عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في رحاب الأنبياء (5)

كانت دعوة النبي دعوة حق وعقل ومنطق، كتب لهذه الدعوة النجاح في العالمين لأنها اتخذت من تلك الركائز أساسا لتثبيتها ثم لانتشارها لتكون في النهاية «رحمة للعالم أجمعين».

وكانت كلمات الله الي نبيه في أول ما أنزل عليه قرآنا عربيا فصيحا ببلاغته ومنطقه بدأ من: «اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم» (سورة العلق وهي سورة مكية، الآيات من 5:1).

ونأخذ من منبع السنة النبوية - بأنواعها الثلاثة - ما صدر عنه عليه السلام من قول أو فعل أو تقرير، وتوكيد ذلك عن حجة السنة قوله تعالي: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا» (سورة النساء آية 59).

ولقد كتب النجاح للدعوة الإسلامية بفضل حكمة النبي وحواره العقلي في عشيرته الأقربين ثم الناس أجمعين، وحوار العقل يستمد وجوده من نبع المنطق الصافي ليكون حجة لمن يحتج به.

وقد أقر النبي حجة المنطق في مصادر التشريع وكان الاجتهاد ثم القياس والاستدلال، وكان من مظاهر ذلك إقرار النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلي اليمن: بماذا تقضي؟ قال أقضي بكتاب الله، قال فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله، قال فإن لم تجد؟ قال أجتهد ورأيي لا آلو، أي لا أقصر في اجتهادي، فضرب الرسول علي صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله.

وهذا الإقرار فيه فتح جديد لمصادر دفاقة للقانون الإسلامي، حيث الاجتهاد ثم القياس ثم الاستحسان والمصالح المرسلة وكلها أدلة عقلية ومنطقية وبفضلها كان ثراء القانون الإسلامي أعظم ثراء.