رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

66 عامًا ..أهالي بورسعيد ضربوا أروع صفحات النضال والكفاح الوطني ضد العدوان الثلاثى

بوابة الوفد الإلكترونية

 تحتفل بورسعيد بالذكرى السادسة والستين، من انتصارها على قوى العدوان الثلاثي عام 1956، ومازالت الاحتفالات مستمرة بالعيد القومي للمدينة الباسلة الذي يواكب انتصارها وتصدى أبناؤها لقوى العدوان وضربوا أروع صفحات النضال والكفاح الوطني، وبالعودة لسنوات الاحتلال فقد كانت ملامح الأزمة والحرب.

 

 

 

اقرأ أيضًا.. بورسعيد تحتفل بالذكرى الـ65 لانتصارها على العدوان الثلاثى

 

 

 تفاصيل الذكرى66 على العيد القومي ببورسعيد

 

 وقد بدأت عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تأميم شركة قناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، في خطابه الشهير بمنشية الإسكندرية في 26 يوليو عام 1956 بعد رفض البنك الدولي تمويل بناء السد العالي فقامت إنجلترا وفرنسا بتجميد الأرصدة والأموال المصرية في بنوكها وقرروا الحرب على مصر.

 

 

 وفي 29 أكتوبر عام 56 اتفق قادة الدول الثلاث على تنفيذ الهجوم على أن يبدأ من سيناء عن طريق إسرائيل واشتباك مع القوات المصرية وهو ما يعطي كلًا من إنجلترا وفرنسا الحق بإنذار الدولتين والتدخل بقواتهما لحماية قناة السويس، وأغارت الطائرات البريطانية والفرنسية على بورسعيد فدمرت الأهداف المدنية والعسكرية بما فيها المستشفيات والمدارس ودور العبادة.

 

  وشددت القوات المعادية بإنزال أسلحتها وأفرادها على بورسعيد وخرج أهلها مدافعين عن تراب مصر، وواجهت القوات المعتدية صعوبات كبيرة نظرًا لصمود أبناء المدينة الباسلة في التصدي لهم وكبدوا القوات المعتدية خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات بعد اقتحام هذه القوات لشوارع وحارات بورسعيد.

 

 واستمرت المقاومة الشعبية لأبناء بورسعيد ضد القوات الغاشمة وشكلوا مجموعات فدائية للنيل من المستعمرين وتساقط الآلاف من أبناء المدينة شهداء وهم يتصدون لأساطيل الدبابات والمدرعات العسكرية من القوات البريطانية والفرنسية وشهد العالم ببطولة هذا الشعب العظيم الذي سطر بدمائه وأرواحه أروع صفحات النضال والتضحية، وتناقلت وكالات الأنباء العالمية قصة صمود شعب بورسعيد ضد هذا العدوان.

 

 وعلى مدار 48 يومًا ضرب أبناء بورسعيد أروع صفحات النضال الوطني في الصمود والتحدي للعدوان الغاشم، واضطر مواطنيها للهجرة عبر الطرق البرية والبحرية ببحيرة المنزلة وبقيت مجموعات المقاومة من رجال ونساء وشباب بورسعيد ونظرًا لكثافة العدوان والتدمير فقد انتشرت الجثث في الطرقات والشوارع دفاعًا عن تراب هذا الوطن ودمرت العديد من المنشآت الحيوية بالمدينة.

 

 وبعد أيام العدوان اضطرت القوات المعادية إلى مغادرة بورسعيد عبر قناة السويس وذلك يوم 23 من ديسمبر عام 56 وعادت القطع البحرية الإنجليزية إلى قواعدها في قبرص وتوجه الأسطول الفرنسي إلى مرسيليا وغادرت آخر سفينة بريطانية ميناء بورسعيد في الخامسة من مساء يوم 23 ديسمبر ليكون ذلك هو عيد النصر وعيد بورسعيد التي ضحى أبناؤها من أجل تراب هذا الوطن الغالي.

 

 ولا يمكن أن ينسى شعب بورسعيد قصص البطولة والفداء لأبناء المدينة الباسلة قادت حركة النضال الوطنى الحر منهم من لقى ربه آمنا ومنهم من زال على قيد الحياة يتذكر الشعب تضحياتهم ودورهم البطولى حتى تتعلم الأجيال.

 

 ومن أبطال معركة 56 مصطفى شردي، الذي نقل بكاميراته المجازر في شوارع المدينة، والبطل محمد مهران الذي فقد عينيه تضحية للوطن، والأبطال فتحية الأخرس، وشهرتها "أم علي"، وجواد حسني ونبيل منصور والسعيد حمادة والسيد عسران وطاهر مسعد وأحمد هلال ومحمد حمد الله وعلي زنجير ويحيى الشاعر وشوقي خلاف محمد نصر شحبر وزينب الكفراوى وأمينة الغريب وغيرهم كثيرون.

