رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انطلاق فعاليات مهرجان خريف ظفار وسط اهتمام عُمانى بتنفيذ الاستراتيجية السياحية

بوابة الوفد الإلكترونية

تعد السياحة واحدة من أهم الركائز الاقتصادية فى معظم دول العالم، وتأتى سلطنة عُمان فى مقدمة الدول التى تعطى الأولوية لتنمية وتطوير مواردها الطبيعية، وتعمل على ترويج لقوتها الناعمة المتمثلة فى الإرث الثقافى والطبيعة الخلابة التى تجذب وتأسر الألباب، وذلك لتحقيق الرخاء والرفاهية للمجتمع.

تتبع وزارة السياحة العمانية خططا لزيادة عدد الزوار الدوليين إلى أكثر من الضعف خلال العقدين المقبلين، كجزء من استراتيجيتها الوطنية الجديدة للسياحة 2040، حيث تهدف إلى جذب أكثر من خمسة ملايين زائر دولي، بالإضافة إلى السياح المحليين، ما يجعل السياحة واحدة من أهم مصادر الدخل فى السلطنة، بما يزيد قليلاً على 6 فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى السنوي.

رسالة السياحة العُمانية: تنوع الاقتصاد وإيجاد فرص عمل 

وتأمل السياحة العمانية ان يسهم تنفيذ استراتيجية السياحة فى زيادة عدد الوظائف المرتبطة بالقطاع حتى عام 2040م، لتصل إلى أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وزيادة حجم الاستثمارات المتوقعة فى الفترة من 2016 إلى 2040 لتصل إلى 19 مليار ريال عمانى 12% منها استثمارات من القطاع العام، وزيادة مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى كحد أدنى 6 % بحلول عام 2040م، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد المحلى وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لتصل إلى 1200 مؤسسة حتى عام 2040م، حيث يبلغ عددها حاليا 99 مؤسسة، وتحسين نوعية الحياة لمستقبل أفضل وتقوية الاعتزاز بالهوية العمانية.

تتمثل رسالة السياحة العمانية فى تنوع الاقتصاد وإيجاد فرص عمل من خلال تقديم تجارب سياحية ثرية بطابع عماني، وأن تصبح السلطنة فى عام 2040م من أهم المقاصد السياحية التى يزورها السائح لقضاء الإجازات، وللاستكشاف والاجتماعات؛ وأن تجذب 11 مليون سائح دولى ومحلى على أقل تقدير، ومن المبادئ التوجيهية للتطوير السياحى فى السلطنة تحسين نوعية حياة المواطنين العمانيين، وترسيخ ثقافة السلطنة وتراثها وتقاليدها، بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها.

موسم «استثنائي» لفعاليات خريف ظفار هذا العام

تكتسب فعاليات مهرجان خريف ظفار لهذا العام والذى بدأت فعالياته أمس الخامس عشر من يوليو وتستمر حتى31 أغسطس، أهمية كبيرة كونها تبرز مكانة عُمان السياحية على المستوى الخليجى والعربى والدولى من جهة، ومن جهة ثانية تعتبر إحدى الأدوات المساهمة فى تنفيذ الاستراتيجية السياحية للسلطنة، ومن جهة ثالثة تقدم تجربة متكاملة للزائر تبرز فيه مقومات محافظة ظفار وتقدم كافة المنتجات السياحية التى تجسد هذه المقومات.

ولعل ما يجعل من هذا الموسم السياحى استثنائيا أنه يأتى بعد توقف ومع الجهود المبذولة لتسريع تعافى القطاع السياحى، وهو ما ينعكس على هوية الموسم لهذا العام والذى اتُّخذ شعار "خريف ظفار" وهو ما يبشر بأن يكون موسم الخريف بمثابة عنوان رئيسى تندرج تحته فعاليات تلبى كافة التطلعات والأذواق مع تقديم خيارات أكثر للسيّاح والزائرين.

«خريف ظفار» جنة الله فى أرضه

خريف ظفار الذى يتميز بهطول الأمطار الموسمية القادمة من أعماق المحيط الهندى لمدة 3 أشهر، وهو ما يجعل هذه المنطقة تتحول إلى بساط أخضر يمتد من صرفيت غربًا إلى سمحان شرقًا بطول 400 كيلو متر، لتكون جنة الله فى أرضه بلا منازع، فى الوقت الذى تكون فيه درجات الحرارة فى مختلف العواصم الخليجية- بما فيها مسقط - ما بين الأربعين والخمسين، فى مثل هذه الأيام من كل عام. 

