عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

الذين أمطرونا بسيل المهازل التليفزيونية فى رمضان هذا ليس لهم أن يتوقعوا أى مشاركة منا نحن ضحايا مهازلهم على سبيل التعاطف معهم أو الشفقة عليهم!، بعد أن بدأ منتجو هذه المسلسلات فى تمثيلية سخيفة من صنعهم مفادها أنهم خسروا أموالهم التى بذلوها فى هذا الإنتاج، فإذا بالإعلانات تفرض سلطانها داخل هذه المسلسلات بما يخل بأى متعة فى متابعة حلقات تحولها الإعلانات إلى «هلاهيل»!، بسخافة وجليطة تسحق أى فن مهما كان جيداً ومفيداً، وظنى أنك من الصعب جداً أن تعثر على أحد هذه الأيام يمكنك أن تطلق عليه لقب «منتج» كما عرفنا المنتجين فى عقود مضت كانوا ينفقون أموالهم الخاصة على الإنتاج السينمائى، وغاية ما كانوا يفعلونه أنهم كانوا يحصلون على سلفة إنتاج من موزعى الأفلام كى يدبروا بهذه السلفة أمورهم فيما لا يستطيعون إنجازه من الفيلم! الآن فى عهد التليفزيون وقنواته المختلفة تحول الذين ينتجون الإعلانات الى منتجين للمسلسلات التليفزيونية، وأصبح بإمكانهم أن يقفوا عقبة فى طريق إنتاج المسلسل تبعاً لذوقهم الشخصى وآرائهم فى المسلسل!، حتى إذا وافقوا على الدخول فى عملية إنتاج المسلسل، أصبح حقهم فى كل ما يتعلق بالمسلسل كتابة وإخراجاً وتمثيلاً أمراً غير خاضع لأى نقاش من جانب باقى الأطراف! وأصبح التوافق على الاستعانة بالأبطال النجوم فى أضيق الحدود، حيث هؤلاء هم الذين يحصلون على معظم الميزانية أجوراً لهم! وربما كان هذا يفسر اللجوء الى الاستعانة بوجوه جديدة تتزايد أعدادها يوماً بعد يوم، خاصة وأن الأبطال النجوم ـ أو أشباه النجوم ـ قد أصبحوا يجدون فى «سامر الوجوه الجديدة» فرصة للدفع بأبنائهم وأقاربهم لخوض تجربة التمثيل والظهور، وعملا بقاعدة أن «مالك الأموال هوسيد الموقف» فإن الإعلانات التى حصل عليها الممول يوزعها كيفما شاء على أجزاء المسلسل وحلقاته كيفما شاء، ولينفجر المشاهد أو ينتحر يأساً من إمكانية متابعة أى مشهد!، حيث يعاجلونه بالإعلان الذى سبق وشهدت الحلقة الواحدة من المسلسل إذاعته وترديده مرات فى رهان على طاقة المشاهد وصبره على المكاره التى تصل الى ذروتها بفرض أن الإعلان  الواحد وغيره من الإعلانات من صميم العمل الفنى نفسه!، وليس من حق أحد أن يتململ أو يعترض على سخف يتحدى ملايين الناس، ويذهب البعض الى الحرية التى يتمتع بها أى مشاهد فى إغلاق جهاز التليفزيون فى بيته إذا ضاق بما يقدم على الشاشة، وما دام يمكنه أن يفعل ذلك فليس له أى حق فى الاعتراض على المادة التى يقدمها التليفزيون!، ولم يكن الذين يصنعون سيل المسلسلات يدخلون بها سباقاً وهمياً سموه بـ«السباق الرمضانى» يتصورون أن هذا الحق السلطوى المطلق للإعلانات على صناعة المسلسلات قد أصبح ضاراً الى درجة مخيفة تعوق تسويق المسلسلات ذاتها!، فالصناع يريدون لمسلسلاتهم أن تباع ويربحون من ورائها، والذين يمولون من منتجى الإعلانات يريدون استرداد أموالهم التى أنفقوها على المسلسلات وفوقها أقصى ربح، وهكذا نرى أن الجنازة لا تخصنا نحن المشاهدين!، هى جنازتهم وحدهم!.