رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

 

(فى زمن التجار، معاك قرش تساوى قرش.. ولو مفيش معاك، فتح عينك تاكل ملبن.. هتبقى إعلامى ونائب كمان!)

معاك فلوس تقدر تشترى اى حاجة.. شقة أو شاليه أو فيلا، أو حتى كرسى فى البرلمان.. أنت فى زمن التجار.. كل شيء يقبل البيع والشراء.. بيع الذمم وشراء أى شيء.. تستطيع أيضاً أن تشترى الآثار.. تستطيع كمان أن تشترى الأسرار.. وحتى القومية منها، والسرية للغاية.. فى زمن التجار تستطيع أن تشترى مساحة على الشاشة، أو مساحة فى صحيفة.. يسبق اسمك المتواضع، لقب الإعلامى الكبير والكاتب الكبير!

حصل طبعاً وشاهدت بعينك.. حتى الأمس القريب، كان محمد فودة يلعب بالصحف والفضائيات والنساء.. يقال إنه الإعلامى الكبير.. يذهب إليه الوزراء والمحافظون فى دائرته بزفتى.. فجأة سمعنا أن نقابة الصحفيين تقدمت ببلاغ تتهمه بانتحال «صفة صحفى».. أين كانت النقابة؟.. كيف سمحت الصحيفة التى يكتب فيها، أن تعطيه هذا المساحة؟.. لماذا كان رجال الأعمال يدعمونه؟.. أخص بالذكر أحمد أبوهشيمة!

فى زمن التجار سوف تجد فضائيات تبيع مساحات.. تبيع شرف المهنة لمن يدفع.. تبيع مواقفها الأخلاقية والأدبية.. المهم من يدفع أولاً.. هناك صحف أيضاً تمشى فى السكة.. حدّث ولا حرج.. إلا من رحم ربك.. وهى نادرة على أى حال.. ولا تستغرب أن تظهر قصص فساد بلا حصر.. سببه أن البلد فى حالة سيولة.. مشغولة بالملف الأمنى.. يحدث ذلك لأننا نتسامح ونتساهل مع الحرامية.. ثم نتحدث أن الفساد للركب!

مين يشترى الكرسى؟!

فى زمن التجار محمود فودة نموذج للإعلامى.. يقدمه للوسط الإعلامى والصحفى «تجار».. وفى زمن التجار (عنبر السياسيين) سيظهر نواب أيضاً لا يختلفون كثيراً.. سيدفعون ويشترون الكرسى.. حتى الآن مازلنا فى مرحلة تقديم طلبات الترشح.. ومع ذلك هناك من أنفق عدة ملايين فى دائرته.. كيف حدث هذا؟.. ملحوظة: سقف النفقات فى الدعاية لا يتجاوز نصف مليون جنيه فقط.. طيب ومن يحاسب هؤلاء الآن؟!

يومياً أقرأ قوائم المرشحين، التى يُعلن عنها.. أجدها مخيبة للآمال.. أتساءل: هل هؤلاء الذين تمخض عنهم الجبل؟.. هل هؤلاء الذين سيشكلون برلمان مصر الجديدة؟.. ساعات كثيرة اصاب بالإحباط.. مع أنهم يعرفون عنى التفاؤل التام أو الموت الزؤام.. يصيبنى الإحباط لأننى كنت أحلم بمصر جديدة، لم تتحقق حتى الآن.. أطلقت التسمية وانتظرت النتيجة.. من أول يوم ثورة قلت «هى دى مصر الجديدة».. هى فين؟!

مازال الخلط قائماً بين المال والسياسة.. قمنا بالثورة، كى نتخلص من هذه المعادلة سيئة السمعة.. مازال المال السياسى يلعب فى البرلمان.. الآن أصبح أكثر شراسة.. تستطيع أن تشترى أى عدد من المرشحين.. وتستطيع أن تشترى الكرسى نفسه، والبرلمان أيضاً.. زمان كان المرشح يدفع لمن يضع اسمه فى القائمة.. الآن يدفعون لتأتى فى القائمة.. هناك من يريد السيطرة على المجلس، ويريد تشكيل الحكومة!

الغالب مستمر طبعاً!

أعود إلى الفساد فى الاختيار.. اختيار السياسى والنائب والكاتب والإعلامى.. كثيرون دفعوا فحصلوا على اللقب.. لكن السؤال: لماذا يجد هؤلاء من يدعمهم؟.. بينما لا يجد الأكفاء من يفتح لهم الباب؟.. هذه مأساة مصر دائماً.. تصورت أننا تخلصنا من هذه المافيا.. تصورت أننا قمنا بثورة، لنبدأ بناء مصر على نضافة.. وجاء الإخوان بمال قطرى قمنا بثورة جديدة.. وجاء الحزب الوطنى تانى بأموال الفساد.. الغالب مستمر!

الأسماء المرشحة أقل من أن يكونوا نواباً فى برلمان مصر الجديدة.. ده الموجود فى السوق.. مأساة ألا تجد غير هؤلاء.. هناك من يمتنعون احتراماً لأنفسهم.. ينتظرون فرصة أخرى.. وهناك من يسعى للتعيين، ذلك أفضل.. حرب من أجل الكرسى.. لأنه البرلمان الذى سيشكل الحكومة.. البرلمان صاحب الصلاحيات.. فهل هى مصادفة أن يطالب بعض «التجار» بتغيير الدستور، ويطالب بتوسيع صلاحيات الرئيس تانى؟!

آخر كلام!

فى زمن التجار، معاك قرش تساوى قرش.. طب ولو مفيش معاك، فتح مخك هيبقى معاك.. فتح عينك تاكل ملبن.. هتبقى إعلامى، وهتبقى كاتب كبير (هناك من يكتب لك مقالاتك).. وهتبقى نائب فى البرلمان.. يعنى من الآخر أهم شيء أن تكون «نصاب».. التجارة فى حد ذاتها شرف.. لكن التجارة الآن تعتمد على النصب والفهلوة.. ممكن تبقى «مستريح».. وممكن تبقى نائب أو إعلامى، ولو كنت تور الله فى برسيمه!