رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كواليس جديدة حول تفتيش منزل الرئيس الأمريكي السابق

الرئيس الأمريكي السابق
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

عندما ذهب عُملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي لتفتيش منزل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في ولاية فلوريدا "الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة"، أطلق ذلك العنان لعاصفة سياسية مُختلفة عن أي شيء في الذاكرة الحديثة، فقد أثارت الخطوة الكثير من التساؤلات، وسط انتقادات من جانب الحزب الجمهوري، ومضى نصف عام على قيام عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI"، باقتحام منزله، لأجل البحث عن وثائق سرية، لكن تفاصيل ما حدث ما زالت تخرج إلى العلن يومًا بعد الآخر.

 

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، لم تكن عملية تفتيش منزل ترامب، بالسهولة التي اعتقدها كثيرون، لأن بعض المسؤولين الأمريكيين كانوا يُفضلون اللجوء إلى طريقة أكثر هدوءًا، لأجل تفادي الاصطدام بالرئيس الجمهوري السابق "ذي الطباع الحادة"، وكانت هناك أشهر من الخلاف بين المدعين في وزارة العدل من جهة، وبين عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي، من جهة أخرى.

 

اقرأ أيضًا.. ترامب يتهم القضاء الأمريكي باضطهاده

 

ولم يتم الكشف عن أسماء المسؤولين الأربعة الذين تحدثوا عن هذه التفاصيل، نظرا لحساسية الملف، وعدم كونهم مخولين بأن يتحدثوا علنًا عما وقع.

 

 

وكان ترامب انتقد تفتيش منزله بشدة، قائلاً إن الخطوة جرت بـ "دوافع سياسية"، وذهب إلى حد وُصف ما وقع بـ"ممارسات العالم الثالث"، وقبل التفتيش، رجح مسؤولو وزارة العدل بقوة، أن يكون ترامب قد احتفظ بالوثائق السرية، رغم معرفته بالأمر، وهو ما يعني أنه لم يفعل ذلك سهوًا، ولا هو اصطحب تلك الوثائق ثم نسى أن يُعيدها إلى الأرشيف.

 

وطلب الادعاء من مكتب التحقيق الفيدرالي، القيام بحملة تفتيش مفاجئة لمنزل ترامب في بالم بيتش بولاية فلوريدا، من أجل استرجاع الوثائق التي ظل ترامب يحتجزها، لكن اثنين من المسؤولين الكبار في مكتب التحقيقات الفيدرالي اللذين تم تكليفهما بالإشراف على البحث، أبديًا بعض الرفض، ووصف المسؤولان اقتحام المنزل بـ "الأمر التصادمي"، فيما اقترحا أن يكون الدخول بعد أخذ إذن من ترامب لأجل تفتيش منزله، حتى يتم الأمر بسلاسة.

 

وفي نهاية المطاف، كانت الكلمة الفصل للمدعين، رغم وقوع مُشادات كثيرة بشأن الطريقة الأنسب لتفتيش منزل رئيس سابق، في خطوة غير مسبوقة، وتم إنجاز عملية التفتيش في الثامن من أغسطس 2022، فقادت إلى العثور عن أكثر من 100 من الوثائق والأشياء، وبعضها يتضمن معلومات حول أنظمة دفاعية لدول أخرى؛ بما

في ذلك القدرات النووية.

 

 

وفي مايو الماضي، طلب عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي في مكتب العاصمة واشنطن، بأن يُجري التحقيق على نحو أكثر تمهلاً، نظرًا لحساسية الموضوع الفائقة، لأن الأمر يهم رئيسًا سابقًا للبلاد، وذهب بعض عناصر الـ"إف بي آي"، إلى حد اقتراح طي الصفحة ووقف التحقيق الجنائي، في يونيو، بعدما أكد الفريق القانوني لترامب، أن بحثا مُوسعًا قد جرى، فانتهى بإعادة كافة الوثائق المدرجة ضمن خانة السرية، لكن مسؤولاً أميركيًا في إنفاذ القانون، أوضح أن إغلاق التحقيق لم يكل محل نظر أو نقاش لدى قيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما أن الموضوع ما كان ليحظى بالموافقة، بحسب "واشنطن بوست".

 

وتُركز هذه الواقعة على الخلافات التي تستعر في الكواليس بالولايات المتحدة، إزاء قضايا ذات حساسية أمنية، وتداعيات واسعة وكبيرة وسط الرأي العام، وإزاء هذا التحقيق الشائك، برز اتجاهان اثنان؛ أولهما يُشدد على أهمية القيام بالتفتيش دون مُخادعة لأن الأمر يتعلق بأسرار دولة تُوجد في مكان غير آمن، في حين يفترض أن تكون محفوظة داخل منشآت فيدرالية محروسة، وهذا الرأي الذي تبناه مدعو وزارة العدل الأمريكية، كان يستند إلى أن ترامب احتفظ بتلك الوثائق، رغم معرفته بكونها سرية، وهو ما يعني أنه ليس معذورًا، في المقابل، كان الاتجاه الثاني يدفع عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى الدفاع عن التريث، ومحاولة التعاون مع ترامب، عوض اقتحام منزله في فلوريدا، لأن الأمر يتعلق برئيس سابق وشخص يستعد للعودة إلى البيت الأبيض عبر انتخابات 2024.