تجدد الحزن على «الشعبيات»
ثمانية عشر عامًا مرت على رحيل المطرب الشعبى الأمثل على حد وصف موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب له، رحل رشدى تاركًا مجدًا غنائيًا شعبيًا، استطاع أن يقبض على مفاتيحه من الشعراء والملحنين الذين عاصرهم، واستطاع أن يقنعهم - وعن حق - أنه الامتداد الحقيقى المتطور لمحمد عبدالمطلب أبوالشعبيين.
واستطاع رشدى أن يرسم خطًا للأغنية الشعبية فى مرحلته الجديدة، كان ظاهرها علو صوت الإيقاع، وباطنها الأفكار الشعبية الشديدة، أو تطوير التراث، وأن يكون سيد أغنية الأفراح المبهجة، وقد ذكر الموسيقار وعازف الأرج الشهير فاروق سلامة أن المطرب عبدالحليم حافظ ذهب إلى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وقال له لو تركنا رشدى وشأنه سنجلس جميعنا فى البيت، فقرروا غناء وإنتاج الشعبيات عبر شركة صوت الفنى وقتها، وصارت المقارنة معقودة من هذا الوقت عن تجربة محمد رشدى الشعبية وتجربة عبدالحليم، وكان رأس نجاح رشدى فى الشعبيات فى مواجهة عبدالحليم هو أغنية «أدهم الشرقاوي» وتواصل السباق الشعبى بينهما، وكان المنتصر الحقيقى هو الأغنية الشعبية ذاتها، وهذا هو نتاج سباق الفن الحقيقى.
رحل رشدى رحمه الله وفى رأسه مشروعات شعبية كثيرة، رحل وقد اختطفه المرض ذلك الذى يداهم النشط والكسول لكن العبرة والحزن تتجلى مع صاحب الهمة، فهمته رمز الحياة والتناقض مع الموت هو