ثم يأتى بعد الخريف فصل اسثنائى آخر وهو فصل الربيع، عندما تتوقف الأمطار وينقشع الضباب وتزهو الطبيعة الريفية الخلابة بجمالها الأخّاذ، فيما يحلو للبعض بوصفها بـ«سويسرا الخليج». ولعل اللبان الظفارى الذى كان يشكل العمود الفقرى للتجارة فى هذه المحافظة ويعد رمزها الأبدي، وكذلك الشواطئ الرملية ذات اللون الفضي، أفضل ما يميز ظفار فى الفصول الثلاثة بعد الخريف. 

وكشف الدكتور أحمد بن محسن الغسانى رئيس بلدية ظفار، رئيس اللجنة الرئيسية لخريف ظفار 2022، وبحضور خالد بن عبدالله العبرى مدير عام التراث والسياحة فى محافظة ظفار، عن تفاصيل فعاليات موسم خريف ظفار والتى ستتضمن قرية تراثية بمنطقة الحافة، ومعارض استهلاكية وعروضا استعراضية ومسرحية وحفلات غنائية وفعاليات للأطفال والأسر فى الحدائق العامة، إضافة إلى مهرجانات الطعام وعروض للسيارات ومسابقات للرماية.

محافظة ظفار كوجه سياحيّة مهمة 

وقال الدكتور أحمد بن محسن الغسانى رئيس بلدية ظفار، إنّ المحافظة تعدُّ وجهة سياحية معروفة محليًا وإقليميًا، حيث كان مهرجان صلالة السياحى من المهرجانات السياحية الأولى فى المنطقة، والذى ضمَّ الكثير من الأحداث والفعاليات التى أظهرت محافظة ظفار كوجه سياحيّة مهمة. وأضاف: «لدينا تصوُّر واضح وخطة لهيكلة الهوية التسويقية لهذا الموسم والمواسم القادمة، وصولًا لبناء هوية تسويقية متميّزة نُعزز من خلالها الهوية بتقديم تجربة استثنائية للسائح تشمل الاستمتاع بالطبيعة والمناخ، والاستجمام، والتسوُّق وحضور الفعاليات، والسياحة بمختلف أنواعها كسياحة المغامرات، والسياحة الثقافية وغيرها». 

وأشار رئيس بلدية ظفار إلى أنّ محافظة ظفار تزهو بالكثير من الميزات، وأهمها الطقس الاستثنائى فى فصل الخريف؛ حيث الرذاذ اللطيف، ودرجة الحرارة المنخفضة نتيجة الرياح الموسمية التى تهبّ كل عام، لذلك تأتى الهوية البصرية لخريف ظفار هذا العام لتنطلق من الطبيعة وتحتفى بها، لذا توجّب على الشعار أن يُترجم هذه الفكرة بأن يكون شعارًا حرًا عفويًا فيه من خصال الطبيعة.

وأكّد رئيس بلدية ظفار أنّ الهويّة الجديدة «خريف ظفار» نابعة من الإيمان بالمكونات الطبيعية والحضارية للمحافظة، والبنية الأساسية التى تتطوَّر كل عام، مع خطط طموحة لتوسيع الفرص الاقتصادية لهذا الموسم المميّز فى هذا العام والأعوام المقبلة، كما أن هذه الهوية الجامعة تستوعب تطوير هويّات فرعية بأسماء الأنشطة والولايات. واستعرض فى المؤتمر أبرز فعاليات موسم خريف ظفار لهذا العام، حيث كانت الاستراتيجية فى توزيع الفعاليات والنشاطات على عدة مواقع وعدم حكرها فى موقع واحد فقط؛ ما يُعطى السائح الفرصة لخوض تجارب مختلفة.

القرية التراثية والعروض الحيّة تجسّد الثقافة

العُمانية

وأشار الدكتور أحمد بن محسن الغسانى رئيس بلدية ظفار، إلى أنّ القرية التراثية فى الحافة ستشتمل على العديد من النشاطات لتجسّد البيئات الظفارية، كما ستضمّ مسرحًا للفنون والفعاليات، ومطاعم شعبية للوجبات العُمانية، وأسواقًا تراثية متنوعة ومعرضًا للنحّالين العُمانيين ومعرضًا للحرفيين والحرفيات، كما ستُقام عروض حيّة تجسّد الثقافة العُمانية، كما ستضم ساحة أتين «أتين سكوير» معرضًا استهلاكيًا، ومساحة للألعاب الكهربائية والألعاب الهوائية، وعليها ستُقام عروض الإضاءة والليزر، إلى جانب عروض طائرات دون طيّار (الدرونز)، كما ستضمّ مسرحًا متنقلًا، والعديد من المطاعم والمقاهى المتنوعة.

