رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المفتى: "حب الوطن أمر ثابت وراسخ في النفس بالفطرة"

الدكتور شوقي علام،
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية

 قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن معاني الرحمة من نقاء المعدن وسمو الروح ونبل الطبع قد بلغت نسقها الأعلى في رسول الله صل الله عليه وسلم، واكتملت شمائله ونضجت فضائله، فكان مظهر رحمة الله تعالى للخلق كافة، قال الله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ [الأنبياء: 107].


 جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن النبي صل الله عليه وسلم كان مصدرًا للرحمة، وباعثًا لها، ومتخلقًا بها في جميع أحواله، خصوصًا مع المخالف، إذ أمر بحسن معاملته ومنع من انتقاصه ولو بكلمة.

 

 اقرأ أيضًا.. مفتي الجمهورية يكشف حاجة الأمة إلى جهود أهل العلم والعلماء


 استعرض فضيلة المفتي بعض النماذج التي وقعت أثناء فتح مكة وعززت مبدأ الرحمة والسماحة والعفو، منها قول رسول الله صل الله عليه وسلم: «الْيوم يوم المرحمة» ردًا على قول أحد الصحابة: "الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ".


 وأوضح فضيلته كيف تعامل صل الله عليه وسلم مع من أذوه وأخرجوه وظاهروا على إخراجه وإيذائه، فلم ينكل بأهل مكة عندما فتحها، فقط سألهم: «ما ترون أني فاعل بكم؟» فأجابوه: "خيرًا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم"، فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء»، فهذا هو قمة العفو مع المقدرة، لم يعتب ولم يمن عليهم بالعفو، بل عفا وسامح ودعا بالرحمة والمغفرة، ليكون مثالًا لمن يأتي بعده، لأن أفعاله وأقواله أصبحت تشريعًا ودستورًا للمسلمين وغيرهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


 شدد فضيلة المفتي على أهمية دراسة السيرة النبوية العطرة واستلهام العِبر منها، وعلى أهمية تربية النشء عليها مؤكدًا أنها مغذية للجانب الروحي عند الإنسان.


 ولفت فضيلة مفتي الجمهورية أن النبي صل الله عليه وسلم جاء للبناء والعمران، ولم يأتِ لإقصاء أحد ولا للصراع مع أحد، ومن حاد عن هذه الأفكار أو حاول هدم التراث الإنساني فهو يحيد عن سيرته العطرة.

 

 وأكد فضيلة مفتي الجمهورية ضرورة المحافظة على المقاصد الشرعية، وهى المقاصد التي تبحث في المقصود من أوامر الشرع الشريف ونواهيه، وتتلخص في حفظ خمسة أمور: الأديان، والنفوس، والعقول، والأعراض التي تعني الكرامة الإنسانية، والأموال.


 وعن أهمية مراعاة المقاصد الشرعية أضاف فضيلته: "وهذه

المقاصد ترسم ملامح النظام العام وتمثل حقوق الإنسان، وتكشف عن أهداف الشرع العليا وسمات الحضارة بما يجلب المصالح الحقيقية للخلق عامة، لذا أجمعت كل الملل والعقول السليمة على وجوب المحافظة عليها ومراعاتها في كل الإجراءات والتشريعات.

 

 وأوضح فضيلة المفتي أن المنهجية العلمية للشرع الشريف والمأخوذة من القرآن والسنة قد عمل العلماء على ترسيخها عبر العصور، ومن بين سماتها التواضع واحترام رأي الآخرين وعدم المصادرة على أقوالهم، وهى تصب في صالح التدين الصحيح، وتحقق الأمن المجتمعي، الذي به تستقر المجتمعات، وهو منهج الرسول صل الله عليه وسلم كما نرى ذلك جليًا في سيرته العطرة، مشيرًا إلى أن هذه المنهجية أثبتها الشافعي حين قال: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

 

 أكد فضيلته حب الوطن قائلًا إن حب الوطن متأصل عن النبي صل الله عليه وسلم، فهو أمر ثابت وراسخ في النفس بالفطرة، والإسلام لا يتعارض مع الفطرة، فالرسول صل الله عليه وسلم أحب مكة باعتبارها وطنه الذي نشأ فيه، على الرغم من إيذاء أهلها له، حتى إنه رغم كل هذا الإيذاء خرج منها وقلبه متعلق بها تعلقًا تامًا، قائلًا قولته الشهيرة: "والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلى نفسي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، فضلًا عن أن التشريع ربط كثيرًا من الأحكام بالوطن، كقصر للصلاة، ورخصة للفطر، وغيرها من الأحكام، وذلك لأن مفارقة الأوطان عسيرة مما يدل على عِظم الوطن وفضله.