رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

 

(حين عبرنا أولاً، كانت عندنا إرادة العبور.. مهم أن يكون العبور الآخر بإرادة مصرية.. العبور الجديد ليس بالأمانى.. العبور الأول كان بالدم والدموع!)

فى ذكرى العبور ننتظر عبوراً جديداً.. ننتظر العبور الآخر.. فى مثل هذه الأيام عبرنا وانتصرنا فى العاشر من رمضان.. انطلقت الأغانى فى كل مكان: «صبرنا وعبرنا وربك نصرنا».. أكرر «صبرنا وعبرنا».. انتظرنا النصر طويلاً حتى كان.. انتظرنا العبور سنوات حتى حدث.. وما اشبه الليلة بالبارحة.. صبرنا كثيراً وقمنا بثورتين، لكننا ننتظر لحظة عبور، ولحظة سعادة.. ربما تكون مع «افتتاح» القناة الجديدة!

الرئيس السيسى يعرف أننا ننتظر عبوراً جديداً.. رئيس الوزراء يعرف أن الناس صبروا، ويحتاجون إلى لحظة فرح.. قال الرئيس فى مأدبة إفطار تحيا مصر، كما نقل من حضروا، إنه يريد إسعاد المصريين.. طالب رجال الأعمال بأن يشاركوا فى فرحة الشعب.. سمعنا أنه قال لو معايا 100 مليار لأعطيتهم للمصريين.. فسّر الحاضرون كلامه بأنه يريد إسعاد المصريين بعد الصبر.. يريد أن يعبر بهم إلى «شاطئ الرخاء»!

منذ عصر السادات ونحن ننتظر الرخاء.. لكنه لا يأتى.. ربما يكون «معصلج» حبتين.. ربما يكون عاوز «زار».. أو يكون معمول له عمل، على رجل غراب أو حداية كندوز.. كما يقولون.. وعد الرخاء تأخر أكثر من أربعين سنة.. حين جاء مبارك قال كلاماً مشابهاً لما قاله السيسى.. قال الكفن ملهوش جيوب.. السيسى قال إحنا بناكل ونشرب مش هناخد حاجة معانا.. كلام جميل وكلام معقول.. عاوزين الرخاء.. إزاااى؟!

العبور الأول كان بالدم!

رجال الأعمال الذين حضروا ادلوا بتصريحات.. منهم نجيب ساويرس.. أعرفه جيداً.. لا يكذب ولا ينفعل.. ولا يتكلم تحت ضغط.. المقربون يعرفون أنه حتى لا يجامل.. لكنى لا أعرف كيف استقبل كلام السيسى عن التبرع بـ100 مليار، لو كان معه؟.. مع ذلك قال ساويرس إنه تأثر بكلام الرئيس.. استنتج منه ثلاث رسائل.. منها إسعاد المصريين، والاعتماد على الذات، وضرورة المساهمة فيما سميته العبور الآخر!

كانت دعوة الرئيس لرجال الأعمال صادقة.. لن يبنى مصر إلا المصريون.. هم أنفسهم استشعروا الصدق.. حين عبرنا أولاً، لم نعبر إلا لأننا نريد العبور.. شاركنا فى العبور.. الأدوات مصرية أولاً.. الرغبة مصرية خالصة أولاً.. مهم أن يكون العبور الثانى بإرادة مصرية.. مهم أن يكون بسواعد المصريين.. خلاص الشحاتة متنفعش.. الفُرجة متنفعش.. لازم من العمل.. العبور الجديد ليس بالأمانى.. العبور الأول كان بالدم!

استشعار الصدق وحده لا يكفى.. مطلوب قرارات وإجراءات، وتجهيز مسرح العمليات للعبور.. هل استعد المصريون لما بعد 6 أغسطس «موعد افتتاح القناة»؟.. هل ننتظر شركات أجنبية فقط؟.. هل تخوين المصريين يصحّ؟.. كيف استجاب رجال الأعمال الذين حضروا لقاء الرئيس؟.. من اختارهم؟.. هل هم جاءوا بلا دعوة.. الهمة يا رجالة؟.. لماذا هم ثلاثة أو اربعة نعرفهم؟.. لماذا لا يكونون 300 أو 400 مثلاً؟!

 

رسائل الخليج وصلت!

هناك أمور ينبغى التأكيد عليها.. أولها لا إعانات خليجية، ولا مساعدات السنة القادمة.. الخليجيون اكتفوا.. السعودية مشغولة بحربها فى اليمن.. الإمارات بدأت ترسل رسائل معناه «بح».. الحكومة المصرية تلقت الرسالة.. ألغت مذكرة التفاهم حوال العاصمة الجديدة.. قالت إنها ستبنيها بأموال مصرية.. أشم فتوراً فى العلاقات.. حالة برود تنتاب العلاقات الثنائية.. لذلك قال السيسى لرجال الأعمال: تعالوا استثمروا فى القناة!

لا ينبغى أن يشكل توقف المساعدات حالة غضب.. بالعكس مهم أن تقوم مصر بواجباتها.. ينبغى أن يكون هناك بديل.. الاستثمار غير الحرب، لا ينبغى أن يكون بسواعد مصرية، وأموال مصرية فقط.. الاستثمار الأجنبى له معنى آخر بالنسبة للدول.. يجعلها محل ثقة.. يرفعها فى التصنيف.. يجعلها بيئة جاذبة.. مهم أن نعمل توليفة.. المال المصرى والمال الأجنبى معاً نحو عبور جديدة.. كيف هذا؟.. هذه هى القضية أولاً!

 

آخر كلام!

العبور يكون بالعرق والدم.. لا يكون بالكلام ولا الخطب الرئاسية.. مصر صبرت طويلاً.. صبرت كثيراً.. تحتاج الآن إلى عبور.. معناه تحتاج إلى فرحة.. قبله تحتاج إلى انتفاضة شعبية، وتجهيز مسرح عمليات.. البنوك تُخرج الأموال.. الشعب يقوم بإرادة خالصة للبناء والتعمير.. الشباب يكون فى القلب من هذه المعركة.. الخطاب الرئاسى ينبغى أن يوجه للشباب خصوصاً والمصريين عموماً.. الشباب هم أبطال العبور الجديد!