وأضاف الدكتور «الغساني» أنّ الحدائق العامة بمحافظة ظفار ستضمّ العديد من الفعاليات منها «حديقة عوقد العامة»، إذ ستُقام فيها ألعاب الخفة والاستعراض، والأشجار المضيئة، والفندق المسكون، ولعبة المتاهة، وقسم السينما المفتوحة للأطفال، ومطاعم ومقاهٍ متنوعة، أما «حديقة صلالة العامة» فستضم معارض متنوعة للأسرة وقرية اللبان وعروضًا بهلوانية وألعاب خفة ومتاجر بيع الهدايا والفخاريات ومسرحًا لفعاليات منوّعة والعديد من المطاعم وألعاب الأطفال.

وأكّد الدكتور أحمد بن محسن الغسانى أنه سيتم تنظيم فعالية «مطبخ الشعوب» فى «حديقة السعادة العامة»، والتى يشارك فيها عدد من الجاليات فى تقديم تجارب من مطابخ الشعوب، إذ يمكن التعرُّف على ثقافة تلك الشعوب من خلال الأكلات الشعبية لتلك البلدان، إضافة إلى العروض الحيّة للطبخ من مختلف الدول إلى جانب استضافة طباخين عالميين.

وستقدّم الجمعية العُمانية للسيارات العديد من العروض والمشاركات خلال موسم الخريف، حيث ستتضمّن حلبة لسيارات الكارتينج، وعرضًا للسيارات الدفع الرباعي، وعروض الدرّاجات النارية، وعروض السيارات الرياضية، وعروض السيارات الرياضية الرقمية.

وستُقام ضمن الفعاليات مسابقة خريف ظفار للمزاينة والمحالبة التى تهتم بالموروث الشعبى والتراثى للهجن فى سلطنة عُمان، إضافة إلى مسابقة خريف ظفار للرماية التى تنظمها بلدية ظفار.

كما تحدّث الدكتور أحمد بن محسن الغسانى رئيس بلدية ظفار عن فرص الشراكة، وقال: «لدينا قناعة راسخة بأن «خريف ظفار» ليس حدثًا تملكه جهة واحدة، وإنما هو حدث وطنى نسعى لنصل به إلى المستويات التى نطمح إليها وهذا ما يجعلنا اليوم نقف فى شراكة استراتيجية مع وزارة التراث والسياحة، إذ نقوم بتقديم الخطط المشتركة، وتنفيذ الاستراتيجيات الموحدة كفريق واحد، إضافة إلى شركائنا الآخرين من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والجهود المجتمعية».

وتطرَّق رئيس البلدية إلى دور الإعلام، مؤكدًا أنه شريك أساس وهو خير سفير لهذا الموسم فى سلطنة عُمان والعالم؛ حيث إنّ له الدور الكبير فى المحتوى التسويقى والإعلامى وإظهاره بأفضل صورة.

شراكة القطاعين الحكومى والخاص لتطوير المواقع السياحية 

من جانبه، قال خالد بن عبدالله العبري، مدير عام التراث والسياحة بمحافظة ظفار إن نسبة الإشغال الفندقى فى ظفار بلغت 60 % مع دخول موسم الخريف، وإنه من المتوقع أن يشهد الموسم السياحى لخريف ظفار هذا العام حضورا واسعا، موضحا أن العمل جار للترويج عن الموسم السياحى فى ظفار من خلال الاتفاق مع شركات ومكاتب الترويج السياحى التابعة للوزارة فى دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى استضافة عدد من مشاهير التواصل الاجتماعي.

وقد بلغ عدد السياح الوافدين لمحافظة ظفار خلال موسم الخريف 2019م (751214) سائحا، أنفقوا ما يقارب 78 مليون ريال عماني، فى حين بلغ عدد زوار مهرجان صلالة السياحى فى العام ذاته أكثر من 3 ملايين من المقيمين فى المحافظة والزوار الوافدين إليها.

وقال مدير عام التراث والسياحة بمحافظة ظفار، إنّ بلدية ظفار ووزارة التراث والسياحة فى شراكة مستمرة فى إمداد الهوية وتطوير المواقع السياحية وتنظيم الفعاليات، وهذا المبدأ هو الذى سنعمل عليه مع كل شركائنا من القطاعين الحكومى والخاص والمجتمع المحلى أيضًا. وأشار إلى أنه تم إلغاء المهرجان هذا العام، ولكن لم تُلغَ الفعاليات بل قُدِّمت بطريقة جديدة ومبتكرة، حيث تم تحديد مواقع رئيسية إلى جانب فعاليات أخرى مصاحبة ستقدّم تجارب مختلفة على مدار الموسم.