رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البالة تحقق أحلام الفقراء فى «لبس العيد»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

إقبال على وكالة البلح.. ومحلات وسط البلد «للفرجة فقط»

رئيس شعبة الملابس: البالات تدخل باسم الجمعيات الخيرية لتوزيعها على الفقراء.. ولكنها تبيعها للتجار

التسوق وشراء الملابس الجديدة عادة مصرية ترسخت مع اقتراب الأعياد، وهناك تعُم أجواء البهجة والفرح سرورًا بقدوم العيد، لا أسعار لا غلاء لا ظروف تؤثر على عادات المصريين فى هذه الأيام المعدودات.

ففى كل مكان ترى مواطنين يسيرون فى الطرقات، يزدحمون أمام الباعة على جانبى الأرصفة وفى المتاجر رافعين شعارًا واحدًا «اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب».

التقت «الوفد» عددًا من الباعة فى وكالة البلح ووسط البلد، للتعرف على أسعار ملابس العيد، والوقوف على ما آلت إليه أسعار الملابس ظل ارتفاع أسعار الدولار

ولأن الغلابة يكتوون بنيران الأسعار فلم يجدوا لهم ملجأً يولون إليه غير وكالة البلح وملابس (البالة) التى تنافس الجديد، حيث تباع الملابس الماركات والبراندت الأوروبية فى الشوارع. 

يتلفت المواطنون على أسعار ملابس (البالة) فلا يجدون ما يسُرهم، الأسعار المتدنية خاماتها رديئة ومستهلكة، ومهما أخذت من الغسيل والمكوى تبدو قديمة ولا يصلح ارتداؤها يوم العيد سواء ملابس الأطفال أو النساء أو الرجال، فالبالة المستهلك مستثناة من ملابس العيد.

هناك تشاهد أمهات يبحثن بين ستاندات ملابس وكالة البلح عن المناسب دائمًا، وربما تؤثر أطفالها على نفسها، فتقرر شراء ملابس بجودة متوسطة لها مفضلة شراء الأفضل لأبنائها.

 

خبايا ملابس البالة

ولكن هناك خبايا فى ملابس البالة، مستعمل أوروبى بأسعار محلية، تحقق أحلام الفقراء فى رفاهية اقتناء قطع مميزة بأسعار مناسبة لكثير من المواطنين، خاصة ملابس النساء والأطفال فهى ملجأهم فى ظل ارتفاع أسعار الجاهز.

وتنوعت أسعار ملابس الأطفال ما بين مستهلك بـ15 و20 و25 و30 و35 و40 جنيهًا، فيما تراوحت الملابس متوسطة الاستهلاك ما بين 55 و100 جنيه، وبلغت أسعار ملابس البالة الجيدة ما بين 150 وحتى 250 جنيهًا للقطعة الواحدة، على حسب السن والمقاسات.

هذا بينما شهدت الملابس الحريمى بوكالة البلح ارتفاعًا كبيرًا، وبرر الباعة هذا الارتفاع ببداية موسم الصيف بالتزامن مع عيد الفطر المبارك، وأغلب المعروض برندات أوروبية معروفة لذلك فأسعارها مرتفعة إلى حد ما.

 وسجلت بلوزات الخروج أسعارًا بدأت من 100 جنيه، وصولًا إلى 350 جنيهًا، وهناك شيمزات «بناتى» متوسطة الاستعمال جاءت أسعارها فى حدود الــ75 جنيهًا، كما سجلت البناطيل أسعارًا خُرافية وصلت إلى 350 جنيهًا للجديد، أما المستعمل فبدأ من 100 جنيه.

أما العبايات فبدأت من 170 جنيهًا وصولًا إلى 450 جنيهًا وليس هناك معروض كبير منها على الاستاندات.

أما الملابس المنزلية فقد اختلفت أسعارها حسب حالة القطعة ونسبة استهلاكها، حيث تبدأ من 50 و75 و100 جنيه، بالإضافة إلى البناطيل التى تباع بـ35 جنيهًا.

فى حيت تراوحت أسعار فساتين الأطفال بين 75 جنيهًا و175 جنيهًا حسب حالة ومقاس الفستان.

ورغم وجود عدد ليس بقليل من الزبائن إلا أن التجار يشكون من الركود وقلة إقبال الزبائن على الشراء، حيث شاهدنا بائعًا يقف وأمامه أطقم عبارة عن تى شيرت نصف كوم وشورت بألوان زاهية ومبهجة مصنوعة محليًا، تقف أمامه زبونة تفاصل فى 5 جنيهات، فرد عليها قائلًا: إحنا نستحق الصدقة مش إنك تفاصلى معايا فى طقم بـ45 جنيهًا.

يعرض نفس البائع تيشرتات شبابى مستعملة بـ45 جنيهًا القطعة ولكن حالتها جيدة، بالإضافة إلى بناطيل قطنية مستعملة بسعر 75 جنيهًا.

