخوض الانتخابات ودخول البرلمان ، فكل شخص مصري سليم تنطبق عليه شروط الترشح له أن يخوض الانتخابات وينافس فيها ، فهذا حقه أولاً وأخيراً ومنهم سما المصري طالما تم قبول أوراقها للترشح فمن حقها خوض الانتخابات.

 أعتقد أن سما المصري الآن أصبحت ظاهرة تستحق التفكير والدراسة ليس لكونها راقصة أو فنانة  بل لكونها شخصية استخدمت أدوات كثيرة للدخول في عالم السياسة من باب الرقص.

فبدأت سما المصري وقناة فلول منذ ظهورها بالهجوم علي الكثير من الشخصيات السياسية الموجودة علي الساحة في وقتها ، قد يكون الأسلوب المستخدم مبتذلاً وغير مقبول وغير لائق ، ولكن في النهايه أقحمت سما المصري نفسها في عالم السياسة شئنا أم أبينا  ، وبعيداً عن البحث في من وراء هذا الهجوم ؟  ومن يمول هذه القناة ؟ وما الغرض من بثها ؟ ، الإجابة عن هذه الأسئلة غير مفيد علي الإطلاق ، المهم هو الرابط بين ترشح اسم سما المصري ووزنه والمقارنة بينه وبين وزن البرلمان وحجمه وأهميته.

البرلمان يولد في ظروف صعبة وفي وقت يتخوف فيه البعض من سيطرة فئة بعينها علي مقاعد البرلمان لتشكيل الحكومة ، ويتخوف البعض الآخر من سيطرة رجال الأعمال عليه ، والتشكيك في نيتهم بمحاربة الدولة عن طريق البرلمان ، فهل تم الدفع بسما المصري للترشح للبرلمان لتكون رسالة واضحة للتقليل من شأن المجلس القادم وأهميتة ؟ أو بعبارة أخري هل ترشح سما المصري رسالة للشعب لرسم صورة ذهنية خاطئة عما سيكون عليه البرلمان القادم ؟ وكيف سيكون حاله ؟  هل يريد البعض أن نطلق علي البرلمان القادم - إذا نجت - اسم برلمان سما المصري ؟ وما الهدف من ذلك ؟

هل المقصود من هذا الترشح كما فعل المطرب الشعبي سعد الصغير عندما قدم أوراق ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية اعتراضاً منه علي الأعداد الغفيرة التي تقدمت بأوراق ترشحها للرئاسة دون سبب أو هدف سوي التسلية وضياع الوقت ،  ليعلمنا الصغير أن هذا المنصب هام ويجب وضع ضوابط أكثر صرامة لمن سيخوض هذه المعركة.

الحقيقة أن الأمر ملتبس والتشكيك في النوايا أصبح هو السمة السائدة بيننا ، ويبقي السؤال: ماذا لو نجحت سما المصري في الانتخابات ودخلت البرلمان؟  وما هي الطريقة الجديدة التي ستستخدمها في تقديم طلبات الإحاطة؟ وكيف ستتعامل مع الأعضاء الزملاء ؟ وما هو شعورنا نحن عندما نشاهدها تجلس في وقار ثم نشاهدها ليلاً وهي تهتز علي قناه فلول ؟ أعتقد أن الأمر خطير والأخطر منه هذا الشعور المرتبك بين ظاهر الأشياء وباطنها ودوافعها المستترة ،  في النهاية الشعب من يختار وهو أيضاً من يتحمل النتائج بحلوها ومرارتها وليس أحد سواه.

[email protected] .com