المسرح المصرى يودع عبدالرحمن الشافعى.. فارس السيرة الشعبية

رحل المخرج المسرحى الكبير عبدالرحمـن الشـافعى، عن عالمنا يوم الأربعاء الماضى، عن عمر يناهز الـ83 عاماً بعد صراع مع المرض، تاركاً مسيرة مسرحية طويلة تمتد لأكثر من 50 عاماً.

كان الفنان الراحل عاشق للموروث الشعبى، ولقب بـ«فارس السيرة الشعبية»، حيث كرس كل تجاربه منذ أن عمل بالحركة المسرحية فى عام 1968 للمزج بين الدراما والموروث الشعبى، وهو ما أصبح واضحاً لكل من شاهد مسرحياته التى اتسمت بأنها فولكلورية مسرحية.

ولد عبدالرحمن الشافعى عام 1939 بمحافظة الشرقية، مارس هوايته المسرحية أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية، فكون فرقة شعبية مسرحية كانت تقدم عروضها فى الموالد، ليتخرج بعدها فى كلية الحقوق جامعة عين شمس، ثم التحق بشعبة المسرح العالمى عام 1963، وفى العام نفسه انتدب للمسرح الحديث ثم للفرقة الغنائية الاستعراضية عام 1967، وكون فرقة الغورى، وأخرج لها عدداً من الأعمال منها «ياسين وبهية»، و«آه يا ليل يا قمر»، و«أدهم الشرقاوى»، كما عين أول مدير لمسرح السامر فى سبتمبر 1971، فأخرج لفرقة السامر مجموعة من السير الشعبية أهمها: «على الزيبق، شفيقة ومتولى، السيرة الهلالية، عاشق المداحين، منين أجيب ناس، مولد يا سيد، الشحاتين، حكاية من وادى الملح».

أخرج عبدالرحمن الشافعى حتى عام 2008 ما يقرب من 58 عملاً مسرحياً مستلهماً من السير والحكايات الشعبية، كان الشافعى أول من قدم عروضاً مسرحية بسرادق احتفالات الثقافة الجماهيرية فى شهر رمضان، وحولها من عروض منوعات إلى عروض مسرحية لآلاف الجماهير بحى الحسين فقدم منها (الليلة الكبيرة– ليلة الرؤية– حلاوة زمان– الشحاتين).

شغل منصب رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية فى عام 1996، وفى عهده قام بتجديد مسرح البالون، وفى عام 1985 قام عبدالرحمن الشافعى

بالإعداد والإشراف على مهرجان (المائة ليلة مسرحية) بالثقافة الجماهيرية، وأعد وأخرج مهرجان النيل بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1976-1982-1995.. كما رشح لتمثيل مصر فى مؤتمر منظمة (SEOF) سيوف العالمى 29(المنظمة العالمية للفن الشعبى) الذى عقد بالصين فى عام 1998.

نال المخرج الراحل جائزة الدولة التشجيعية ونوط الامتياز من الطبقة الأولى فى الفنون عن إخراج سيرة بنى هلال عام 1986، وفاز بجائزة الدولة للتفوق فى الفنون عام 2009، كما منح الشافعى درع الهيئة العامة لقصور الثقافة ببورسعيد 1990، ومنح وسام فارس الثقافة الجماهيرية عن إخراجه لموكب النور بالعريش بمناسبة مرور ألف وخمسمائة عام على الفتح الإسلامى بمصر، ومنحه محافظ سينا درع المحافظة عام 1999.. كرمه المجلس الأعلى للثقافة وأقام ندوة عن أعماله، ومنحه درع المجلس عام 2002، كما منحته محافظة المنصورة درع المحافظة بمناسبة عيدها القومى 2009.

وحصل الشافعى على درع الريادة من جامعة بنى سويف بمناسبة انعقاد مؤتمر السير الشعبية العربية الثالث باعتباره رائد الإبداعات المسرحية للسير الشعبية، كما نال عبدالرحمن الشافعى العديد من الجوائز التقديرية من عدة جهات علمية وفنية بمصر والوطن العربى.