رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

أثار رحيل الفنان الكبير نور الشريف عن دنيانا في الأسبوع الماضي خواطر شتي تتعلق بوقائع المرض  وما يعقبه من موت متوقع عند صاحبه قبل أن يتوقعه الناس، وقد لاحظت أن الراحل نور الشريف ظل يصارع مرضا انتهي إلي رحيله رغم أن المرض كان يبدو عليه، فكان نور يصارع المرض ويقاومه بالاستمرار في العمل!، لكن نور الشريف ظل حريصاً علي تكتم أخبار مرضه ومضاعفاته!، حتي أنه قد دخل مستشفاه الذي يعالج فيه بالقاهرة دون أن يقرأ أحد خبراً واحداً عن أن نور يلازم فراشاً بالمستشفي!، وفيما يبدو فإن نور الشريف لم يكن متحمساً لنشر صوره خلال رحلة المرض، بل لم يكن ميالاً لتناقل أخباره أثناء زيارة بعض زواره له!.

 وتأملت لبعض الوقت في أعقاب وفاة نور مسلكه الذي اختلف عندي كثيراً عما أعرفه عن بعض من مشاهيرنا الذين أدركهم الموت بعد رحلات المرض داخل الوطن. تم الارتحال إلي خارج البلاد للعلاج علي نفقة الدولة أو نفقتهم، وبالمناسبة فإننى قد عرفت من مشاهيرنا من كانوا يفضلون قبل رحيلهم العلاج علي نفقة الدولة!، في حين أنه قد تكشف بعد رحيل هؤلاء أنهم خلفوا وراءهم تركة مثقلة من الأموال والممتلكات كانت تمكنهم من علاج أنفسهم علي نفقتهم رحمة بالدولة وميزانياتها المرهقة!، لكنهم فضلوا تولي  الدولة علاجهم علي نفقتها كأنهم يعانون حاجة! لكن الخلافات ثارت في أسرهم بشأن الميراث والأنصبة في التركة مما جعلنا نعرف خبيئة ما كان يحتفظ به الراحلون!، عرفت كذلك في بعض مشاهير الراحلين من كان يراقب بنفسه وهو طريح فراشه هل استجابت صحيفة أرسل لها خبراً عنه لرغبته بالنشر أم تجاهلت الخبر!، خاصة وأن الخبر الذي أرسله الراحل المشهور للصحيفة كان يسجل زيارة له حرص علي استدعاء مصور بمعرفته لتسجيلها، حيث الزيارة كانت لأحد الكبراء في الهيئة العليا للدولة!، بل عرفت في بعض المشاهير رغبة دائبة لإمداد الصحف والمجلات وبعض البرامج التليفزيونية الاخبارية الخفيفة بأخبار لا يتوقف عن إرسالها للنشر!، وليس فيها ما استجد علي حالته المرضية أو أحواله بعامة!، ولكنه كان يعاني من رغبة عارمة لا يتخلص منها للنشر الدائب لاخباره بحيث لا تخلو الصحف منها!، بل كان بعض أصحاب هذه الرغبة يسببون حرجاً بالغاً للصحف والمجلات إذ وزع الراحل الكريم الخبر الواحد علي مختلف الصحف! باعتبار أن النشر يري فيه صاحب الخبر خيراً وبركة بالحضور الدائم عند الناس!، وبين  آن  وآخر نقرأ عن حلول ذكري وفاة أحد المشاهير أو عيد ميلاده، فنري صحيفة بعينها تبادر إلي تذكير الناس بهذه المناسبة رغم تقادم السنوات عليها!، ثم يندهش القارئ لهذا الاهتمام من الصحيفة وله الحق حيث هو لا يعرف أن وراء الاحتفال بأخبار مناسبات الراحل الكريم أن انتاجه لابد من تنشيط له إحدي وسائله هذه الأخبار!، والتي توافي بها الصحيفة مؤسسة تجارية تشتغل بإنتاج الراحل وغيره من الراحلين!، كما أنني عرفت زميلا صحفياً كان شديد الاهتمام برأي الطبيب المعالج لأحد المشاهير، وهل أصبح رحيل مرضه وشيكاً!، حتي يرتب زميلنا أموره، ويحتشد «لفبركة» موضوع صحفي باعتباره آخر حديث لفلان الفلاني قبل وفاته!، وحيث تنفي أسرة الفقيد أنه قد استقبل هذا الصحفي لا قبل الوفاة ولا بعدها طبعاً!!.