رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

٩٠ سنة داليدا.. لغز النهاية الصادمة والقبر الأسطوري

دفنت داليدا في قبر
دفنت داليدا في قبر أسطوري

صوت ساحر وأغنيات جميلة لا ينساها الشعب المصري لداليدا صاحبة أغاني "حلوة يا بلدي" و"سالمة يا سلامة" و "أحسن ناس" وبطلة فيلم يوسف شاهين "اليوم السادس".

 

أسعدت داليدا مستمعيها بالغناء والرقص لكن لم تعرف معنى البهجة أبدًا، فوراء تلك السيدة الشقراء التي صدحت يومًا ما بحب أم الدنيا، وولدت في حارة بمدينة شبرا، قصة مأساوية درامية.

 

اقرأ أيضًا.. حكاية غرام «داليدا» و«ميتران» فى فيلم سينمائى

 

نشأة مصرية

ففي مثل هذا اليوم من 90 عامًا، ولدت داليدا في حي شبرا بالقاهرة عام 1933، لأبوين إيطاليي الأصل ولدا في مصر، بعد هجرة أجدادها في بداية القرن العشرين للبحث عن الرزق.

 

حلمت داليدا قبل الشهرة اسم يولاندا كريستينا جيجليوتي، قبل تغييره إلى داليلة ثم داليدا بعد المزج بين الأول والثاني، فازت بمسابقة ملكة جمال (ميس أوندينا) عندما كانت عمرها 18 عامًا، ثم ملكة جمال مصر عام 1954.

 

داليدا

 

الإرث الفني

فتح اللقب المصري، باب الشهرة أمام داليدا فاشتركت في الأفلام المصرية (يوسف وإخوته) و(قناع توت عنخ آمون) و(سيجارة وكاس)، بعدها سافرت إلى فرنسا؛ حيث حولت وجهتها للغناء بعد إقناع من أحد مكتشفي المواهب.

 

وتمتلك داليدا أكثر من 1000 أغنية بلغات متعددة منها الفرنسية والعربية والإيطالية والألمانية والتركية واليابانية، ولديها 12 فيلمًا، وباعت ملايين التسجيلات على مدار مسيرتها المهنية التي استمرت 30 عامًا.

 

داليدا

 

فارسة الفنون

حازت داليدا على ميدالية رئاسة الجمهورية الفرنسية ووسام فارس في الآداب والفنون، بسبب أدائها الرائع وصوتها المتميز، بالإضافة للأسطوانة الماسية و30 جائزة مختلفة من 7 دول، وبعد وفاتها كرمتها فرنسا بوضع صورتها على طابع البريد.

 

داليدا

 

إنهاء حياة في عز النجومية

رغم هذه الشهرة التي لم يحظ بها أي فنان عاصرها، وضعت داليدا في 3 مايو عام 1987حدًا لحياتها، بتناول جرعات كبيرة من المهدئات تاركة رسالة كتبت فيها: "الحياة لم تعد تحتمل، سامحوني، داليدا".

 

ففي ليلة من ليالي الربيع الباريسية، استدعت داليدا صاحبة الـ 54 عامًا أشباح جانبها السوداوي الحزين، وخيباتها العاطفية التي فشلت خلالها في تحقيق حلم الأمومة، وقررت الخلود إلى النوم الأبدي.

داليدا

 

موت وسط العتمة

"فالكأس قد فاض"، يقول شقيقها ووكيل أعمالها الذي كشف أسرار الساعات الأخيرة، مبينًا أن حالها تغير كثيرًا بعدما فشلت علاقتها العاطفية مع الطبيب فرانسوا نودي.

 

وعلى عكس أغنيتها الفرنسية "أريد الموت على المسرح"، اختارت داليدا الموت وحيدة على السرير في عز التألق؛ إذ أطفأت لأول مرة الأنوار التي لازمتها طوال حياتها ونيسًا ضد الظلام، وأزالت المكياج وسرحت شعرها، وارتدت بيجامتها البيضاء ثم خلدت للموت.

