رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جحيم حماتى

بوابة الوفد الإلكترونية

عانيت وتحملت الكثير منذ اليوم الأول لزواجى، حماتى حولت حياتى لجحيم لا ينتهى، لم تنتظر العجوز حتى نقضى أيامًا ولو قليلة من شهر العسل، فكانت تتعمد إيذائى ومضايقتى، تدخلت فى حياتنا حتى أنهتها بيدها.

 

وقفت ذات الـ28 ربيعًا، وهى تتمايل من ثقل جسدها المنهك، والحزن والأسى يُخيم على ملامح وجهها، تستند برأسها إلى حائط قاعة المحكمة، تنتظر بدأ جلسة دعوى الطلاق للضرر التى رفعتها ضد زوجها.

وبدأت فى سرد تفاصيل مأساتها قائلة: منذ 4 سنوات تمت خطبتى على مهندس ميسور الحال ذى خُلق، من عائلة كريمة، كان يجيد التلاعب بالكلمات حتى عشقته، كان دائمًا يظهر فى صورة تبدو مثالية أمامى، وافق على شروط والدى الخاصة بالتجهيزات ومراسم الزفاف، وكان شرطه الوحيد العيش مع والدته المسنة، المنزل مكون من طابقين هى قاطنة بالطابق الأرضى وشقتنا بالثانى، وافقت من دون تردد لأنها كانت تدعى أنها تتقى الله ولم ترغب فى شىء سوى سعادتنا، وهو لا يستطيع تركها فى كبرها، وهو وحيدها، رغم أننى كنت أرفض دائماً الزواج فى بيت عائلة، لم يرتب فيه قلبى يومًا خلال فترة خطبتنا التى استمرت لعام.

استطردت الزوجة البائسة حديثها بعدما توقفت لتلتقط أنفاسها وتجفف دموعها التى غرقت خديها، منذ أن وطئت قدماى عش الزوجية الذى طالما حلمت بحياة سعيدة فيه، بدأت حماتى فى مضايقتى، وبدأت تتحدث معى وزوجى بطريقة غريبة لم أعتد عليها من قبل، وجلست معنا لساعتين تقريبًا ولم تراعِ أننا عروسان فى ليلة الزفاف.

وفى صباح اليوم التالى استيقظت الساعة الـ9 صباحًا على جرس الباب الذى كان يرن بشكل جنونى، فتحت وجدت حماتى أمامى وقالت لى «ساعة عشان تفتحى الباب»، وبدأ تتدخل فى حياتنا الخاصة، وفى أمور أخجل التحدث عنها أمام هيئة المحكمة، فلم تترك شيئًا واحدًا خاصًا فى حياتنا حتى تسأل عنه، ودائمًا ما كانت تفرض رأيها علينا، كانت تجلس معنا كل يوم حتى بعد منتصف الليل، ثم تنزل شقتها، وكثيرًا ما كانت ترفض النزول، وتنام بصالة شقتنا، مرت الأيام على تلك الحالة حاولت تحملها من أجل الحفاظ على بيتى، ولكن نظرتى لزوجى بدأت تتغير بعدما رأيت ضعف شخصيته أمام والدته، الذى لا علاقة له بالبر مطلقًا،

تحدثت معه كثيرًا والحزن يملأ قلبى وتوسلت إليه لنترك البيت ونسكن بعيدًا حتى إن كانت شقة غرفة وصالة يرتاح بالى وقلبى فيها واستمتع بحريتى وخصوصيتى، كان يرفض بشدة وينهرنى حتى وصل به الأمر للتعدى علىّ بالضرب، وما كان منى غير الصمت وإخفاء عذابى عن أهلى، حاولت أن أعامل حماتى معاملة حسنة أملًا فى أن تنطفئ نار الغيرة والحقد بقلبها وتتغير معى، ولكن فشلت وازدادت حماتى فى شرها وكيدها حتى حولت حياتى لجحيم، فكانت تعاملنى كخادمة استأجرها نجلها لها، تأكدت حينها أنها إنسانة مريضة بالحقد والكراهية.

وعند زيارتى لبيت أهلى كنت أخفى عنهم جحيم حماتى، وأطمئنهم أنى أعيش حياة سعيدة وهادئة حتى لا تنطفئ فرحتهم بزواجى وأملًا فى تغير الحال.

وفى يوم استيقظت مكبرًا كعادتى لأنتهى من أعمال المنزل، لأتجنب خلافاتها معى على كل صغيرة وكبيرة، وأثناء انشغالى فى التنظيف، سمعت صوت حماتى تنادى على نهرتنى فلم يرق لها تنظيفى وطالبتنى بالإعادة من الأول فرفضت، فتعدت علىّ بالضرب والسب، وليس ذلك فحسب عندما عاد زوجى، بدأت فى البكاء وبدموع التماسيح أدعت كذبًا أننى تشاجرت معها وتتطاولت عليها، فانهال على بالضرب حتى سقطت مغشيًا على، سئمت من تصرفاتهما المشينة تجاهى، وقررت الهروب منهما وذهبت لأهلى وأخبرتهم بكل شىء، تحدث معه والدى وطلب منه الطلاق رفض وتطاول عليه، فما كان أمامى غير أعتاب محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق للضرر، للخلاص من شر حماتى وغيرتها المرضية، ومن زوجى عديم الشخصية.