فى المقابل يعرض محل ملابس بالة شبابى، ملابس «رثة»، يبلغ سعر التيشرت 20 جنيها، بسؤاله، قال إنها ليست قديمة ولكن الأتربة أثرت عليها، مضيفًا أنه يوفر بناطيل ترينجات شبابى وأولادى بسعر 65 جنيهًا وتيشرتات بـ50 جنيهًا.

 وفى وكالة البلح تجد كل ما تشتهيه الأنفس، حيث تباع القمصان الشبابى والرجالى بسعر 125 جنيهًا، وهناك أنواع تقفز إلى أسعار تقارب محلات وسط البلد إلى حد كبير

كما تجد البناطيل والبليزرات الرجالى تبدأ من 250 وحتى 500 جنيه فى المحال، عكس المعروض فى ستاندات الشوارع الذى يبدو أنه بضائع رديئة ولا يوجد إقبال عليها خاصة من الشباب.

 

ملابس بالة بأسعار مخفضة

وهناك ملابس بالة بأسعار مخفضة تبدأ من 25 جنيهًا للتيشيرت و35 جنيهًا للبنطلون، بالإضافة إلى القمصان الكروهات والمخططة (نصف كم) بسعر 50 جنيهًا، إلى جانب تشكيلة من القمصان المشجرة متوسطة الاستعمال بأسعار تتراوح بين 65 و75 جنيهًا، فضلًا عن قمصان خروج بموديلات مختلفة بحالة جيدة تبدأ من 120 إلى 150 جنيهًا.

 ملابس محلية الصنع

وتوفر بعض محال وكالة البلح، ملابس محلية الصنع، بأسعار مناسبة للمواطنين، بعضها يبدأ من 20 جنيهًا وحتى 75 جنيهًا للقطعة، إذ تجد إقبالًا كبيرًا من المواطنين الذى جاءوا من أقصى قرى الريف والصعيد، إلى جانب البناطيل الجينز الأولادى بأسعار مخفضة تصل إلى 25 و50 و75 جنيهًا.

 

شوارع وسط البلد

رغم ارتفاع أسعار الملابس بمحال وسط البلد إلى أرقام فلكية على غير العادة، لم يؤثر ذلك على فرحة المصريين بقدوم العيد وازدحامهم أمام المحال وفى شوارع وسط البلد منذ منتصف شهر رمضان.

ويقول أحد الباعة الذين يفترشون شوارع وسط البلد، إن أسعار الملابس الجاهزة تشهدًا ارتفاعًا غير مسبوق منذ سنوات، ما أدى إلى تضارب الأسعار بشكل متفاوت فى كل منطقة، وانخفضت نسبة الشراء إلى 50% فى ظل هذه الأسعار الجنونية.

وأكد أن أسعار العبايات الحريمى (البيتى) التى كانت تتراوح بين 75 جنيهًا إلى 110 جنيهات فى مثل هذا الموسم، تسجل الآن 210 إلى 250 جنيهًا، بينما تباع تيشيرتات الأطفال القطن بــ45 جنيهًا، والبناطيل تبدأ من 45 جنيهًا وحتى 55 جنيهًا.

 

ارتفاع الأسعار لم يؤثر على موسم ملابس الشباب

ويسترسل بائع آخر، أن اللبس الشبابى أسعاره نار، ولكن هناك إقبال من الشباب على الشراء منذ منتصف شهر رمضان، موضحًا أن التيشرتات الشبابى من مقاس لارج وحتى إكس لارج سعره 130 جنيهًا، ومن 2 إكس إلى 7 إكس يصل سعره إلى 145 جنيهًا، أما البناطيل فتتراوح بين 125 و145 جنيهًا.

على الطرف الآخر من الطريق، ينادى بائع الأحذية: أى كوتشى بـ100 جنيه، جوائز العيد مع التوفير للأميرة والأمير، ويؤكد: القميص الجينز الصيفى بسعر موحد

120جنيهًا حتى سن 12 عامًا، والقمصان الشبابى والرجالى بسعر 150 جنيهًا لأى مقاس.

 ويوضح بائع الفساتين الأطفالي: أن لديه تشكيلة فساتين بناتى من سن يوم وحتى سبعة أعوام، تتراوح أسعارها بين 55 و105 جنيهات، على حسب العمر وخامة الفستان.

 

محال وسط البلد

 

أما عن أسعار الملابس بمحال وسط البلد، فإنها تخاطب الأثرياء فقد أصبحت مثل الحج لمن استطاع إليه سبيلًا، وسجلت أسعار الملابس الشبابى والرجالى ارتفاعًا كبيرًا، حيث قفزت أسعار القمصان إلى 550 ومنها ما هو أقل من ذلك، حيث يباع أرخصها سعرًا بـ250 جنيهًا، والسعر يختلف حسب المقاسات والخامات.

