رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

جعلت مصر لتافه قيمة حين أولته اهتمامًا. جعلت منه بطلًا وهو مجرد خيال مآته. أحمد منصور مجرد مجرم ارتكب جريمة تعذيب مواطن. كان من المناسب التعامل معه كواحد من آلاف المجرمين الهاربين. ولعل الاهتمام الزائد بالمجرم احمد منصور هو ماجعل التافهين مثله يرونه بطلًا، قد انتصر فى معركة توهموها..

وقد كشفت ردود فعل الإعلام الألمانى والأوروبى على احتجاز هذا المُجرِم أنَّ الرسالة الإعلامية لم تصل إلى دول أوروبا كما يجب أنْ تصل.. هناك يدافعون عنه على أنَّه صحفى مُعارِض ومُضطهد، ومُلاحق فى قضايا رأى. لم يصلهم أنَّه مُلاحق لهروبه مِن تنفيذ حُكم جنائى لاتهامه بالمُشاركة فى تعذيب مواطن والاعتداء عليه بالضرب وصعقه بالكهرباء، وأنَّ مَنْ شاركوه ــ ومنهم قاض ــ يُنفِّذون حُكمًا بالسجن فى ذات القضية. مازال الوقت يسمح بفضح مُجرمى الاخوان بأشخاصهم، فجرائمهم كثيرة ولم تنتهى..

والذين هلَّلوا لعودة المُجرم لمثواه القطرى، واعتبروها نصرًا للإخوان، لم يسألوا أنفسهم: لماذا ألقت السلطات الألمانية القبض على المُجرِم احمد منصور؟. ولماذا لم تُسَلِمه لمصر؟. ولماذا أفرجت عنه؟. ولو أنَّ فيهم عاقل لفطن لحقيقة وأسباب القبض عليه، ثم الافراج عنه.. السبب كان مُعلنًا بعد ساعة واحدة من احتجازه فى مطار برلين، فقد استوقفنى خبر يقول إنَّ مصادر أمنية ألمانية تقول إنَّ هناك صفقة «يجرى» الاتفاق بشأنها «حالياً» بين السلطات الألمانية والمذيع أحمد منصور، تقضى بأن يدلى «منصور» بكل ما لديه من معلومات عن أماكن تواجد أبو محمد الجولانى أمير جبهة النصرة، الذى أجرى معه حوارًا لقناة الجزيرة قبل أسبوعين، وعدد آخر من قيادات داعش الذين التقاهم، مقابل أن تفرج السلطات الألمانية عنه وعدم تسليمه إلى مصر. وأشار الخبر إلى أن العرض الألمانى يلقى قبولاً حتى «الآن» من أحمد منصور، وأنه من المتوقع أن يجلس مذيع قناة الجزيرة مع عدد من قيادات جهاز المخابرات الألمانى، ليحصلوا منه على كل التفاصيل..  هذا كان الخبر الذى تم نشره عقب القبض على المُجرِم مباشرة، وهذا ماحدث.. والمُجرِم «منصور» يؤكد ذلك فى تصريح له بعد إطلاق سراحه قال فيه «إنه كان واضحًا منذ بداية اعتقالى أنَّ الاعتقال لم يأتِ على خلفية ملاحقتى من قبل الإنتربول، لأننى حصلت سابقًا على تصريح من الإنتربول بأننى لستُ مطلوبًا لأي جهة.». وهذا يعنى أنَّ احتجازه فى ألمانيا وباعترافه هو شخصيًا لم يكن بسبب مذكرة الانتربول المصرية، ولكن لسبب آخر من المُرجح أنْ يكونَ استخدامه كعميل للمخابرات الالمانية، التى أكدت أخبار أخرى نُشِرت هناك أنَّه خضع لاستجواب من رجالها..

وتاريخ مذيعى الجزيرة المُنافى للمهنية معروف، فقد سبق «منصور» اخوة له وزملاء، أفشوا لأجهزة مخابرات معلومات عن قيادات التقوها فى تنظيم القاعدة، وجماعة طالبان فى أفغانستان، استخدمت فى تتبع هؤلاء القيادات وتصفيتهم..

     وإذا كان لما حدث شىء ايجابى فإنه كشف أنَّ الاخوان الهاربين جرذان وليسوا مجرد خرفان، ظلوا ثلاثة أيام فى رعب من أنْ يلقوا مصير أخيهم منصور.. والآن تأكدوا أنهم هربوا من السَّجن فى ليمان طرة، ليظلوا مسجونين فى سجن اسمه قطر، والبطل فيهم من يخرج مِنْ قطر إلى دولة أخرى، دون أن يقبض عليه الانتربول..