 

 مصطفى شردى حامل البندقية والقلم:

 فارس الكلمة والبرلماني المخضرم، مصطفى النحاس محمد شردى، الذى لا يمكن أن تنساه بورسعيد حتى الآن فقد استطاع وهو صبي يعمل مع والده الذي كان يعمل محررًا بجريدة "المصري" ،أن يعشق الصحافة التي أعطته الكثير كما أعطاها الجهد والعمل، وفي أثناء فترة العدوان الثلاثى كان "شردى" يغطى أحداث معارك الفدائيين.

 

 في منطقة القناة لجريدة أخبار اليوم ويجول بكاميراته شوارع بورسعيد يصور الأحداث الدامية والهجمات الوحشية على أبناء بورسعيد والقتلى الموجودة بالشوارع وكانت معه بندقية يدافع بها عن بلده ويضرب بها المعتدين، وكان يخفى الكاميرا بين طيات ملابسه يلتقط بها وحشية الاحتلال والتقط صورًا فضحت العدوان وقسوته وارتدى الصحفي الصغير ملابس الصيادين حتى يتمكن من الهرب بالصور إلى مؤسسته عبر بحيرة المنزلة.

 

 بعد أن ركب أحد القوارب الصغيرة حتى

وصل به للقاهرة وسلمها لمصطفى أمين ليحملها بدوره للرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي طاف بها العالم يعرض وحشية الاحتلال وما ارتكبه من آثام وجرائم ضد شعب مسالم ليرى العالم قسوة ما تتعرض له بورسعيد لتكون صور "شردى" التى تناقلتها وكالات الأنباء العالمية أحد أسباب التحرك الدولي لوقف العدوان على بورسعيد والمطالبة بالرحيل.

 

 مجموعة مورهاوس:

 يوم 11 ديسمبر عام 1956، كان يومًا مشهودًا من أيام المقاومة الشعبية لرجال بورسعيد فقد تجاوز العدوان كل حدوده وهدم المنازل وقتل النساء والأطفال وحوّل بورسعيد إلى ثكنة عسكرية وقررت مجموعة من الفدائيين، أبناء بورسعيد الرد على هذه الأفعال بعمل كبير يرد لهم اعتبارهم واجتمعت مجموعة الأبطال، التي ضمت علي زنجير وأحمد هلال ومحمد حمد الله وطاهر سعد وحسين عمان ومحمد سليمان واتفقوا على خطف الضابط الإنجليزي مورهاوس ابن عمة ملكة بريطانيا ليردوا اعتبار المصريين.

 

 

 ورصدت مجموعة الفدائيين تحركاته اليومية، وانتظروه في شارع رمسيس داخل سيارة سوداء كان رقمها (57 قنال) وكلفوا أحد الأبطال باستدراج الضابط الإنجليزي وكانت الساعة السابعة صباحًا وعند تقاطع شارعي رمسيس مع صفية زغلول قابله الطفل، وأخذ يسبه بعنف فقام الضابط بركوب سيارته الجيب وجرى وراء الطفل محاولًا الإمساك به، ووصل الطفل إلى أسفل أحد المنازل بشارع جانبي ونزل الضابط محاولًا الإمساك به وضربه وفي لحظة سريعة.

 

 وحسب الخطة الموضوعة انقض عليه الفدائيون أمسكوا به، ووضعوه داخل السيارة السوداء التي كانت تتبعهم وقاموا بتكميمه وانطلقوا مسرعين إلي شارع النهضة ثم شارع عرابي وأثناء سيرهم قابلتهم دورية إنجليزية، فاضطروا إلى الدخول إلى بلوكات النظام من الباب الخلفي وأحضروا صندوقًا حديديًا ووضعوه بداخله حتى يتمكنوا من الهروب به من دون أن يعترضهم أحد وتم وضعه مع بعض مهمات داخل سيارة شرطة على أنه مهمات، واتجهوا به إلى منزل الدكتور أحمد هلال وهو منزل مواجه لأحد مراكز القيادة البريطانية وكان من المستبعد أن يفكر البريطانيون أن ضابطهم موجود داخل هذا المنزل.

 

 وفرضت القوات البريطانية حصارًا على المنطقة وقرروا حظر التجوال وعدم تحرك أي فرد في الشوارع ولم يتمكن الفدائيون من الوصول إلى صندوق (مورهاوس)، الذي كان موجودًا فيه وعندما وصلوا إليه وفتحوا الصندوق وجدوه ميتًا لم يجدوا مفرًا من أن يقرروا دفنه أسفل سلم المنزل وبعد مداولات كبيرة قررت مجموعة الفدائيين تسليم جثة (مورهاوس).

 

 بعد أن قررت القوات المعتدية وقف إطلاق النيران والانسحاب من بورسعيد بلا عودة وتم تسليم الجثة للقوات الدولية وللجنة التي شكلها مجلس الأمن وهكذا كان خطف (مورهاوس) بواسطة مجموعة الفدائيين المصريين أحد أسباب الرضوخ لقرار الأم المتحدة وأظهر حجم المقاومة الشعبية وما لاقته القوات المعتدية من بسالة وكفاح.