رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خبراء: الأمراض النفسية تحاصرهن.. بسبب تقاعس الرجال

حاله اكتئاب
حاله اكتئاب

بعض الدراسات أن عدد الأسر التى تعتمد على المرأة كمعيل أساسى يصل إلى 30% من الأسر المصرية، حيث تقوم المرأة بدورها الأساسى كأم كما أنها تقوم بدور الزوج الذى تخلى عن مكانه لسبب أو لآخر، لتصبح المرأة هى حائط الصد الأول والأخير عن الأسرة، فهى عمود الخيمة الذى لا يمكن أن يستقيم كيان الأسرة بدونها، ومع ذلك فقد أكد الخبراء أن المرأة المعيلة عرضة للإصابة بالأمراض النفسية أكثر من غيرها.
 

الدكتورة منى حمدى، إخصائى الطب النفسى بمستشفى المعمورة، تشدد على أن كثيرًا من السيدات يتعرضن لضغوط مادية ونفسية بسبب وجود رجل لا فائدة منه، فمنهن من تقع فى زوج عاطل وأحيانا مدمن، حينها تتحمل المرأة عبئًا ماديًا كبيرًا كـ«مصاريف البيت»، وأحيانًا تتحمل «مصاريف إدمانه» من أول حق الضرب أو حتى محاولات العلاج، فتتأثر المرأة نفسيا ونجد الاغلبية منهن يعانين من مشاكل فى النوم أو اكتئاب وأحيانا محاولات انتحار، والوضع الأصعب إذ كان الشخص مريض فصام بسبب الإدمان، فمن هنا تبدأ معاناة المرأة لإقناعه بالالتزام بالعلاج، ومن المحتمل تعرضها لـ«عنف أسري».
 

وتسرد إخصائية الطب النفسى فى سرد بعض النماذج لحالات مرّت عليها قائلة: «مرت عليّ حالات عدة؛ إحدى هذه الحالات لسيدة تشكو حال زوجها، أدمن كل أنواع المخدرات وكالعادة علّمها هى الأخرى الشرب، وصارت ذليلة له، مؤخرًا جرب مخدر الكريستال وأصيب بـ«ذهان تعاطي» وبدأ يشك فى زوجته التى تعرضت لعنف أسرى وإهانات كثيرة، لدرجة أن أهلها تخلو عنها وبدأ الزوج يمتنع عن الإنفاق على البيت والأولاد، هذه السيدة حاولت الانتحار أكثر من مرة ورفضت العلاج من الإدمان سوى فى حالة واحدة ألا وهى طلاقها، الذى قوبل بالرفض من زوجها، ولديها ولدان أحدهما تحوّل لطفل يخاف من أقل شيء، ويبكى باستمرار، والآخر تحوّل لصورة مصغرّة من الأب، وبدأ يتطاول على أمه».
 

وتابعت إخصائية الطب النفسي: «أحيانًا لا تكون هناك مشكلة واضحة عند الرجل الذى تخلّى عن زوجته وأبنائه، مما يثير التساؤلات والحيرة حول سبب تركهم والامتناع عن الإنفاق عليهم، فإحدى الحالات كان زوجها مضطربًا لدرجة أنه كان يرفض أن يتقاضى راتبه، وفى الوقت نفسه يدّعى الإفلاس، فطلبت الزوجة الطلاق وعاشت على مساعدات أقاربها، ومع الوقت أصيبت باكتئاب وشُخّص أحد أبنائها باكتئاب ذهانى والابنة باضطراب الشخصية الحدية».
 

وأضافت الدكتورة منى حمدى: «إن الأزمة هنا تكمن فى حالة إن لم تجد الزوجة -بعد كل هذا العناء- دعمًا من أهلها، فتزداد احتمالية إصابتها بمرض نفسى، وفى كثير من الأسر يكون الزوج مُصابًا بمرض نفسى مزمن، ودائم التردد على المستشفيات، وتبدأ معاناة الزوجة بمحاولة علاجه والإنفاق عليه وعلى البيت، دون أن يركز معها أحد، ولا تركز هى ذاتها فى نفسها من قلق مرضى ونوم طبيعى».
 