داليدا

 

أسباب إنهائها حياتها

التعاسة التي لازمت داليدا منذ صغرها، والحيرة بين يولاندا الشرقية البسيطة وداليدا الغربية المشهورة، وفشل علاقاتها العاطفية التي خلقت فراغًا كبيرًا، والافتقاد للأمومة، ورفض فكرة التقدم في السن، أسباب دفعتها لاتخاذ القرار الأخير في حياتها، يقول أصدقائها.

 

نكسات عاطفية

الفشل والفاجعة عنوان علاقات داليدا العاطفية، فأول زوج لها كان لوسيان موريس، انفصلا بعد عام، وأنهى حياته بعد فترة بطلق ناري بعد فشل زواجه الثاني من سيدة أخرى.

 

بعدها صادقت الرسام جان سوبيسكي، انفصلا بعد عامين، وأنهى حياته بعدها من خلال استنشاق عادم السيارة، لكن الحب الأكثر تأثيرًا في حياة داليدا كان مع المغني الإيطالي الشاب (لويجي تينكو).

 

داليدا

 

دعمت داليدا "تينكو" ليصبح نجمًا ولكنه أنهى حياته بطلق ناري بعدما

فشل في أداء أغنيته في مهرجان "سان ريمو" في يناير 1967، وكانت داليدا أول من اكتشفت جثته غارقًا في الدماء.

 

داليدا

 

حمل من طالب جامعي

وحاولت داليدا بعدها إنهاء حياتها حزنا على "تينكو" ولكن تم إنقاذها، وبسبب خيالات الأخير في ذهنها وسيطرته عليها دخلت في صداقة مع طالب يبلغ من العمر 22 عامًا شبيه بتينكو ومتيم بأغانيه وأشعاره.

 

نتج عن الصداقة حملًا أجهضته بطريقة غير رسمية نتج عنه عقمًا دائمًا، وفسرت داليدا التي كانت حينها تبلغ من العمر 34 عامًا الأمر، بأن الارتباط غير متكافيء، وألهمتها القصة إطلاق أغنية "قد بلغ للتو من العمر 18 عامًا".

 

 

لم تيأس داليدا من البحث عن الحب الذي تفتش عنه، كما صرحت في مقابلة تلفزيونية، ودخلت في علاقة جديدة مع بداية السبعينيات مع شاب يدعى مايك برانت ودعمته حتى صار مغنيًا معروفًا لكنه انتحر في عام 1975.

 

وزاد الأمر سوءا إنهاء صديقها الفنان والمغامر ريتشارد شانفري لحياته، والذي شاركها حفلاتها الغنائية في عام 1983.

 

 

القبر الأسطوري

صنعت الحكومة الفرنسية تمثالًا بالحجم الطبيعي لداليدا على قبرها الموجود في مقبرة مونمارتر بباريس، ورائه جدارية مرسوم عليها سهام بيضاء خلف رأس التمثال تشبه أشعة الشمس، تحيطهما الزهور في مشهد بديع نادرًا ما يحظى به الأموات.

 

 

شاهد فيديو يرصد قبرها..

تمثال نصفي

ووضعت فرنسا تمثالًا نصفيًا مصنوع من البرونز لداليدا، أمام منزلها في مونمارتر حيث عاشت وأطلق اسمها على الساحة، أما صاحب مطعم المجاور لمنزلها والتي كانت ترتديه يوم السبت خلد طاولتها بوضع لافتة كتب عليها "داليدا، هذا المكان لن ينساك".

 

 

سيرة داليدا

أما في عالم التلفزيون والسينما فقد تناول سيرة حياة داليدا مسلسلًا وفيلمًا حملا اسمها، الأول أنتج في عام 2005 ويتكون من حلقتين مدة كلًا منهما 90 دقيقة، وأدت البطولة الممثلة الإيطالية سابرينا فيريللي، وأما الآخر صدر في 2017.

 

 

وحتى يتثنى للتاريخ الحكم على داليدا، وللباحثين اكتشاف سر أيامها الأخيرة، تظل مطربة "أسعد ناس" محفورة في وجدان المصريين كأعظم مطربة غنت عن مصر وأقاليمها الجميلة.

 

شاهد فيديو جنازتها..

 

المزيد حول هذه القصة:

صور نادرة.. داليدا داخل منزلها الباريسي المتحول لمزار سياحي

«الوفد» فى منزل داليدا

داليدا.. الحورية الغامضة التي قتلها الحب