رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد منير .. حدوتة مصرية

الكينج محمد منير
الكينج محمد منير

 هو حالة استثنائية.. صاحب نغمة متمردة وثائرة تخلفها رغبة متأججة تأبي الاستسلام.. في صوته تحدي وحرية، أختار  أن يكون صوت الحق والإنسانية.. هو صوت الإنسان ولو "مالوش عنوان".. هو صاحب القلم.. هو الحكاية والرواية هو صوت مصر الأصيل..

 

هو حلم النوبي الجميل.. هو طعم البيوت والفرحة في القلوب.. هو أصل الحدوتة.. هو حدوتة مصرية هو الكينج محمد منير الذي خلف تيارا من الدهشة أمام حجم هذه الموهبة التي نفخت روح الشباب والكبار بألحان عصرية نوبية.

 

بعد غياب 11 عامًا عن الجمهور السكندري، يعود الكينج للإسكندرية ليختتم موسم حفلات عيد الأضحى المبارك وسط جمهوره ومحبيه مساء أمس، إذ امتلأ مسرح شاطئ جولدن جويل بسيدي جابر عن آخره، والذي تفاعل مع أغانيه طوال الحفل وهتفوا باسمه، وكأنه لم يغيب يوما عنهم، فهو حاضرا في وجدانهم بموسيقاه وأغانيه.

 

استهل منير حفله الغنائي بأغنية "هيلا هيلا"، وعقب الأغنية وجه الشكر لجمهوره على حسن استقبالهم له، وعلى حبهم الكبير وتقديرهم لمشواره الفني، وطالب الحضور بالترحم على صديق عمره وأحد أعضاء فرقته الموسيقية دومان بونكا.

 

ويعتبر الحفل هو الثاني للكينج في مدينة الاسكندرية، بعد غياب 11 عامًا عن الحفل الغنائي الأول له.

 

استطاع الكينج بصوته أن يؤسس لمدرسة غنائية خاصة به، واستطاع أن يحرر "الفن النوبي" من قيوده لحلم العالمية، ، بعد أن وضع لها هوية خاصة بها، ودربا خاصا ومميزا في الثقافة الفنية المصرية دون أن تذوب فيها.

لم ينجرف الكينج وراء الموجات الغنائية المتتابعة والمتتالية، ولم يجتذبه الفن الغربي، فالنوبة وفنونها لم تكن بالنسبة له مسقط رأسه الذي ترعرع بين جنباتها فحسب، وأنما كانت الروح التي يستلهم منها فنه، وأليها بني صومعته الموسيقية، وأخذ يرتل فيها آيات النوتة لتحكي حكاية عاشق لبلاد النوبة وشعبها.

 

صوت الإنسانية

حمل منير هموم الشعب في صوته، فأغانيه تحمل معني ورسالة فيها قضية وثورة، صوت الحق حي في أغانيه، والظلم لا يجد مكانا له في ثوراته الفنية.

انحاز للطبقة المطحونة والفلاحين، وعبرعما يخالجهم من خواطر واحلام، غني للحرية، وللإنسانية. استطاع أن يصل بهموم شعبه للعالم أجمع، حتى سطرت مكتبة الكونجرس الأميركي اسمه ضمن قائمة أهم فناني العالم مناقشةً لقضايا مجتمعاتهم في أعمالهم.

نجح الكينج أن ينتقل بالمستمع من كرنفالات الفرح الصاخبة إلى غيابات الحزن الهامس، ومن حسية الحب إلى صوفية العشق الإلهي.

الجميع يغني لأسباب مختلفة لكن منير يواجه مخاوفه الشخصية بالحروف والكلمات ونغمات الموسيقي، أغانيه لم تكن مجرد كلمات تمر على خاطر السامع، وأنما رصاصات ناطقة تعبر القلب وتثير الانتباه وتدق الاجراس أمام ملحمة موسيقية استثنائية.

تعددت القابه الفنية، ولكن يبقي لقب "الكينج" هو الأشهر الذي التصق بأسمه، وعرفه العالم به.

 

صرخةموسيقية

 

تمرد الكينج على اللون السائد، ورفض الاستسهال في الغناء، وانتهج اسلوب موسيقي جديد، فلم يتعلق بحبال الشهرة،

ولم تطله آفة الأضواء، واصل حلمه بشغف، لم تعطله كلمات الحاقدين، حتى صنع مدرسة غنائية شديدة الخصوصية.

لأنه مؤمن بالتغيير والتجديد، يعتبر الكينج أول مطرب نجح في الزواج بين الموسيقى الإلكتريك والمقسوم، كما أنه أدخل الراب والروك في الإيقاع النوبى.

واستطاع منير أن يكون مطرب القارة السمراء، بعد تعاونه مع فرقة "الويلرز" العالمية التي أسسها ملك البوب الراحل بوب مارلي، والذي يعد رمزا لموسيقى "الريجي" في العالم، في عدد من أغانيه التي وصلت لقلب القارة السمراء. حتى لقبوه بـ"بوب مارلي الشرق" لبراعته في مزج اللون الريجي بالفلكلور النوبي.

 

حلم يوسف شاهين..

مثلما استفزت موهبة الكينج قلم الشاعر أحمد منيب، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد، وعبدالرحمن الأبنودي، وتناوب على التلحين له فطاحل النغمة أبرزهم بليغ حمدي.

 

استفزت ملامحه النوبية كاميرا المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي رأى فيه مشروع نجم سينمائي، بلونه الأسمر ولهجته الهجينة بين القاهرة والنوبة، فقدمه عام 1986 في فيلم " اليوم السادس" مع الراحلة داليدا، وفتح الفيلم له الفرصة الذهبية التي كان يبحث عنها جيله من المطربين، إذ شارك في نفس العام في فيلم " الطوق والأسورة" مع شريهان للمخرج خيري بشارة.

 

وكان فيلم "المصير" هو التعاون الثالث بين منير وشاهين عام 1997، وهو الفيلم الذي شارك في العديد من المحافل والمهرجانات الدولية، وبعد ذلك رشحه المخرج خيري بشارة لتجسيد شخصية "عرابي الاستورجي" في فيلم "يوم مر ويوم حلو" أمام النجمة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة.

 

توقف منير عن التمثيل، الذي رأى أنه من الممكن أن يعطله عن حلمه الأول وهو الغناء، وذهب يواصل حلمه بنفس الشغف، حتى سطر اسمه في مصاف النجوم الذين احدثوا طفرة في تاريخ الموسيقي العربية.

 

وفي عام 2016 ، عاد للتمثيل بمسلسل "المغني" وهو سيرة ذاتيه عنه، يحكي العمل رحلة صعوده وما يعتريها من انكسارات وانتصارات.