وأشارت إلى أن إحدى الزوجات أخبرتها ذات مرة حين وصفت لها علاجًا بأنه غير ضرورى علاجها، والأهم علاج زوجها، فإن عُولج هو فقد سلِمت هي». 
 

واستطردت «حمدى» فى حديثها قائلة: «الشىء المؤسف هنا عندما يتخلى الزوج عن أسرته دون تشخيص واضح لأفعاله غير أنه خائن مثلًا أو حتى «ندل» فمعاناة الزوجة هنا أكبر لأن السبب غير واضح أو سبب صعب تصديقه، بجانب أنها ستتحمل البيت والأولاد والأعباء، وستظل

طوال الوقت فى صراع حول سبب تخليه عنها وعن أولاده وأى جُرمٍ ارتكتبه فى حقه. ومن الوارد أن تكره نفسها طبعًا مع الوقت ونادرًا ما تطلب المساعدة أو العلاج، ووارد أيضًا أن تتحول إلى أم عنيفة ويصاب الاطفال بالاضطرابات، وحينها تشكو وتبكى على اللبن المسكوب».
 

وأضافت أن أزمة الزوجة بعد الانفصال عمومًا سواء بالطلاق أو غيره كونها مسؤولة ماديًا ومعنويًا عن نفسها وعن أولادها، مُطالبة بتعويض دور الأب أيضًا أيًا كان مقدار الأذى الذى تعرّضت له، فحتمًا عليها الحفاظ على صورته فى نظر الأولاد، وكثير من السيدات على هذه الشاكلة أصبن بالاحتراق النفسى دون علم، فقط يلاحظن تأثرًا فى تناول الطعام واضطرابًا فى النوم، وتصبح المرأة أكثر عصبية.
 

وتقول إخصائية الطب النفسى: ذات مرة جاءتنى امرأة ريفية، أحضرها أهلها للكشف رغمًا عنها لأنها حاولت الانتحار مرتين- وكانت كل مشكلتها أنها ترغب فى الطلاق من زوجها، لسوء معاملته لها وزواجه عليها من أخرى، وأجبرها أهلها على تحمل ذلك الوضع من أجل بناتها، مبررين ذلك بأن الطلاق سيقف عائقًا أمام زواج بناتها، وفى كل مرة تُعلن رفضها للوضع وأن الانفصال حقها، وكان العنف والتأنيب يزداد أكثر، وطلبوا منى نصًا أنى «أعقلها علشان ترجع لجوزها»، ومرّت عليّ حالة أخرى، كانت تعانى من حالة نفسية سيئة جدا بسبب خيانة زوجها لها، ولكنها لم تستطيع الانفصال عنه بحجة أنها لا تملك مصدر دخل لها بعد الطلاق، ومجرد تخيل العبء المادى والنفسى بعد الطلاق يُرعبها، فدخلت فى اكتئاب من كثرة إحساسها بالذنب».
 

واختتمت إخصائية الطب النفسى حديثها قائلة: «دورنا زيادة الوعى والتشخيص والعلاج، فى حالة استعداد الحالة للتغيير، فكثير من السيدات يقصدن الطبيب ليقرر بدلًا منهم أو يقنع أهلهن».
 

والتقط أطراف الحديث الدكتور بيشوى سمير، إخصائى الطب النفسى، قائلًا: «إن الزوجة فى هذه الحالة ليس عليها حمل مادى مضاعف فحسب، بل عليها أيضًا حمل نفسى مضاعف بسبب تعويض دور الأب، غير أنها محرومة من الحب والاهتمام من زوجها فبذلك هى محرومة من المساندة النفسية، وفى الوقت نفسه مطلوب منها مضاعفة جرعة الدعم النفسى والعاطفى لأولادها لتعوض غياب الأب».