رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«الضاحك الباكى».. دراما تؤرخ ً لتاريخ مصر فى خمسين عاما

المخرج محمد فاضل
المخرج محمد فاضل

"احترام العقل الجمعى للجمهور".. أمانة ظل المخرج الكبير محمد فاضل يحملها ويقدمها هدفا أساسيا فى أعماله الفنية، وظل يرددها فى كل محفل، مناديا جهات الإنتاج المصرية بضرورة الحفاظ على عقل الجمهور واحترامه، وتقديم ما يتناسب معه حفاظا على مستوى الدراما المصرية الذى بذل صناعها مجهوداً كبيراً للحفاظ عليها لسنوات طويلة.

 

محمد فاضل صاحب رسالة حقيقية وهى احترام عقلية المشاهد، قدمها فى كل أعماله سينمائية كانت أو تليفزيونية، وخلال أعماله الكثيرة "القاهرة والناس" 1972، و"أبنائى الأعزاء شكرًا" 1979، و"وقال البحر" 1982، و"أبوالعلا البشري" 1985-1996، و"عصفور النار" 1987، و"الراية البيضا" 1988، و"أنا وأنت وبابا فى المشمش" 1989، و"النوة" 1991، اهتم بأن تكون أولى أولوياته تقديم أعمال فنية تبقى فى ذهن المشاهد، لذا ظلت أعماله كلاسيكيات للدراما المصرية حتى الآن.

سعيد بالنجاح الذى حققه مسلسل «الاختيار» وفيلم «الممر»

المخرج محمد فاضل

يعود المخرج الكبير للدراما التليفزيونية بمسلسل "الضاحك الباكى" الذى يرصد فيه السيرة الذاتية للفنان الراحل نجيب الريحانى، ويقدم خلال العمل بانوراما تاريخية من سيناريو الكاتب الكبير محمد الغيطى ويشاركه عدد كبير من نجوم الفن لتقديم عمل يضيف إلى مشواره الفنى الطويل.

 

لفت المخرج الكبير إلى شعوره بالاطمئنان بعد توليه القيادة السياسية أهمية خاصة لصناعة الدراما التليفزيونية.. وفى حوار لـ"نجوم وفنون" يقدم المخرج القدير "روشتة" لتقديم دراما تكون على قدر التطوير مع "الجمهورية الجديدة"، ويكشف أيضا عن كواليس مسلسل الجديد.. فإلى نص الحوار.

 

● عدت لاستديوهات الدراما بمسلسل "الضاحك الباكى".. حدثنا عنه؟

- المسلسل يقدم صورة مصر فى الفترة بين عامى 1900 و1949، ويبدأ بتقديم نجيب الريحانى فى عمر 11 سنة، نظرا لأهمية فترة صباه ومعاناته على المستويين الاجتماعى والسياسى، الأمر الذى يميز أعماله بالكوميديا السوداء، وأعجبنى فى المسلسل أن نجيب الريحانى يتميز بكونه من أسرة مصرية من الطبقة الوسطى لذا نستطيع من خلاله أن نوضح الحياة المصرية لتلك الفترة والعلاقات الاجتماعية، وأنا تحمست جدًا للعمل بمجرد أن عرضه علىّ المؤلف محمد الغيطى، لأن السيناريو به ميزة نادرًا ما تكون موجودة فى هذه الأيام أنه قد كتب بالكامل.

المخرج محمد فاضل

«مجلس الحكماء» روشتة لإنقاذ هيبة الدراما المصرية

 

● معنى ذلك أن العمل لن يكتفى بمناقشة الحياة الفنية للفنان الراحل؟

 

- بالطبع، أنا لا أقدم سيرة ذاتية بقدر تقديمى الحياة الاجتماعية فى هذه الفترة، حيث نقدم الحياة السياسية التى عاصرها نجيب الريحانى، والأحداث التى عايشها مثل ثورة 1919، والحربين العالميتين الأولى والثانية، ودستور 1923، والاحتلال الإنجليزى لمصر، ونشاهد عصره الفنى والفرق المسرحية العديدة التى تواجدت فى تلك الفترة مثل فرقة عزيز عيد وجورج أبيض، وكذلك شخصيات سلامة حجازى، سيد درويش، وكيف كان دور نجيب الريحانى فى حياة سيد درويش الفنية، وكذلك روزاليوسف ويوسف وهبى وأم كلثوم، كل هذا الزخم الفنى فى تلك المرحلة سواء الموسيقى أو المسرح، بالإضافة إلى تأثير الفترة السياسية على الحياة الفنية والكاتب تطرق إلى هذه العلاقة وكيف استطاع الفن أن يكون له دور فى الحياة السياسية فى هذه الفترة.

