رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سلطنة عُمان مركز دولى لإقامة مشروعات الطاقة النظيفة وبيئة جاذبة لاستثمارات الهيدروجين الأخضر

السلطان هيثم بن طارق
السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان

أسبوع عُمان للاستدامة يستعرض الفرص الاقتصادية الواعدة لمصادر الطاقة المتجددة

 

تُعدُّ سلطنة عُمان من أوائل الدوَل فى المنطقة التى أدركت أهمية الهيدروجين الأخضر كمَصدر للطاقة المُتجدِّدة، وسَعَتْ وفق التوجيهات السَّامية للسُّلطان هيثم بن طارق إلى مسابقة الزمن لتعزيز الفرص الاستثماريَّة والسَّعى لكَى تكُونَ مركزًا عالميًّا لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى ظلِّ توافُر المُقوِّمات التى تؤهِّلها للانطلاق والرِّيادة فى هذا القِطاع الواعد.

 

إيمانا منه بأهمية هذا النَّوع من الطَّاقة. لذا عملت على المحافظة على تنافسيَّة إنتاج الهيدروجين الأخضر، وسارعت فى إجراءاتها لكسْبِ ثقة المستثمرين فى الإقبال على الفرص الاستثماريَّة؛ إيمانا منها بِدَوْرِ الهيدروجين الأخضر فى التنمية الاقتصاديَّة ودعم خطواتها نَحْوَ التنويع المأمول، بالإضافة إلى تعزيز أمن الطَّاقة والحفاظ على البيئة.

كان اهتمام السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، بمشاريع الهيدروجين الأخضر، وإطلاق أوامره بضرورة الإسراع فى وضع الأُطر التنظيميَّة والقانونيَّة والسياسات اللازمة لنُموِّ قِطاع الهيدروجين الأخضر فى سلطنة عُمان وتخصيص الأراضى المناسبة لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر، والعمل فى سبيل تحقيق ذلك على عدَّة مسارات متوازية، لمسابقة الزمن إدراكًا منه بالتنافسيَّة الشديدة التى سيشهدها العالم لجذب رؤوس الأموال المستثمرة لهذا القِطاع.

وانطلاقًا من الأهمية العالميَّة والمحليَّة للتوجُّه إلى الاقتصاد الأخضر، والذى يُعدُّ الاستثمار فى الهيدروجين الأخضر أحد أهمِّ خطوات تحقيقه، جاءت خطَّة التحوُّل نَحْوَ بدائل الطَّاقة واستكشاف وتطوير الفرص وتعظيمها فى الاقتصاد الأخضر، خصوصًا مع إعلان البلاد عن التزامها بالوصول للحياد الصفرى الكربونى بحلول العام 2050م.

توقيع 6 اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر

لقد كان لهذه الرؤية السَّامية الثاقبة دَوْرٌ مُهمٌّ فى تذليل وتسريع الإجراءات المطلوبة لتحقيق تلك الأهداف، وكان من نتائج ذلك وأهم ثماره هو توقيع شركة هيدروجين عُمان (المملوكة لشركة تنمية طاقة عُمان) على (6) ستِّ اتفاقيَّات للشروط التجاريَّة الملزمة للاستثمار فى إنتاج الهيدروجين الأخضر بسلطنة عُمان، باستثمارات إجماليَّة تتجاوز (20) عشرين مليار دولار أميركى خلال السنوات السَّبْع المقبلة، مع مطوِّرين من عدَّة دوَل، هى: بلجيكا وهولندا والمملكة المُتَّحدة واليابان وسنغافورة وألمانيا والهند والكويت والإمارات، لِيكُونَ ذلك خطوة كبرى لتوطين هذه الصناعة الجديدة فى البلاد، حيث تصل سعة إنتاج هذه المشروعات إلى 15 جيجا واط من الكهرباء.

إجراءات عُمانية لِمُواكبة التحوُّلات العالميَّة فى الطَّاقة

إنَّ هذه الاتفاقيَّات تُعبِّر عن الخطوات المُهمَّة التى اتَّخذتها السَّلطنة لِمُواكبة التحوُّلات العالميَّة فى الطَّاقة وقضايا المناخ خلال الفترة الماضية، خصوصًا مع وضع ملامح استراتيجيَّة الهيدروجين الأخضر، والانتهاء من مراجعة الأُطر التنظيميَّة والقانونيَّة وإعداد السياسات اللازمة للمُضى قُدمًا فى مشاريع وخطط التحوُّل للطَّاقة الخضراء، حيث يُتوقَّع نتيجة تلك الاتفاقيَّات أن يتمَّ إنتاج الهيدروجين الأخضر فى سلطنة عُمان بَيْنَ عامَى 2028 و2030م، سواء لاستخدامه فى الصناعات المحليَّة أو التصدير، خصوصًا أنه سيتمُّ استلام عطاءات المزايدة الأولى التى أُعلِن عنها فى شهر نوفمبر 2022م خلال هذا الأسبوع على أن يتمَّ الإعلان عن العطاءات الفائزة خلال الأسابيع القادمة.

