رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

ينشغل المتسلطون علي الشعوب بتبرير أفعالهم التي تفتقر إلي الحكمة وتوخي العدالة والإنصاف، بل يبلغ الفجور بهذه النوعية من حكام الشعوب ادعاء الحكمة المختفية وراء بعض أفعالهم الشائنة!، فلا يشعرون بالعار الذي يجلبونه علي بلادهم وسيرهم الملطخة ببقع الفساد واللصوصية يوم يحين الحين لسقوطهم وفضح مخازي المستور!، وقد تابعت ما نشرته وسائل الإعلام الصحفية والتليفزيونية عن القصر الذي بناه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ليكون مقراً لإقامته بتكلفة ملايين الدولارات!، وقد برر رجب طيب أردوغان - السليل السياسي لحزب تركي إسلامي - حاجته إلي بناء هذا القصر بغرفه التي تجاوزت الألف غرفة بأنه قد اكتشف حاجته إلي المقر الجديد بعد مشاهدته للصراصير تسعي في أرجاء غرف مجلس الوزراء التركي!، وأنه قد كان يشعر بالخجل البالغ وهو يتحسب لزيارة ضيف أجنبي له في مقره لتداهمه الصراصير التي تزحف بأعداد لا بأس بها في كل الغرف والقاعات!، فكان لابد من بناء مقر جديد، ولكن أردوغان لم يذكر شيئاً عن أي محاولة بذلت من جانبه أو جانب معاونيه للقضاء علي الصراصير التي أدي وجودها في أرجاء مجلس الوزراء إلي بناء القصر الذي تكلف الملايين، ولما انتهي البناء تبين أنه يحتاج إلي ملايين أخري لصيانة وضمان ألا تداهمه الصراصير أو غيرها من الحشرات!، وقد أصبح هذا البناء الجديد مثار نكات وتعليقات ساخرة لأفراد الشعب التركي والأحزاب المعارضة، خاصة التي تري أن هناك نسبة لا يمكن تجاهلها من أبناء الشعب التركي والأقليات تعاني ظروفاً عسيرة في الحصول علي حاجياتها الأساسية!، وعندما تناقلت وكالات الأنباء أخبار الانتخابات العامة التركية واحتمالات سقوط حزب أردوغان في هذه الانتخابات والإيذان بسقوط أردوغان ورحيله عن منصبه، لم أستطع أن أفصل بين هذا «الرسوب» الانتخابي المفاجئ لحزب أردوغان وهو الذي كان لآخر لحظة يمني نفسه بالنجاح - وبين حكاية الصراصير التي أهدرت أموال الشعب التركي علي بناء مقر بلا صراصير!، وما يضاف إلي ذلك من تكاليف سياسات خرقاء لأردوغان في العلاقات الخارجية التركية جعلته بأوهام الزعامة والخلافة التركية المفقودة التي تراوده وتدفعه إلي تبني جماعات إرهابية في مصر وغير مصر مرشحاً للسقوط بحزبه الإسلامي!.

وإذا كان أردوغان هو النموذج المعاصر الحاضر حالياً لهذه العينة من الحكام، فإن القارة الإفريقية قد عرفت في حقب ماضية نماذج ممن هيأت لهم الظروف حكم بلادهم فكان فجورهم أدهي وأشرس من عينة أردوغان، فموبوتو الذي حكم زائير - الكونغو سابقاً  - بالحديد والنار سنوات طويلة مكافأة له من المستعمرين البيض علي إطاحته بباتريس لومومبا وزعامته التحررية، وإتاحة كل خيرات الكونغو الطبيعية رخيصة لهؤلاء المستعمرين، حتي إذا ذهب زعيم انقلابي آخر ليقاتل «موبوتو» ويجبره علي التخلي عن السلطة، إذا بالعالم يكتشف حجم الأموال التي سرقها موبوتو من الشعب!، والقصر الفاخر الذي اشتراه بأموال الشعب في باريس ليقيم فيه حتي مات!، وفي إفريقيا الوسطي حلا لحاكمها الأومباشي في الجيش أصلاً أن يتحول ببلاده إلي امبراطورية يكون هو وزوجته الإمبراطورة أحرارا في التصرف المطلق في شئون البلاد والعباد!، وقد أقيمت احتفالية ضخمة للتنصيب تحدثت الصحافة العالمية عن بذخها وسرفها المجنون!، وقد تكلف فستان الامبراطورة وحده 30 مليون دولار!، وعندما سُئل الامبراطور بوكاسا من صحفية فرنسية عن بذخ الاحتفال وكانت تعرف أن إفريقيا الوسطي قد استدانت مائة مليون دولار من فرنسا قبل الاحتفال بأسبوعين!، أجاب الامبراطور بوكاسا: شعبنا شعب عظيم.. فلابد أن يكون احتفاله مناسباً لعظمته!.