رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

 

 

هل طرأ علي العلاقات المصرية - السعودية ما يعكرها؟

سؤال بات يُردِدَه كثيرون هُنا فى مصر، وهُنَاك فى  السعودية.. ورغم النفى الرسمى لوجود خلافات بين البلدين إلا أنَّ الحقيقة غير ذلك.. هناك فتور فى العلاقات تعكِسَه بعض التسريبات عن خلافات «حادة» فى الرؤى بين قادة البلدين.. والاعلام هنا وهناك بدأ يعزف على أوتار الخلافات «المزعومة»، ودخل على الخط رواد مواقع التواصل الالكترونى، وجميعهم صنعوا بأيديهم «أزمة»، ويتوهمون «فتنة» يُشعِلُونَها.. وسياسات الدول لا يرسمها الاعلام وعوام الناس. ويجب أن تتجاوز العلاقات المصرية السعودية التأثير السيء للاعلام، وهوس الموتورين فى البلدين.  

وسائل اعلام سعودية انتقدت لقاءً، قالت إنه تم بين رئيس المخابرات المصرية، وحمود الصوفى رئيس المخابرات اليمنية ومبعوث الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، وأكدت أنَّ هذا اللقاء أساء للعلاقات بين البلدين، وهما يشاركان فى حرب ضد فصائل تابعة لعلى صالح وجماعة الحوثيين.. ووسائل إعلام مصرية انتقدت لقاءً بين الملك «سلمان» وخالد مشعل رئيس حركة حماس، ورأت فيه تقاربًا مع جماعة الإخوان الإرهابية بهدف التضييق على مصر، بما يُهدد العلاقات بين البلدين.. وعلى خلفية خبر هنا وآخر هُناك، تشتعل مواقع الانترنت إلى حد التراشق والمعايرة..

وقادة مصر والسعودية  ليسوا صِغارًا، ولا تُحرِكَهُم وسائل الإعلام.. وإذا كان من حق السعودية أنْ تستقبل فلانًا، فمن حق مصر أن تستقبل عِلانًا.. وهم يعلمونَ أنه ليس مِنْ حق دولة أن تُحدد لأخرى سياستها، وتضع لها قوائم أصدقائها وأعدائها، وكل دولة أدرى بشئونها.. ولا يعنينا هنا إلا أنْ تكون علاقتنا مع السعودية علي أحسن ما تكون العلاقات بين الدول، بصرف النظر عن علاقتها هى بالدول الأخرى، ما لم تكن موجهة ضدنا..

وحُكام السعودية يعلمون جيدًا حجمَ مصرَ وثِقلَها، ويُدرِكون أنَّ العلاقات مع مصر «الدولة» لا يُغنى عنها علاقة مع «حركة» كحماس، أو «جماعة» كالإخوان.. وهم يُوقنون أنَّ حماس التى ضحت بالأمس بعلاقتها مع النظام السورى، وتُضحى اليوم بعلاقتها مع إيران، من السهل أنْ تُضحى غدًا بعلاقتها مع السعودية.. وهم لا ينسون لها كيف مهدت لصدام حسين الطريق لاحتلال الكويت، والزحف بجنوده إلى داخل الأراضى السعودية، لولا الأصدقاء وأولهم مصر.. والسعوديون يوقنون أنَّ جماعة الاخوان التى وضعوها على رأس قائمة الجماعات والمنظمات الارهابية، هى «جماعة» لا عهد لها ولا ميثاق، وقد فقدت تأثيرها، وتلوثت سمعتها، وانكشفت خباياها، ولا يُعتمد عليها فى إنشاء تحالف فى مواجهة «دولة» بحجم إيران.. وشاهد السعوديون كيف قتل «الإخوان» الرئيس «السادات» بعد ما استئمنهم واعتمد عليهم في إحداث توازن مع الشيوعيين.. وحكام السعودية رأوا كيف تَقَارَبَ الإخوان «السُنَّة» وإيران «الشِيعية»، خلال عام واحد حكموا فيه مصر.. وتابعوا زيارة «مرسى» لطهران، واتفاقاته هناك، كما تابعوا زيارة الرئيس الايرانى أحمدى نجاد للقاهرة، ودخوله الأزهر معقل «السنة»، وهو يرفع علامة النصر كغاز يفتح مصر.

السعوديون ــ ياسادة ــ يؤمنون أنَّ حماس والإخوان أسوأ من إيران.