المخرج محمد فاضل

● ما الصعوبات التى واجهتكم خلال الإعداد للمسلسل؟

- المسلسل من النوعية التاريخية، وهذا المسلسل يعد صعب فى التنفيذ لأنه ملىء بالتفاصيل منذ مائة عام، وبالرغم من تقديم أعمال فى حقبات زمنية فائتة مثل كوكب الشرق أو سنوات الحب والملح، أو الناصر صلاح الدين ولكن يعد تفاصيل هذا المسلسل الأصعب لأننا نحاكى شخصيات وأماكن معروفة لدى الناس. وتتمثل مشاكله فى عدم وجود الأماكن القديمة كالمسارح والشوارع، وأعتقد أننا تغلبنا عليها بمساعدة الشركة المتحدة للإنتاج الإعلامى، وشركة "عين" للإنتاج الفنى، حيث يضم المسلسل مشاهد فى الديكورات ومشاهد تصوير خارجى، وأنا سعيد بالتعاون مع مجموعة فنية على أعلى مستوى للحفاظ على دقة الديكور والملابس، كما يلعب المكياج دورا رئيسيا فى المسلسل.

الفن ليس مشروعاً تجارياً.. ويستثمر فى العقول بشكل أكبر

 

● كيف تقيم أعمال السير الذاتيه فى الدراما التليفزيونية؟

- المبدع الذى يقرر تقديم عمل سيرة ذاتية فى عمل درامى سينمائى أو تليفزيونى أو مسرحى، لابد أن يعلم أنه يختلف عن العمل التسجيلى المقدم عن الشخصية. وحتى ينجح العمل لابد أن تكون هناك رسالة وهى توضيح لماذا اخترت الشخصية وما سبب تقديمها، وليس الاعتماد فقط على تقديم تاريخ حياته، وعلى العموم الأفضل على الإطلاق الحكم على أى عمل فنى قبل تنفيذه لأن هذا قتل لحرية المبدع.

«الضاحك الباكى».. دراما تؤرخ ً لتاريخ مصر فى خمسين عاما

إسماعيل يس قدم دراما وطنية فى أفلامه.. والتوظيف الدرامى الصحيح هو ما يحترم عقلية الجمهور

 

● وما الروشتة التى تراها لتطوير صناعة الدراما التليفزيونية؟

أعتقد أن الأيام القادمة ستكون بشكل كبير فى مصلحة الدراما، بعدما أعلنت القيادة السياسية اهتمامها بالموضوع على حساب الربح وهذا ما كنت أنادى به دائما، وأعتقد أن استثمار العقول هو الهدف الأول فى الروشتة، ليس المطلوب من الفن أن يحقق إيرادات فقط، هناك فن هدفه التوعية.

● فى رأيك ما القضايا الملحة التى يجب أن تناقشها الدراما خلال الفترة القادمة؟

- الدراما المصرية عاشت حالة احتكار لفترة طويلة ضد الإبداع الفنى، تجد الإبداع من وجهة نظر واحدة، وهناك قضايا مثل علاقات مصر مع الدول وكذلك معركة البناء والتعمير الداخلى وإصلاح السكة الحديد والطرق والكبارى ومعركة الكورونا الأصعب، كل ذلك مع الحرب ضد الارهاب، هنا دور الإعلام والدراما لا يقل عن دور الجيش لابد من وجود استراتيجية لرصد حالة البناء التى تقوم بها مصر حاليا، اليوم نحن نعيش عصر مصر الجديدة لابد من الإشارة إلى كل ذلك.

«الضاحك الباكى».. دراما تؤرخ ً لتاريخ مصر فى خمسين عاما

● كيف يتم تنفيذ ذلك؟

- من خلال عمل "مجلس حكماء" من المبدعين بكافة أنواعهم، مفكرين وأساتذة علم نفس وإعلام ومؤلفين ونقاد ومخرجين وممثلين ومنتجين، وتحديد جهة أساسية يتم إرسال النصوص لها ويتم اختيار الموضوعات الحقيقية، التى يجب مناقشتها، وهى لجان شرفية لإصلاح الدراما، ووضع هيكل وأساس، أيضا الدولة من حقها ان تطالب المبدعين بمناقشة المشاكل وكذلك مناقشة الإيجابيات، أتمنى إيجاد مسلسلات تناقش مبادرة "حياة كريمة" او "العشوائيات وتغيرها لحى الأسمرات"، أو من حفروا قناة السويس، كل هذه الموضوعات قضايا لابد من تقديمها.

