الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة يتلف دماغ الأطفال

فى العالم الذى أصبح رقميًا، يبدو من الطبيعى أن نرى أطفالنا مدمنين على هواتفهم، ويبحثون عن أشكال مختلفة من الترفيه والمعلومات عبر الإنترنت.

 

بينما يبدو أن الآباء أقل إزعاجًا بشأن الاتجاه المتزايد، يعتقد الخبراء أنه من المهم بنفس القدر للأطفال والمراهقين إدارة وقتهم أمام الشاشة بشكل مناسب قبل تطوير إدمان الهواتف الذكية الذى قد يؤثر على الصحة العقلية للأطفال.

 

يؤكد الخبراء على مجموع من الآثار السلبية لإدمان الأجهزة المحمولة والتكنولوجيا القائمة على الشاشة على نفسية الأطفال، وقالوا إن الأطفال والمراهقين يعانون من مشكلات نفسية كبيرة بسبب إدمان الهواتف المحمولة والألعاب وانتشار استخدام الأجهزة الرقمية فى حياتهم اليومية.

 

قالوا كذلك إن التعرض المبكر لشاشة الهاتف والإدمان على الألعاب قد يزيد من قابلية الفرد للإصابة بمشكلات صحية.

 

سلط بحث مستقل أجراه علماء نفس مقيمون فى كشمير، مظفر أحمد، ودانيشوار رسول دار، الضوء على طرق وأساليب استخدام الهاتف المحمول، مما يؤدى إلى إدمان الأطفال.

 

بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من انتشار وباء كورونا، زاد استخدام الشاشة بشكل كبير، خصوصًا بين الأطفال، ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت فيJAMA Paediatrics، ارتفع متوسط الوقت الذى يقضيه الأطفال فى التحديق فى الشاشات بنسبة 52 بالمائة منذ بداية الجائحة.

 

قال الدكتور مظفر أحمد، استشارى علم النفس الإكلينيكى، أثناء حديثه عن الآثار الجانبية للألعاب المحمولة، إنه من منظور نفسى، وجد أن الاكتئاب والقلق مرتبطان بإدمان الألعاب عند الأطفال، ونفس الشىء تم الإبلاغ عن النتائج المتعلقة بالبالغين، يمكن إثارة القلق تدريجيًا لدى المستخدمين بكثافة عندما تكون هواتفهم الذكية غير

متوفرة».

 

تشير الدراسة كذلك إلى أن مشكلات الاتصال أو نقص المشاركة الاجتماعية، ومشكلات الانتباه والتركيز، والمشكلات السلوكية، وتجنب المهام التنموية، وعدم الاهتمام بجوانب الحياة الأخرى، والمشكلات الجسدية، كلها مدرجة على أنها آثار جانبية للألعاب المحمولة وتداعيات الهاتف.

 

قال الأستاذ الدكتور رياز مالك، طبيب الأطفال، فى معرض الإعراب عن قلقه من إدمان الأطفال للهواتف المحمولة، إن الاستخدام المفرط لشاشات الهاتف المحمول يؤثر على نمو دماغ الطفل.

 

أضاف الدكتور مالك: «هناك زيادة كبيرة فى إدمان الهاتف المحمول، ليس فقط بين الأطفال ولكن أيضاً بين البالغين، ولكن هذه الهواتف الذكية عادة ما تترك جوانب سلبية للصحة العقلية لدى الأطفال لأن أدمغتهم فى مرحلة التطور».

 

تابع أن هناك بعض العلامات التى تشير إلى الإدمان على الهواتف الذكية مثل التوقيت غير المناسب للنوم أو القلق أو التعبير عن الغضب أو إظهار السلوك العدوانى أو تفضيل العزلة.

 

حثت د. مالك الوالدين على أن يضرب الآباء مثالًا يحتذى به من خلال قضاء الوقت مع عائلاتهم وأطفالهم بعد أن ينهوا عملهم اليومى.