رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قبل أن نقرأ: أقل ما يقال إنه أمر مهين!

قطعاً.. هو أمر مهين.. أن تعجز مصر عن قيادة أي عمل عربي ودولي مشترك ضد ما يرتكبه العدو الصهيوني في القدس والمسجد الأقصي!.. نشعر كلنا بالإهانة.. أثق أنها مشاعر الرئيس ومشاعر الوزير ومشاعر الغفير وحتي «أحمد موسي» و«مرتضي»!

بعض العرب أو جلهم، بل ودول إسلامية تخوض حرباً لا تهدأ وبكل الأسلحة - وبأشكال أو بأخري - لـ «إضعاف» مصر، بذرائع «الانقلاب» على الديمقراطية والعدوان على «الشرعية»، مع أن هؤلاء جميعاً دول لا تعرف معني الشرعية ولا الحكومة الديمقراطية، فأي شرعية لانقلابيي قطر، وأي ديمقراطية لديهم وهم يزجون بالمغردين في السجون.. ومن دون برلمان أو معارضة حرة؟.. وأين هي  ديمقراطية الحكومة التركية التي ترتكب الجرائم بحق الأكراد وتذلهم.. وتقمع المعارضين وتسحلهم؟

إضعاف مصر «جريمة» عرب ومسلمين بامتياز.. يشارك فيها أيضاً «الساكتون» عن دفع هذا الجرم من «الجزائر» الشقيق إلي «المغرب» الغائب المغيب عن دوره، رغم أنه يطلع برئاسة «لجنة الأقصي والقدس» المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي.

لم ينضج العرب بعد رغم كل المصائب.. وفشلت مؤسساتهم للتعاون والعمل العربي والإسلامي المشترك التي «تجمعهم» شكلاً.. وينفق علي اجتماعاتها بلا طائل!.. لم ينضج الحكام ولم تنضج «الشعوب» أيضاً.. ولا أدل علي ذلك من أن جحافل السوريين يخرجون بعشرات الألوف من سوريا ليطلبوا اللجوء إلي «المستعمرين» السابقين، بذريعة الهروب من الجحيم!.. فماذا لو وجهت الجحافل صوب البيت الرئاسي في دمشق لدكه وإجبار ساكنيه علي التنحي؟.. ماذا يخيفهم وعواصف النار من ورائهم والبحر من أمامهم؟.. بل وماذا لو توجهت الجحافل صوب الجولان «المهادن؟»؟.. ماذا لو تحركت جحافل الهاربين المرعوبين صوب القدس؟.. أي قوه يمكنها أن تبيد هؤلاء الجموع؟.. لكنها «الإرادة الغائبة» والنتيجة الحقيقية لاعتياد الخنوع أمام الأنظمة القمعية ولا استثني أحداً ولا حتي نفسي أيضاً!.. عاشت الشعوب في كنف القمع سنوات طويلة حتي اعتادته وتوحدت معه، ولأنها لا تثق في قدرتها فشلت عندما ثارت «ثورات» عارمة.. فسكتت في مستهل الطريق.. «أخلت» الميادين بسرعة وسلمت مصر للمجهول بعد تنحي مبارك، و«أبقت» - المبادرة الخليجية - علي «هادي» (نائب صالح) في اليمن، و«جددت» الجزائر لبوتفليقة، ولم «يسقط» بشير السودان رغم المذابح والحرب الأهلية والنظام القمعي!

يحدث في الأقصي الآن ما يندي له جبين أي عربي مسلم، فلا شعوباً ثارت ولا مصر تحركت، ولا تحرك عربي واحد من مكة إلي طنجة ومن دمشق إلي نواكشوط!.. وكيف تتحرك مصر وقد كبلوها بكل ما أوتوا من قوة وتركوها تنزف نزيفاً شديداً، ربما أعطوها «ضمادات» كثيرة، لكن تركوا أوغاد العالم يحاولون افتراسها، بإعلام يصمها بالقتل وسفك الدماء، ويشكك في ثورتها!

يبكي العرب والمسلمون اليوم ويندبون حظهم لغياب أي تحرك مصري من أجل القضية الفلسطينية ومن أجل وقف اعتداءات نتنياهو، وهم يتناسون أن الجيش المصري - والوطن كله - يخوض معركة في سيناء؟.. يتعاطف البعض من العرب والمسلمين مع «إخوان شياطين» يستنزفون مصر ثم يتساءلون لماذا خرجت مصر من معركة الأقصي وتركت قضية العرب المركزية؟

لم نتعود بعد علي الاختلاف وقيمته وآلياته وأساليب تحققه وكيف نتمسك بالمشتركات، ولم نحذر من أن نقدم أنفسنا فريسة ونهباً لكل خلاف نتركه يتسع ويتوغل وينتشر حتي نجد «داحس» و«الغبراء» تحكم مصائرنا من جديد!

بعد أن قرأتم: اختلفوا مع مصر ما شئتم، اختلفوا مع شعبها واختياراته، مع جيشها وقراراته، ومع حكوماتها وفسادها ومهازل وزرائها، لكن ما المانع أن يكون خلافاً حضارياً..  فتتلاقون وتعبرون عن اتفاقكم وعن اختلافكم من دون أن يكون هدفكم «إضعاف» مصر.. فما يحدث في الأقصي ليس له إلا تفسير واحد: أن مصر ضعفت كثيراً، بل بمعني أدق: لقد أضعفتموها جداً والآن تندبون حظكم وتريدون إحياء كل قواها من العدم!