خيانة السند
يستكين الرجل في أقسى لحظات الوهن إلى السند.. إنه دار الأمان حينما تكون البيوت خربة، باب الضوء الخافت عندما تظلم الليالي بفواجع الأقدار، وعلى عتبات الزمان هناك الكثير من الحكاوى، والجرائم البشعة، والتي هشمت ما تبقى من ألفة وعشرة سنوات لتكن الفصل الأخير، لثنائي تقاسما لقيمات بنكهة الهناء، والشعور بالدفء لتعينهم على مشقة رحلة الحياة.
اقرأ أيضًا: استمرار حبس المتهم بقتل صاحب كشك فى حلوان
ولكن في ليل داجٍ وقعت الصاعقة واستفاق الوعي الإنساني في حلوان، على جريمة تقشعر لها أبدان البشرية جمعاء، حينما ألقى ولاء زايد "صيدلي حلوان" من شرفة منزله مما أدى إلى وفاته في الحال، وسالت دمائه على الأرض، لتكتب النهاية التي أسدلت الستار على وجع وحبس للأنفاس وتهديدات مروعة.
إنها الجريمة مكتملة الأركان، بمساعدة زوجة الصيدلي ووالدها وشقيقها، وثلاثة من أصدقائهما، وذلك باستخدام العنف، والتهديد ضد الصيدلي المجني عليه، بغية إجباره على تطليق زوجتيه الأولى والثانية رغما عنه، بسبب نشوب خلافات بين كل من المتوفي وزوجته الأولى، وهو ما أدى إلى زواجه بالثانية.
"يا جماعة أنا عندي بلطجية بالبيت.. محتاج حد يلحقني أرجوكم حد يجي يقف معايا" وهي الكلمات التي أطلقها "صيدلي حلوان" حينما ضاقت النفس وتهاوت القوى أمام التهديات والوعيد.. وهو ما جعل الرجل يُضحي بنفسه بغية الخلاص، وكأن الحياة أصبحت لا تساوي مثقال حبة من خردل.
اللحظات الأخيرة في الحياة لم يكشف عن فحواها أي إنسان منذ بداية الخليقة، ولكن أي نوع من التهديد تعرض له "صيدلي حلوان" ليتم
أمر النائب العام بالأمس بحبس سبعة متهمين هم زوجة صيدلي بحلوان ووالدها وشقيقاها وثلاثة من أصدقائهما؛ لاتهامهم باستعراض القوة، والتلويح بالعنف، والتهديد بهما، واستخدامهما ضد الصيدلي المجني عليه بقصد ترويعه وتخويفه بإلحاق الأذى به والتأثير في إرادته؛ لفرض السطوة عليه وإرغامه على القيام بعمل، وكان من شأن ذلك الفعل والتهديد إلقاء الرعب في نفس المجني عليه وتكدير سكينته وطمأنينته وتعريض حياته وسلامته للخطر، فضلًا عن حجزهم المجني عليه بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا؛ وذلك على إثر خلافات بينهم وبين المجني عليه تطورت إلى ارتكابهم تلك الجرائم في حقه، وانتهت بسقوطه من شرفة مسكنه ووفاته.
موضوعات ذات صلة:
مصرع صاحب فرن في مشاجرة بحلوان