رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

«هل تتخيل أن مصر التى صنعت المعجزة.. كانت تحارب الإرهاب؟.. هذه معجزة العصر على أرض مصر.. هنا قناة السويس.. هنا كنز الكنوز!»

شيء رائع أن تكتشف وكالة «ناسا» كوكباً آخر يُشبه الأرض.. تبحث هناك عن حياة جديدة.. وشيء أروع أن يعيد المصريون اكتشاف أنفسهم، وأن يعيدوا اكتشاف بلادهم.. فى قناة السويس اكتشف المصريون أنفسهم من جديد.. تستطيع أن تقول بثقة: «المصريين أهمه».. وتستطيع ان تقول بفخر: «هنا قناة السويس».. «هنا الكنز».. مرة أخرى نُبهر العالم، ونصنع التاريخ، رغم الإرهاب ومحاولات جرنا للوراء!

لم يُفلح الإرهاب فى وقف العجلة.. لم يفلح الإخوان فى تعطيل المسيرة.. ولم يفلح الأمريكان فى تركيعنا، عبر ذيولهم من الخرفان فى قطر وتركيا.. مصر تتحدى المستحيل.. مصر تقهر العدوان الثلاثى الجديد.. الآلة الإعلامية العتيدة لم تفلح فى نشر الفوضى.. لم تفلح فى نشر الخوف.. لم تفلح فى تشويه قناة السويس.. قالوا فنكوش وكفتة.. وأخيراً قالوا طشت أم وجدى غنيم.. ثم استكتروا علينا الاحتفال بإنجاز تاريخى!

لو كنت مسئولاً لدعوت بعضاً من دعاة التشكيك للاحتفال بافتتاح القناة.. ربما كانت فرصة كى نحرق دمهم.. ربما كانت مناسبة للخلاص منهم بالسكتة القلبية.. لكنهم لا يستحقون هذا الشرف.. لا يستحقون أن نقدم لهم هذه المنحة.. هناك كل حبة رمل رُويت بعرق المصريين الشرفاء.. كل حبة رمل تشهد على بطولة.. كيف لهؤلاء أن يدنسوا اطهر بقاع مصر، فهى الأرض التى شهدت ملحمة وبطولات وأمجاداً وشهداء!

شهادة بأننا نستطيع!

فى السادس من أغسطس، نعلن عن اعجاز جديد.. لا تقول فيه الإذاعات المصرية وحدها «هنا قناة السويس».. وإنما سوف تنطلق صافرات السفن فى جميع موانى العالم، لتقول هنا قناة السويس.. إنجاز يعلن التحدى.. إنجاز يعلو على التشكيك والسخرية والكلام عن الفنكوش.. مصر إذا أرادت فعلت.. هذا الإنجاز تأكيد جديد لإرادة مصر.. ليس على مستوى الاقتصاد وحده فقط، وإنما على المستوى السياسى أيضاً!

كسبنا التحدى، حين عبرت ثلاث سفن عملاقة القناة الجديدة.. حدثت الملحمة فى عام واحد.. كل التوقعات والتقديرات كانت تقول خمس سنوات.. اختصارها إلى ثلاث سنوات شيء رائع.. فما بالك أن تكون فى عام فقط؟.. هذا ما حدث بالفعل.. تصور البعض خطأ أن «السيسى» يعمل «شو».. كان يعنى ما يقول.. كان يعرف قيمة شعبه وجيشه.. أهم شيء أن يكون الرئيس مؤمناً بقيمة شعبه.. أهم شيء أنه يعرف قيمة مصر!

وهكذا نغير خريطة العالم.. وهكذا نملى إرادتنا.. سياسياً واقتصادياً.. حطمنا مخاوفنا.. حطمنا مقولة أننا شعب من شعوب الدول «النايمة».. ليس ذلك صحيحاً.. كان الهدف أن يبقى المارد فى القمقم.. الآن نثبت أننا نستطيع.. زعماء العالم سيحضرون الاحتفال.. شهادة بأننا نستطيع.. شهادة على تلاحم الشعب والجيش.. معناه أن هذا الشعب لا يقهر.. معناه أن هذا الجيش لا يُكسر.. لأن وراءه شعباً عظيماً يدعمه ويؤيده!

سيمفونية وطنية.. وتحية واجبة!

زرت موقع قناة السويس الجديدة، فى اليوم التالى لإطلاق إشارة البدء بالعمل.. اصطحبت اولادى.. وصل العمال ليلاً.. بدأوا العمل فى الصباح.. اللوارى تعزف سيمفونية وطنية.. تعمل فى حب.. كنا نريد أن نحكى فيما بعد.. جئنا هنا وهى رمل.. واليوم نحن هنا وهى شريان يمد العالم بالحياة.. شعب يحب الحياة.. غيرنا يكره الحياة، ويقتل النفس التى حرم الله.. أين المشككون؟.. أين الذين قالوا إنه فنكوش من اختراع السيسى؟!

اليوم أقدم التحية للمصريين الذين عملوا ليل نهار.. أقدم الشكر للفريق مهاب مميش.. تعظيم سلام للواء كامل الوزير.. قبلة على راس كل عامل فى هيئة القناة، أو شركات المقاولات.. قبلة على جبين كل جندى مصر.. مصر لن تتقدم إلا بالعرفان.. لن تنجح إلا بتشجيع المجتهدين.. موضة إفشال الناجحين ينبغى أن تنتهى.. مهم أن تكون معول بناء، لا معول هدم.. قل شكراً لمن أحسن، وبرافو لمن أنجز.. سيفعلون المستحيل!

آخر كلام!

لا يعرف أحد كيف بنى الفراعنة الأهرامات؟.. كيف رفعوا الأحجار الضخمة؟.. بأى روافع؟.. بقيت الأهرامات عجيبة من عجائب الدنيا السبع.. أولي العجائب بالطبع.. الآن يثبت المصريون أنهم يستطيعون اكتشاف أنفسهم.. اليوم نقدم نموذجا ًجديداً على التحدى.. هنا قناة السويس الجديدة.. قصة إعجاز حدث فى عام.. ليس غريباً أن نقول إنه معجزة العصر.. فهل تتخيل أن مصر التى صنعت المعجزة، كانت تحارب الإرهاب؟!