وعرضت بعض محال وسط البلد، قمصان رجالى (مشجرة) بأسعار متفاوتة ما بين 140 و165 و199 و212 و299 و319 جنيهًا، فيما قفزت أسعار الكوتشيهات الشبابى إلى أرقام فلكية، وسجل بعضها من الماركات المشهورة 650 و750 جنيهًا، بالإضافة إلى وجود أسعار متوسطة بجودة أقل وماركات أخرى بأسعار تبدأ من 350 وحتى 450 جنيهًا.

 وسجلت أسعار ملابس الخروج البناتى أسعارًا فلكية أيضاً، حيث ترواحت بين 365 وحتى 750 جنيهًا للبلوزة، أما فساتين الخروج فبدأت من 550 جنيهًا وصولًا إلى 800 جنيه، وعن فستاتين السهرة والسورية فترواحت بين 1100 جنيه وحتى 2500 جنيه.

 

تصفيات الشتاء ضمن عروض العيد

فى المقابل هناك محلات قدمت عروضًا وخصومات على الأحذية الأطفالى والحريمى بمنسابة عيد الفطر وتصفيات الشتاء، وبلغت أسعار أحذية الأطفال 75 جنيهًا لأى مقاس، والكوتشيهات الحريمى بـ100 جنيه لأى مقاس أو موديل. 

 

الغرف التجارية

ويقول محمد عبدالسلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة بالغرف التجارية، إن السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار ملابس العيد، هو تحريك أسعار الدولار المستمر مع زيادة مستويات التضخم إلى نسب غير مسبوقة، ويؤكد أن مدخلات الإنتاج بالكامل مستوردة من الخارج.

وأضاف رئيس غرفة الملابس الجاهزة، أن معظم المعروض فى الأسواق من الملابس مصنع فى مصر، لكن يتم استيراد الأقمشة من الخارج وبالتالى ارتفاع سعر الدولار تسبب فى زيادة أسعار مواد الإنتاج، بالإضافة إلى ندرة الخامات ومستلزمات الإنتاج.

وأوضح أن أسعار الملابس خلال هذا الموسم تشهدًا ارتفاعًا بنسبة 30 إلى 50%، فضلًا عن أن سعر الخامات زاد بأكثر من 130%، ويؤكد: كنا نستورد أقمشة التصنيع الكيلو بــ100 جنيه مثلًا، الآن وصل سعره إلى 230 و240 جنيهًا.

ويتابع أن الجنيه المصرى فقد 55% من قيمته، ما يعنى أن الجنيه يُعادل 45 قرشًا حاليًا، والأسعار الحالية ما هى إلا نسبة وتناسب بالمقارنة مع أسعار الخامات.

 

تهريب ملابس البالة

ويضيف أن ملابس البالة تؤثر على المنتج المصرى من حيث كم المبيعات، ويوضح ليس كل البالات المستوردة مستعملة ومنها الجديد، وذلك نوع من أنواع التهريب لأن مستوردها لا يدفع عليها رسومًا جمركية ولا قيمة مضافة.

وبسؤاله كيف تدخل ملابس البالة الجديدة المهربة إلى الأسواق المحلية، قال: الحكومة تعلم علم اليقين أنها تدخل عن طريق الجمعيات الخيرية، سواء كانت جديدة أو مستعملة، ويؤكد ضرورة أن تقوم الدولة بدورها فى الرقابة على الوسائل المختلفة والمتعددة للتهريب.

 ويؤكد: لا توجد دولة فى العالم تستقبل ملابس بالة، وما يفعله مستوردو البالة أنهم يجعلون مصر مثل دول فقيرة أخرى فى أقصى أفريقيا لا تجد الطعام ولديهم حروب أهلية، تبعث لهم الدول الأوروبية بالات مستعملة لأنهم فى حاجة لذلك، ولكن وضع مصر مختلف موضحًا أن ملابس البالة فى حد ذاتها غير صحية. 

ويتابع: ملابس البالة فقدت الغرض التى يتم استيرادها من أجله، فبعض الجمعيات الخيرية تستوردها لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ويقوم مسئولو الجمعيات بتسليمها إلى المستوردين لتوزيعها على الباعة بمختلف المناطق مقابل مبالغ محددة يتم الاتفاق عليها مسبقًا. 

وأوضح أن مستورد البالة يتفق مع الجمعيات الخيرية للاستيراد بأسمائهم بهدف التهرب من الجمارك والقيمة المضافة، على أن تأخذ الجمعية مبلغًا محددًا، ومن هنا تخرج البالة دون جمرك أو ضريبة ويتم تسليمها إلى مستورد البالة على أن تسجل الجمعيات أنه تم توزيعها على الفقراء والمحتاجين، والخاسر الوحيد فى هذه العملية هو الدولة التى لا تحصل على حقها فى الجمارك والضرائب.