تسعى كل من الخطة الخمسية العاشرة والرؤية المستقبلية 2040، إلى تحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية ذات الأولوية، التى تعنى بالدرجة الأولى بتحفيز النشاط الاقتصادى، وتطوير بيئة الاقتصاد الكلى، ورفع كفاءة إدارة المالية العامة، وتطوير البنية الأساسية اللازمة لتحفيز الاستثمار الخاص، وتسريع تنفيذ المشروعات الاستراتيجية الكبرى، ومشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وجذب مزيد من الاستثمار الأجنبى المباشر إضافة إلى التوجه نحو اللامركزية وتوسعة مشاركة وحصة المحافظات فى التنمية وتحقيق أهداف رؤية عمان 2040.

 

أسبوع عُمان للاستدامة..  فرص اقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة

وفى ذات السياق، دعا تونى جونيبر، مستشار وخبير بريطانى رائد فى مجال البيئة، خلال أسبوع عُمان للاستدامة، إلى أهمية التركيز على هدف الاستدامة وخفض الكربون ليس فقط من خلال التوجه للطاقات المتجددة، وإنما من خلال تبنى التكنولوجيا والتقنية التى تسهم فى الحد من هدر الطاقة وحفظها.

وقال محسن بن حمد الحضرمى، وكيل وزارة الطاقة والمعادن: إنه فى ظل التطورات المتسارعة والتحولات التى يشهدها العالم، تبرز أهمية الاستدامة والممارسات الهادفة للحفاظ على البيئة والموارد، ولذلك يعمل الجميع اليوم من مؤسسات وأفراد ومختصين على تبنى أحدث الممارسات والتقنيات التى تسهم فى تكريس مبادئ الاستدامة وترسيخ نهجها. وأضاف: لا شك أن أسبوع عُمان للاستدامة سيسهم فى خلق زخم حول أهمية القضايا المتعلق بالاستدامة، وسيعمل على نشر الوعى حولها، وخاصة تلك المتعلقة بالتقليل من الانبعاثات الكربونية، والحفاظ على الموارد الطبيعية والمياه والطاقة، وزيادة الوعى المجتمعى حول المفاهيم المتعلقة بالهيدروجين والتقنيات المصاحبة للطاقة المتجددة.

وأكد الدكتور مهاب بن على الهنائى، نائب الرئيس للاستدامة والاقتصاد الدائرى بالشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) أن سلطنة عمان بالموارد المتجددة التى حباها لها الله ومن خلال توجهات الحكومة وخططها بإمكانها أن توفر الطاقة اللازمة لتنمية الاقتصاد والحفاظ على بيئة خالية من الكربون فى الوقت ذاته. وقال الهنائى: إن التغيير الأكبر نحو تحقيق الاستدامة يبدأ من الأفراد من ثم ينعكس على المجتمع بأكمله، وهو ما تسعى بيئة لتحقيقه من خلال تعاونها مع وزارة التربية والتعليم من خلال طرح منهج يعنى بالاستدامة وحفظ الموارد لطلبة المدارس من الصف الأول للرابع ابتدائى، ليشمل المستويات التعليمية الآخرى مستقبلاً، بالإضافة إلى وحداتها التوعوية المتنقلة.

 

مبادرات فى استدامة الطاقة والمياه

فى سبيل تعزيز ثقافة الاستدامة فى المجتمع العُمانى، وقّعت مجموعة نماء على هامش أعمال المؤتمر اتفاقيتين، الأولى مع وزارة التربية والتعليم تتعلق بالمدارس الخضراء، والثانية مع شركة «نفاذ للطاقة المتجددة» تُعنى بتنفيذ تركيب الألواح الشمسية للمبانى الاجتماعية المشتركة (المساجد) فى سلطنة عُمان.

وتأتى الاتفاقية الأولى فى إطار تنفيذ برامج فى مجالات البيئة والتنمية المستدامة المرتبطة بالتعليم، ودعم أنشطة وبرامج المدارس الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة فى مجال التعليم. وبموجب الاتفاقية الثانية؛ ستقوم الشركتان بالتعاون لتصميم وتوريد وتشغيل أنظمة طاقة شمسية مستقلة (10 كيلو واط و20 كيلو واط) على أسطح المباني؛ لتقليل تكلفة فواتير كهرباء المساجد، وتصدير الطاقة الشمسية الزائدة المولّدة إلى الشبكة.

