عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جُنون الشَّك

بوابة الوفد الإلكترونية

عندما يتسلل الشَّك إلى قلب الزوج ويتملك منه شيطانه، يوقد فى قلبه نيرانًا لن تنطفئ، فيفقد عقله ويسدل ستار النهاية على حياته الزوجية.

 

رفعت «مريم» ذات الـ٢١ ربيعًا دعوى طلاق للضرر ضد زوجها الأربعينى، بسبب شكه فيها وإهانته لها، وبدأت فى سرد تفاصيل قصتها بصوت مبحوح، وجسد نحيل منهك، قائلة؛»مُختل عقليًا.. مجنون بالشَّك» حبسنى بالمنزل وهددنى بالقتل، عام من العذاب أشبعنى خلاله صفعًا وركلًا.

 

استطردت الزوجة العشرينية حديثها، بوجهها الخمرى الشاحب، والدموع تملأ عيناها، يشوب بكاؤها وجع مُبرح قائلة؛ منذ 3 سنوات تقدم لخطبتى»احمد» طبيب أسنان من عائلة كريمة وافقت من دون تردد وأهلى أيضًا، وخلال فترة خطبتنا كان هادئ الطباع خلوقا، لم يرتب له قلبى ابدا.

 

تمت مراسم الزفاف، شقتنا كانت بمنزل عائلته، وفور انتهاء شهر العسل ومع عودته للعمل طلبت منه نسخة من مفاتيح الشقة والعقار، رفض بشدة، سألته عن السبب، أجابتى بتوتر شديد «مفيش خروج من البيت غير معايا»، قلت وماذا عن متطلبات المنزل والتسوق قال لى «هاجبلك انا كل حاجة» وذهابى لعائلتى رد علىّ «هاوديكى انا يوم اجازتى»، وطلب منى النزول لشقة والدته وتحضير الغداء معها حتى عودته من العمل وافقته، وعندما سألتنى والدته عن سبب حزنى اخبرتها بالخلاف الذى حدث بيننا وعن رفضه خروجى من المنزل للتسوق أو للذهاب لعائلتى، حاولت حماتى مواساتى وعند عودته من العمل وأثناء تناول العشاء تحدثت معه والدته لإقناعه بضرورة خروجى من المنزل للسوق كأى ربة منزل، وعن حقى فى الذهاب لعائلتى، نهرها ومنعها من التدخل فى قراراته، حتى وان كان على خطأ، ونهرنى أيضًا وصفعنى على وجهى أمامها، وقال انتى تنفذى تعليماتى من دون نقاش، كنت أهوّن الأمر على نفسى، وأتحلى بالصبر أملاً أن ينصلح حاله.

 

وعند زيارة والدتى تحدثت معه عن حقى فى الذهاب لها رفض ونهرها قائلا: «بنتك دلوقتى مراتى عايزة تشوفيها تيجى هنا غير كده لا» غضبت منه وتركتنا، حاولت التحدث معه بهدوء أنا زوجتك ولست أسيرة عندك، أنا حقى أذهب لزيارة أهلى والتنزه أيضًا، تعدى علىّ بالضرب واتهمنى فى أخلاقى، وليس ذلك فحسب كان يراقبنى ويتصنت علىّ إذا تحدثت فى الهاتف سواء مع والدتى أو إحدى صديقاتى، وبعد ذلك صالحنى وأخذ أجازة وذهبنا للتنزه سويًا للمرة الأولى منذ زواجنا، فرحت ظننت أن أحوالنا ستتغير، ولكن ماكان لفرحتى أن تكتمل، بمجرد خروجنا من المنزل وهو فى حالة مش طبيعية يتشاجر معى، هذا الرجل ينظر إليكى،

وآخر يبتسم ويتهمنى بأننى أعرفهم، وانتهت نزهتنا بالعودة للمنزل.

 

مرت الأيام واستمر الحال كما هو عليه، ما كان أمامى غير الصبر، والطاعة لأتجنب طباعه الحادة ولسانه السليط، كنت استيقظ كل يوم قبل ذهابه للعمل لتحضير وجبة الأفطار وتجهيز ملابسه، وفور ذهابه أنزل لوالدته لتحضير الغداء والتنظيف، وعند عودته وبعد تناول الطعام والانتهاء من تنظيف المطبخ نصعد لشقتنا للنوم، شقتنا التى تحولت لسجن كادت تختنق روحى بين جدرانه، تحولت أحلامى الوردية بحياة زوجية سعيدة لكابوس تمنيت أن ينتهى.

 

وفى أحد الأيام وأثناء تواجده بعمله، دق هاتفى واذا بصوت والدتى فى حالة انهيار، أخبرتنى أن والدى أصيب بأزمة قلبية، ويرقد بغرفة الرعاية، حاولت الاتصال بزوجى ولكن هاتفه كان مُغلقا، أخبرت والدته والدموع على خدى توسلت إليها تفتح لى الباب للذهاب لوالدى وافقت وقالت لى «روحى اطمنى على والدك وانا هاقول لأحمد» وأثناء تواجدى بالمستشفى اتصل بى زوجى وسألنى عن سبب اتصالى به أخبرته بمرض والدى جن جنونه لخروجى من المنزل وجاء وبدلًا من أن يطمئن على حالته الصحية، تعدى عليّ بالضرب وأخذنى بالقوة وضربنى وسبنى، تأكدت حينها أنه إنسان مريض بالشك مُعقد فاقد الثقة بنفسه، جلست طوال الليل خلف جدران غرفتى افكر فى طريقة للخلاص منه، وفى الصباح وقبل ذهابه للعمل طلبت منه الطلاق ثار وهاج وماج، وتغيرت ملامح وجهه واستل سكينًا من المطبخ هددنى بالقتل اذا طلبت الطلاق مرة ثانية، بعد ذهابه للعمل أخذت مفاتيح والدته وهربت من المنزل، حررت له محضرًا بالشرطة لتعديه علىّ بالضرب وتهديده بالقتل، وقررت رفع دعوى طلاق للضرر للخلاص من بطش زوجى المجنون بالشك.