● فى رأيك هل إقحام الإعلانات يمثل أزمة فى الدراما التليفزيونية؟

- نحن لن نخترع العجلة، لابد من التعرف على العالم الرأسمالى وكيف يتعامل مع هذه الأمور، يعرفون قيمة تليفزيون الدولة وأهميته والقواعد التى يضعونها، لابد أن تعرض الأعمال الفنية دون إعلانات، وأنا اقول إن هناك افتراسا للدراما التليفزيونية وهذا ضد قانون حقوق الملكية الفكرية والأدبية للفنان، وقالها من قبلى الموسيقار عمار الشريعى، كيف نعرض موسيقى رومانسية ويتم اقتطاعه من أجل إعلان.

وأريد أن أذكر أن الصين فى يناير 2012 أصدرت قانون بمنع قطع الأعمال الفنية، والـ«بى بى سى» قررت منع قطع الدراما الا بعد 45 دقيقة، أى قطع الفيلم مرة واحدة والدراما التليفزيونية ممنوع نهائى، وفى أمريكا القطع كل 15 دقيقة لمدة لا تزيد على 3 دقائق ومن يحدد مكان القطع المؤلف والمخرج، ويحددها فى السيناريو.

أيضا هناك قرار واضح من الكونجرس الأمريكى، يمنع عرض اعلان يشارك فيه بطل أو نجم العمل واعتبروه غشا تجاريا، لأن الإعلان بهذه الطريقة يفكر فيه الجمهور 45 دقيقة، والقانون موجود فى مصر لكن لا يتم تطبيقه.

المهزلة الإعلانية أضاعت هيبة الدراما، هذه المهزلة تسببت فى إهدار مستوى الفن، وأتمنى أن تنتهى قريبا خاصة فى الدراما الرمضانية.

● بمَ تفسر.. ما زالت أعمالك القديمة تحقق نجاحا كبيرا أثناء عرضها؟

- العمل الفنى يستمر لأنه يخاطب اشياء اساسية فى الإنسان وهى الصراع، وفى الدراما التليفزيونية لابد أن تكون الرسالة موجودة دائما، لأن العمل الفنى عندما نقدمه نحن نخاطب جيلا بأكمله يكبر ويأتى بعده جيل يحتاج أن يتربى على قيم ومبادئ ومعتقدات، وهنا دور الدراما أن تساعده وتوضح له ما يمكن أن يدركه وما يجب أن يتركه.

هناك مسلسلات أتمنى إذاعتها لأنها تناقش قضايا مهمة مثل: أزمة الزيادة السكانية فى مسلسل "وما زال النيل يجرى" منذ عام 1990 تأليف الكاتب أسامة أنور عكاشة وإخراجى، ومسلسل "السائرون نياما"، و"سنوات الحب والملح" الذى يناقش صعود الإخوان من ثورة يوليو حتى عام 1976.

«الضاحك الباكى».. دراما تؤرخ ً لتاريخ مصر فى خمسين عاما

● من يثير إعجابك من المخرجين الآن؟

- يعجبنى كثيرا تامر محسن، كاملة أبوذكرى، هانى خليفة، وسامح عبدالعزيز وأحمد مدحت مرسى، هم مخرجون أصحاب رؤى، وأحيانا يكتبون لأنفسهم لأنهم يهتمون بأدواتهم كثيرا، ويهتمون بالتفاصيل.

● وكيف ترى تقديم الدراما الوطنية؟

- سعدت كثيرا بالنجاح الذى حققه فيلم «الممر» ومسلسل «الاختيار» بأجزائه المختلفة، لأن الدراما الوطنية يجب ان نقوم بتعبئة المشاهدين بشكل اجتماعى وكوميدى ودينى.

الأعمال الوطنية قدمها اسماعيل يس فى قالب كوميدى، وقدمت «فى بيتنا رجل» كقالب رومانسى يجذب الجمهور ويشعره بالوطنية، الموضوع لا علاقة له بالشكل الفنى المقدم، حب الوطن فرض، ولكن تقديم الأعمال بشكل يتم توظيفه بشكل يحترم عقلية المشاهد هذه هى القضية.

●  وما العمل الذى تتمنى تقديمه؟

أتمنى تقديم عمل دينى عن شخصية ابن رشد فهو يعمل على إعمال العقل، وهذا هو الدين، وهناك موضوعات تناقش القيم الدينية بشكل اجتماعى، قيمة العمل والفكر والدين، والقرآن ملىء بالقيم الدينية الجميلة، فأنا عندما قدمت مسلسل «صيام صيام» ناقشنا فيه قيم الصيام بشكل مفيد.