تركز الاتفاقية الأولى على تمويل مشروع المدرسة الخضراء الذى يُعنى بموضوع الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، تم تجريب المشروع فى 12 مدرسة بالمرحلة الأولى فى محافظتى جنوب الباطنة والداخلية. كما أن توقيع هذه الاتفاقية مع مجموعة نماء سيسهم فى التوسع بتنفيذ هذا المشروع ليشمل مختلف المدارس فى بقية محافظات سلطنة عُمان، فضلاً عن أن المشروع حاليًّا يغطى 5 موضوعات أساسية، وهى: إدارة النفايات، والتشجير، والطاقة وإدارة الطاقة، والتغير المناخى، والمياه وإدارة المياه.

وقال عبدالله بن ناصر السعيدى الرئيس التنفيذى لشركة نفاذ للطاقة المتجددة: إن توقيع الاتفاقية جاء بهدف توسيع استخدام الطاقة الشمسية فى مجموعة من المبانى الحكومية والمجتمعية والمساجد، الأمر الذى سيسهم فى نشر ثقافة استخدام مصادر الطاقة المتجددة لدى مستخدمى المرافق والمجتمع بصورة عامة، كما نهدف من خلال هذه المشاريع لتوعية المجتمع بأهمية ترشيد الطاقة الكهربائية والفوائد الاقتصادية التى يمكن جنيها من خلال تبنى نظم الطاقة الشمسية فى منازلهم ومشاريعهم الخاصة.

وقد قامت (نفاذ) خلال السنوات الخمس الماضية بتنفيذ مشاريع مشابهة لمجموعة من المدارس المحلية، قال السعيدى: إنها كانت ناجحة جدًا وحققت وفورات عالية من خلال توفير الطاقة الكهربائية، كما أسهمت فى رفع وعى الطلبة بهذا النوع من المصادر المتجددة وأهميتها. كما قامت الشركة بتدريب أكثر من 1400 طالب بهدف إعداد كفاءات وطنية قادرة على قيادة دفة التغيير التى تطمح سلطنة عمان لتحقيقه فى هذا القطاع.

 

منتدى عُمان 2023 واقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة

ومن أجل تهيئة البيئة العُمانية للاستثمارات، أكد منتدى عُمان للأعمال 2023 أهمية الجهود الوطنية التى قامت بها مختلف المؤسسات فى سلطنة عمان لقيام مجتمع معرفى، واقتصاد قائم على الابتكار بهدف تعزيز القدرات لسلطنة عمان للاندماج مع الاقتصاد العالمى، والنهوض بالدور الفعال فى التجارة العالمية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

بحث المنتدى الإجراءات والسياسات الاستراتيجية التى اتخذتها سلطنة عُمان لمواجهة التحديات الاقتصادية، والمواءمة بين الأولويات الوطنية، كما سلطت جلسات المنتدى، الضوء على أهمية التحول إلى اقتصاد قائم على الابتكار من أجل تحقيق تنمية شاملة مستدامة، وتمكين القطاع الخاص، وأهمية تطوير بيئة ملائمة لتطور ريادة الأعمال.

كما تناول منتدى عُمان فى هذه الدورة عنوان»تمكين التحول نحو الاستدامة والمعرفة» وهو مدخل مهم لتحقيق تنمية شاملة مستدامة؛ بحيث تسعى سلطنة عُمان إلى تبنى اقتصاد قائم على المعرفة، واصفاً إياها بأنها خطوة مهمة على صعيد تمكين الأدوات التى تسهم فى دعم تنافسية سلطنة عُمان وترتقى بقدراتها لإرساء مرحلة جديدة تسير فيه البلاد بخطى واثقة نحو المكانة التى نتطلع إليها جميعًا، تقوم على مبدأ الاستخدام الأمثل والمتوازن للموارد وحماية للبيئة، ومواكبة لمختلف التطورات التقنية والمعرفية.

وتم على هامش المنتدى تكريم عدد من المبادرات الرائدة والمتميزة فى مجال الاستدامة فى مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. التى تسهم فى نشر وتطبيق مفاهيم الاستدامة، كما تهدف الجائزة إلى إبراز المؤسسات والأعمال كوسيلة لتبادل أفضل الممارسات، وتسهم فى دعم مساعى سلطنة عمان نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ضمن أولويات «رؤية عمان 2040»، والتى تهدف إلى تسريع انتقال سلطنة عُمان إلى الاقتصاد القائم على المعرفة عبر تفعيل الممكنات الابتكارية المختلفة، وتعزيز بيئة الابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمى، والتحول نحو اقتصاد تنافسى مستدام.