«السيسى» يؤكد مكانة العائلة المقدسة لدى المصريين

 

 

 

تزينت الكنائس القبطية بالأضواء والزهور أمس فى احتفالية عيد الميلاد المجيد، ودقت أجراسها لتعلن بدء مراسم ذكرى مولد طفل المذود الذى خلص العالم من الشرور، وجاء كالطيف الذى أطفأ نيران الاضطهاد فى عصور عانت منها البشرية وانتهت بمولد ابن العذراء مريم.

 

احتفالية الكنيسة الإنجيلية بعيد الميلاد المجيد فى قصر الدوبارة

وفى هذا اليوم تُعيد الكنيسة المصرية ذكرى مولد السيد المسيح الذى خرج للعالم من إحدى المغارات القابعة فى بيت لحم بفلسطين، وأقامت الكنيسة الإنجيلية احتفالها الرسمى بحضور الدكتور القس جورج شاكر، نائب رئيس الطائفة، الذى أعلن إصابة الدكتور القس أندريه زكى بفيروس كورونا، وسط مشاركة واسعة النطاق من الفنانين والرموز المجتمعية وممثلى الأحزاب والدولة المصرية.

بينما أنهت الإنجيلية احتفالها، دقت الكنائس الأرثوذكسية أجراسها لتبدأ قداسها الإلهى ومراسم العيد الخاصة بها، والتفت أنظار العالم نحو بديعة البناء «كاتدرائية ميلاد المسيح» فى العاصمة الإدارية، لتتابع الطقوس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يحرص سنويًا على الوجود فى هذه المناسبة بصورة شخصية ليعبر عن مكانة العائلة المقدسة ويوجّه الرسالة الاستهلالية للعام الجديد عبر منبر دينى كبير، وليعكس مدى أهمية العلاقة التى تربط المصريين.

 

مشاركة «السيسى» فى عيد الميلاد المجيد بالعاصمة الإدارية

وقوبل «السيسى» بعاصفة من التصفيق، وحرص على مصافحة عدد كبير من المصلين، مهنئاً إياهم وسط أجواء مليئة بالمحبة والتقدير والحفاوة وفى كلمته قدم التهنئة للحاضرين ولكل المصريين فى هذه المناسبة وعبر عن تمنياته بأن يكون العام الجديد عام خير ومحبة وسلام فى كل العالم وليس فى مصر فقط.

وأكد كعادته على تقديره الشخصى لقداسة البابا تواضروس، وأشار إلى أن هذا الشعور يتأكد فى كل مرة يتابع فيها أحاديث البابا، موضحًا أهمية الدور الذى يلعبه من أجل زراعة المحبة فى الأجيال القادمة وضرورة الترابط حتى لا تنجح عمليات التفرقة.

 

«السيسى» يخاطب المصريين فى كاتدرائية ميلاد المسيح

وأوضح أنه يشعر بقلق المصريين ويلاحظه، ولكن خوف المصريين على البلاد يجعله يشعر باطمئنان، وبعث سيادته برسائل للمصريين مؤكدًا على شفافية قيادة الدولة، ودعا الجميع لعدم الانسياق وراء أناس غير مسئولين ولا يعرفون كافة التفاصيل التى تحدث فى مختلف القضايا، وأضاف أن كل شخص يعرف على قدر مسؤوليته، مثلما لا يعرف أحد فى شؤون الكنيسة أكثر من قداسة البابا.

وطمأن الرئيس الشعب المصرى من خلال الكنيسة، طالبًا ألا يخافوا قائلًا: «ربنا موجود ومش هيسيبنا»، وأكد حرص الدولة المصرية أن تخفف من تأثيرات الأزمة العالمية التى ستغير شكل العالم، وتسير بخطى ثابتة رغم المعاناة الاقتصادية، وأكد أن القيادة السياسية لن تتخذ إجراءات بدون إشراك الشعب، وأننا لن نتخلى عن مصر فى أى محنة.

