رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

القتال يشتعل في السودان مُجددًّا رغم وقف إطلاق النار

القتال في السودان
القتال في السودان

 تتواصل المعارك على الأرض في "السودان"، رغم الهُدنة التي أعلن طرفا القتال الالتزام بها، وفي هذا الصدد، تردد دوي إطلاق نار كثيف في أنحاء الخرطوم مُجددًا، وقال مدنيون مُحاصرون في العاصمة السودانية: "إن الجيش وقوات الدعم السريع ما زالوا يتقاتلون رغم وقف إطلاق النار المُعلن".

 

 وفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز"، مساء اليوم الجمعة، قال عثمان حسن "48 عامًا" وهو من سكان أحد الأحياء الجنوبية على أطراف الخرطوم: "مُنذ أربعة أيام الكهرباء مقطوعة ونعيش في ظروف صعبة، نحن ضحايا في حرب لسنا طرفًا فيها ولا أحد مُهتم بالمواطن".

 

اقرأ أيضًا.. قوات الدعم السريع تُواصل جهودها لتحسين أوضاع السودانيين

 

 حتى الآن، لم يبد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي)، سوى القليل من الاستعداد علنًا للتفاوض بعد مرور أكثر من أسبوعين على اندلاع القتال، وأعلن الجانبان عن هُدنة تنتهي في الثامن من مايو، لكن لا دلائل على صمودها.

 

 تسبب الانزلاق المُفاجئ إلى الحرب في مقتل المئات وحدوث كارثة إنسانية ونزوح جماعي للاجئين إلى الدول المُجاورة، كما يُهدد باستقطاب قوى خارجية مما يُزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مُضطربة بالفعل، وتعرضت مصانع وبنوك ومتاجر للنهب أو التخريب في أنحاء الخرطوم وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية، وخلت أحياء بأكملها من سكانها الذين ينتابهم الخوف على منازلهم.

 

 قالت "آية الطاهر": "إنها فرت مع أسرتها إلى الأطراف الشمالية للعاصمة بعد أن أصاب الرصاص سقف منزلهم، مُضيفة أنها تُخطط كُل يوم للعودة لمنزلها حتى لمُجرد الحصول على المزيد من المواد الأساسية، لكن الوضع غير آمن تمامًا".

 

 قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان: "إن أحد مستشفيات الولادة الرئيسية في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المُجاورة، ومُستودع الإمدادات الطبية المركزي تعرضا للنهب واحتلته قوات أمس الخميس".

 

 أشارت إلى أن تضرر 17 مستشفى في المُجمل جراء القتال وإخلاء 20 قسرًا مُنذ بدء أعمال العُنف، وأضافت أن 60 مستشفى من أصل 88 في الخرطوم خارج الخدمة وأن الكثير من المستشفيات الباقية لا تُقدم كامل خدماتها.

 

 قال محمد عثمان الباحث في الشئون السودانية ب"هيومن رايتس ووتش" في تقرير: "الطرفان المُتحاربان يُظهران استخفافًا بأرواح المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في مناطق حضرية مأهولة بالسكان".

 

 نشب القتال بسبب توترات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق سلسلة من عمليات وقف إطلاق النار، ولم يُدل أي من الجانبين ببيان فيما يتعلق بالقتال اليوم الجمعة، وقوض الصراع خطة مدعومة دوليًّا لإحلال الديمقراطية والحُكم المدني بعد انتفاضة شعبية عام 2019 أطاحت بعمر البشير.

 

 ضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع لضمان المرور الآمن للمساعدات بعد نهب ست شاحنات.

 

 قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات

الطوارئ "مارتن جريفيث": "إنه يأمل في عقد اجتماعات شخصية مع الجانبين للحصول على ضمانات تتعلق بقوافل المساعدات".

 

 قدِّر برنامج الأغذية العالمي أن مساعدات غذائية قيمتها ما بين13 إلى 14 مليون دولار مُوجهة للمحتاجين في السودان تعرضت للنهب حتى الآن، وانتشر القتال في أنحاء البلاد، ومنها منطقة دارفور.

 

 قالت "هيزل دي ويت" نائبة مدير مكتب برامج الطوارئ في مؤسسة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لرويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني: "تعرض عدد من مرافق سلسلة التبريد للنهب والتلف والتدمير، بما في ذلك أكثر من مليون لقاح مُضاد لشلل الأطفال في جنوب دارفور".

 

 تقول الأمم المتحدة: "إن نحو 100 ألف فروا من السودان دون مايكفيهم من الطعام والمياه إلى بلدان مُجاورة".

 

 دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين الدول إلى السماح للمدنيين الفارين من السودان بدخول أراضيها، وقالت إليزابيث تان مديرة الحماية الدولية بالمفوضية للصحفيين في إفادة بجنيف: "ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان بسبب الصراع الدائر هُناك ونقول إن هذه حركة لاجئين".

 

 قالت المفوضية: "إن أكثر من 56 ألفًا دخلوا مصر عبر معبري قسط لوأرقين مُنذ أمس الخميس بينهم ما لا يقل عن 52500 سوداني"، وفقًا لأرقام وزارة الخارجية المصرية.

 

 أفادت المفوضية أمس الخميس بأنها تستعد لتدفق ما يصل إلى 860 ألف لاجئ وعائد من السودان وستحتاج مع شركائها إلى توفير مبلغ 445 مليون دولار لدعم النازحين حتى أكتوبر.

 

 قال "رؤوف مازو" مساعد المفوض السامي لشئون العمليات بالمفوضية: "الوضع الإنساني في السودان وما حوله مأساوي، هُناك نقص في الغذاء والماء والوقود، ومن الصعب الوصول إلى

وسائل النقل والاتصالات والكهرباء، فضلًا عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية".

 

 في وقت سابق، قال مبعوث الأمم المتحدة، "فولكر بيرتس": "إن الطرفين المُتحاربين في السودان وافقا على إرسال مُمثلين للتفاوض".