رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صغير على الزواج!

فتاة صغيرة
فتاة صغيرة

تدخل إلى قاعة المحكمة فتاة بدا عليها الإنهاك والحسرة على حالها وبالرغم من صغر سنها إلا أن الحزن حفر علامات على وجهها البرئ.

 

لم تنتظر طويلا داخل قاعة المحكمة المكتظة بالسيدات والأطفال الذين جاءوا للبحث عن حقوقهم المشروعة.

 

 قالت الزوجة المنكوبة: أعيش أقسى انواع الظلم والقهر، فزوجى يشعر بالندم على الزواج ويرغب فى أن يعيش حياته مثل اصدقائه.

 

استكملت الزوجة كلامها قائلة: نشأت فى أسرة متوسطة الحال ولكنها مترابطة لى من الشقيقات ثلاث وأخ وحيد، والدتى ربة منزل كرست وقتها وجهدها لأسرتها الصغيرة ووالدى يعمل ليل نهار لتوفير احتياجات اسرتنا البسيطة وبالرغم من بساطة العيش إلا أن الحب يملأ بيتنا الصغير فوالدى عاشق للتراب الذى تسير عليه أمى يدللها كأنها ابنة له وليست زوجته، يخاف من أن تغضب أو تشعر بأى حزن، فى كل ليلة كان يأتى بالحلوى الخاصة بها ويمنحها لها بعد أن يطبع على جبينها قبلة حارة.

 

مداركى تفتحت على هذه الحياة الجميلة، تمنيت أن أعيش قصة حب تشبه قصة حب أبى وأمى كنت أحلم بفارس الأحلام المحب وعش الزوجية الهادىء وأعيش قصة حب تشبه قصة والدى.

 

تمر الأيام سريعا والتحقت بالثانوية العامة حاولت الاجتهاد لأحظى بفرصة دخول الجامعة، ساعدتنى أمى كثيرا فى تنظيم وقتى حتى تمكنت من الحصول على مجموع أهلنى للالتحاق بكليه التجارة.

 

ومع التحاقى بالكلية شعرت بأن حياتى تتغير حيث تعرفت على زوجى واكتشفت أنه كان زميلى بمدرسة الثانوية وأنه كان يراقبنى دائما رغبة منه فى التعرف والتودد إلىّ مؤكداً حبه لى ورغبته فى الزواج منى، كان هذا أول لقاء بيننا، عدت إلى بيتنا ارتميت فى حضن والدتى أخبرتها بما حدث بعد أن شعرت بارتباكى وتوترى، ومن ناحيتها هدأتنى وطالبتنى بأن أقص عليها كل ما يحدث مع هذا الشاب.

 

فى اليوم التالى كنت أبحث بعيونى عنه فى أرجاء المكان، لكنى لم أشاهده وأصبت بخيبة أمل وقررت أن أنسى ما حدث واعتبره تعارفًا بسيطًا بين أى زميل وزميلة، مضت عدة أيام كنت خلالها قد نسيت ما حدث تماما لأفاجأ به يقف امامى ويطالبنى بتحديد موعد مع أسرتى للتعارف والاتفاق على تفاصيل الزواج.

 

كلمات ذلك الشاب الجرئ سقطت فى قلبى اخترقته فاشتعلت نيران الحب سريعا عدت إلى بيتنا والسعادة على وجهى قلبى يخفق من شدة الفرح اناملى مصابة ببرودة شديدة، أخبرت والدى بطلب زميلى، شعر أبى بسعادتى وطالبنى بعدم التسرع والتعرف على ذلك الشاب جيدا خاصة واننى لم أتحدث إليه مسبقاً.

 

تم تحديد موعد للقاء الأول بين الأسرتين وكان لقاء حارا مليئًا بالضحك والتفاهم كأننا عائلة واحدة. انتهت الجلسة بالاتفاق على تفاصيل الخطوبة، وأبدى أبى موافقته الأولية بشرط أن يتركنا للتعرف على بعضنا والتأكيد على حقيقه مشاعرنا.

 

تبادلنا أرقام هواتفنا المحمولة وبدأنا فى التحدث مع بعضنا وفى كل مرة يزداد قربى وحبى لذلك الشاب الوسيم، وبعد شهرين تمت الخطوبة وكانت من أجمل أيام حياتى، بعد عامين انتهى زوجى من دراسته الجامعية كنت وقتها فى الصف الثانى بالجامعة وفور انتهائى من الامتحانات تم زفافنا فى حفل كبير ضم الأهل والأصدقاء وانتقلت مع زوجى الى عشنا الهادئ الذى أعددناه بمساعدة أسرتنا.

 

اكتشفت بمرور الوقت أن زوجى رقيق المشاعر يحبنى ويحترمنى وبالرغم من غيرتى الشديدة عليه إلا أنه كان يمتصنى ويؤكد لى حبه الدائم، مضت عدة سنوات رزقنا خلالها بولدين جميلين كما تمكنت من إنهاء دراستى الجامعية كانت حياتى هادئة جميله لا تنغص حياتى سوى الخلافات الأسرية العادية والتى كانت تنتهى فى نفس اللحظة فى كثير من الأحيان.

 

بمرور الوقت لاحظت فتور مشاعر زوجى وابتعاده عنى، ظننت أن ضغوط الحياة سبب فى ذلك فلدينا طفلان يحتاجان إلى رعاية واهتمام ومصاريف كثيرة قد تفوق فى بعض الأحيان إمكانياته وبالرغم من حرصى على عدم إنهاك زوجى بطلبات مبالغ فيها إلا أن الوضع ظل كما هو.

 

مضت شهور طويلة أعانى فيها من إهمال زوجى لى ورفضه أن أقترب منه بحجة تعبه وإرهاقه فى العمل، وبمرور الوقت شعرت بالانهيار واشتكيت لأسرته إهماله لى وغيابه الدائم من البيت بحجة العمل، لكن الوضع لم يتغير بل ازداد سوءا وعشت فى جحيم لم أتخيل أن أعيشه، كنت أبكى ليل نهار على حالى وعلى قسوة زوجى معى.

 

ومع استمرار الجفاء بينى وبين زوجى وعدم محاولته تغيير تصرفاته طلبت منه اخبارى أسباب انهيار حياتنا الزوجية، وبعد حديث طويل بيننا اكتشفت أن زوجى يشعر بالملل من الحياة الزوجية وأنه ورط نفسه فى مسئولية بيت وأسرة بالرغم من صغر سنه مؤكدا لى أن اصدقاءه فى مثل سنه لا يحملون من أعباء الدنيا شيئًا. نزل كلام زوجى على قلبى كالصاعقة كدت أفقد وعيى، بكيت كثيرا طلبت منه العودة إلى بيته وأسرته وأن يحمد الله على نعمه عليه، لكنه أصر على وضعه بل ازداد الامر سوءا حيث ترك بيتنا الصغير وانتقل إلى بيت أسرته مرة أخرى.

 

تدخل الأهل بيننا وحاولوا إصلاح الأمر لكنهم فشلوا، طلبوا منى أن أتركه لفترة قصيرة أملا فى أن يعود إلى رشده مرة أخرى لكنه رفض وأصر على عناده ليمر عامان على هذا الوضع عشت خلالهما وحيدة أعتنى بأولادى وأبكى على حالى حتى أصابتنى عدة أمراض مزمنة وقررت التخلص من تلك الحياة القاسية الباردة فأقمت دعوى طلاق للضرر.