 

البابا تواضروس يشكر الرئيس ويُشيد بدوره فى نجاح مؤتمر المناخ COP27

ومن جانبه، شكر البابا الرئيس السيسى على حضوره وجهوده من أجل رفع الريادة المصرية بين الشعوب، مُشيدًا بنجاح مؤتمر المناخ (COP27)، الذى أسهم فى تصدير صورة لائقة عن مصر بتاريخها وحضارتها أمام العالم، كما وجه كلمات الشكر لمهنئيه سواء من حضروا صلاة القداس أو من جاءوا للمقر البابوى بالقاهرة للغرض ذاته، وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى، وقيادات ورجال القوات المسلحة والشرطة وقياداتها، والوزراء والمحافظون، ورئيسا مجلسى النواب والشيوخ، ورؤساء وممثلو الهيئات القضائية والرقابية، ومحافظ البنك المركزى وسفراء بعض الدول وكافة المسئولين والشخصيات العامة ورجال الإعلام والصحافة.

 

البابا تواضروس يلقى العظة الروحية فى عيد الميلاد المجيد

ثم تحدث فى موضوع عظة الميلاد والتى حملت عنوان «اجتهد

أن تكون مثمرًا»، كما تناول عدة جوانب روحية بخصوص ذكرى الميلاد المجيد، مشيرًا إلى أن مولود مريم العذراء سيحمل اسمين وهما: «يسوع»، وتعنى مُخلّص: «عمانوئيل»، ويعنى الله معنا، ما يعنى أن «يسوع» جاء من أجل خلاص الإنسان من الخطية، و«عمانوئيل» أنه صار ساكنًا فى حياتنا وقلوبنا، ما يعطينا الطمأنينة والسعادة.

ولكن الميلاد يرسل رسالة أن الإنسان يجب أن يكون ولودًا أو مثمرًا، هل حياتك ولودة أو مثمرة، وأشار إلى أن هناك خمسة أنواع من الثمر: ومنها الذين يقدمون أبناء بالجسد من خلال الزواج الشرعى والمقدس، وعندما يرزقك الله أبناء يكونون أمانة من الله عندك لكى يصيروا نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم، ومنهم الذين يقدمون أبناء من خلال التلمذة والتسليم الإنسانى ونقل الخبرة من جيل إلى جيل بأمانة، وعلى المستوى الكنسى توجد التلمذة الروحية، وأيضًا الذين يقدمون اختراعات واكتشافات جديدة تثرى الحياة وتخدم البشرية، فى شتى المجالات مثال: الزراعة والصناعة، الذين يقدمون مواهب متنوعة فى حياتهم، فى مجالات مثال: الرياضة والفن والأدب، وهذه المواهب لخدمة البشر.

وأيضًا هناك الذين يخدمون فى مجالات كثيرة، مثال: الذين يخدمون ذوى الهمم، والذين يخدمون الأرامل والأيتام، والذين يخدمون فى مجالات الخدمة الاجتماعية، وأيضًا الذين يخدمون فى مجالات الخدمة الطبية.

 

«السيسى» يطمئن على صحة البابا تواضروس الثانى

وأثناء قيام البابا بترديد العظة الروحية بدت معالم الإرهاق والتعب الأمر الذى استدعى جلوسه وإنابة نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادى مراسم القداس الذى انتهى بصورة أقل من كل عام، وفى اليوم التالى المخصص لاستقبال المهنئين لم يستكمل قداسة البابا بسبب تكرار هذه الأزمة الصحية التى لم تفد الكنيسة حتى الآن أسبابها إلا أن الجميع يشير إلى أنه أرهق بسبب نشاط البابا تواضروس خلال الفترة الأخيرة.

لم يمر هذا الموقف على رئيس الجمهورية الذى حرص على الاتصال هاتفيًا بقداسة البابا تواضروس الثانى، ليطمئن على الحالة الصحية لقداسته الذى شكره على اهتمامه ومشاعره الطيبة.

 

احتفالات الأقباط فى الكاتدرائية المرقسية فى العباسية بعيد الميلاد المجيد

وعلى الرغم من عدم مشاركة البابا تواضروس فرحة الأقباط مثل كل عام، توافد عدد كبير منهم ليحتفلوا فى فناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط أجواء مبهجة وشخصيات مجسده لـ«بابا نويل» الذى جاب لتوزيع الحلوى والهدايا، على الأطفال الذين ظلوا يلعبوا كالملائكة وسط ذويهم بالتناغم مع الألحان القبطية وترانيم فرق الكورال الكنسى.