رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

قضية «الإتاحة» ليست مجرد توفير «رامبات» أو تصميم أرصفة تتناسب مع ذوى الاحتياجات الخاصة، أو حتى توفير مصاعد فى المبانى ولا تتوقف عند تمهيد الشوارع والأماكن العامة وتسهيل وتجهيز وسائل المواصلات بأنواعها ليستخدمها ذوو الإعاقات دون معاناة، القضية تمثل فلسفة مجتمع يحترم قدرات كل عضو فيه التعامل مع المرافق والأدوات والأجهزة والمبانى.. مجتمع يحترم آدمية الأفراد ولا يعمد لتصنيفهم بشكل مباشر أو غير مباشر حسب إمكانات أجسادهم وحواسهم.

فى حديث العديد من ذوى القدرات الخاصة إحساس بالمرارة أستشعره دائماً.. كأنها صرخات يحرصون على تكرار إطلاقها ربما يأتى يوم يرفع عنهم الظلم الذى يصدِّره كل ما حولهم، وسواء فى مصر أو على مستوى العالم هناك إلحاح دائم فى قضية الإتاحة وتمكين ذوى الاحتياجات الخاصة من العيش فى المجتمع دون «تصنيف».

وعلى سبيل المثال، هناك حركة عالمية تسمى دعاة حقوق المعاقين والمساواة اعتادت مناشدة المجتمعات منح الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمعاقين، وتمكينهم من استعمال نفس الأدوات والمنظومات والمرافق التى يستخدمها الجميع وفى أمريكا مثلاً وبموجب قانون خاص بذوى الإعاقة صدر عام 1990 يلتزم القطاعان الحكومى والخاص بأن يكون الوصول إلى الأبنية والأنظمة متاحاً للجميع وفى كندا صدر قانون ذوى الإعاقة لعام 2000 لتعزيز المساواة ومنع التمييز الجائر وفى ألمانيا صدر قانون المساواة عام 2003 ويتضمن أحكاماً خاصة بتعزيز مساواة المعاقين بكافة أفراد المجتمع دون أى إهدار لحقوقهم واهتمام الدول المتقدمة بذوى الإعاقة وحقوقهم امتدت إلى توفير إمكانية الوصول لكل أدوات التكنولوجيا ومنها الإنترنت ووضع رسالة للمستخدم عن درجة الالتزام بمبادئ الإتاحة على الموقع الذى ينبغى أن تتوافر فيه عدة شروط كالالتزام بنصوص بديلة لاستخدام الوسائط المتعددة، وجعل محتواها متاحاً للجميع بمن فيهم ذوو الإعاقة والمحتوى يشمل المعلومات والتطبيقات كالصور والنصوص والأشكال كإضافة نص مكتوب لكل صورة، والحقيقة أن العلم دائماً ما يقف مسانداً لمتطلبات ذوى الاحتياجات الخاصة فنسمع عن شركة كوريد تنتج جيلاً من تقنية ما يسمى بماوس العين أو الـ Eye Can التى تسمح للمعاقين الذين يعانون إعاقات فى أطرافهم بالتحكم فى أجهزة الكمبيوتر عن طريق «حركة العين» وفى مصر لا يكف الشباب المبدع عن إبهار العالم باختراعاته حتى إن شاباً يدعى عبدالرحمن ابتكر نسخة أولية لنظام تشغيل الكمبيوتر بالصوت يناسب فاقدى البصر.. إذن القضية أعمق من أن يتصورها البعض، حكاية رصيف ومازال الحديث موصولاً.