عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البصيلي: شهر رمضان رحلة إيمانية ومدرسة روحية

الدكتور أحمد عبد
الدكتور أحمد عبد العظيم البصيلي

قال الدكتور أحمد عبد العظيم البصيلي مدرس الأديان والمذاهب بجامعة الأزهر، إن شهر رمضان رحلة إيمانية، ومدرسة روحية، نتعلم فيها معنى السكينة التي ينزلها الله في قلوب المؤمنين الصائمين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، إننا نتربي في مدرسة الصوم على المعاني الراقية والرقيقة.. على الحلم والأناة في التعامل مع بني الإنسان، بل مع كل المخلوقات، فهو شهر الرحمة، وشهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر يزداد فيه رزق المؤمن.

اقرأ أيضا:حكم الأذانين لصلاة الفجر

أعظم عطاءات الله:

وأضاف البصيلي، أن السكينة من أعظم عطاءات الله في شهر رمضان؛ إذ إنها عطاء خاص من الله للأصفياء من عباده.. نعم.. إنك تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء.

وأشار إلي أن السكينة معناها أن أراك في وسط الشدائد متحملا وراضيا، وبين مدلهمات المصائب مبتسما وهادئا، وفي أحلك أمواج بلاءات الدنيا مطمئنا وواثقا؛ ذلك لأن الله أيدك بالسكينة، فدخلْتَ دائرةَ معيتِه من أوسع أبوابها، فينزل الله لك من جنوده ما يعينك على اجتياز مصاعب الحياة ومتاعب الأحياء.. " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ".

وتابع:" خاسر من تحول عصبيته بينه وبين سكينة هذا الشهر المعظم، لقد خاب وضل، واتبع هواه، ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

 

أعظم روافد هدوء البال:

واردف:"إن الصوم شرعه الله ليكون من أعظم روافد هدوء البال وطمأنينة القلب وضبط التعاملات على أساس الحلم والعفو والرحمة، وشهر رمضان من أعظم الفرص التي بها يتدارك الإنسان ما فاته من كنوز الخير ومفاتح الرزق، ولا سبيل إلى هذا الاستثمار الإيماني في شهر رمضان بالعصبية والسب والشتم، والأدهى والأشد: تبرير كل هذه الانحرافات بأن الصيام هو المتسبب فيها.. للأسف، هنا انعكست الآية وانقلبت الحقيقة، فبدلا من أن نجعل من الصوم نبراس هداية وهدوء – كما أراده الله أن يكون - ، فلقد جعلناه مبررا لنواقض السكينة ومضادات الرحمة.. فكفى بذلك ضلالا في السعي وسوءا في الوع".

وقال إن من فضائل الصوم عزيزي القارئ أنه جُنَّة أي: وقاية من الأمراض وستر من عذاب الآخرة، فقد أخرج البخاري في صحيحه: «عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي.! الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها"، وفي الموطأ: «والحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به".

وتابع:"قال ابن العربي: إنما كان الصوم جنة من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات. فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة، وحيث اختص الله الصوم بأنه هو الذي يجزي به فجزاء الله عظيم، وقد جعل الله الجنة جزاء للصائمين، وفي الحديث: "إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد".

وفي الحديث: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه» أي: يفرح في الدنيا وقت الإفطار، ويوم الجزاء في الآخرة حين يلقى ثواب الصوم إن أخلصه لله.

أفضل أنواع الصوم:

وقال إنه يختص شهر رمضان بكونه شهر الصوم، ويختص كذلك بكونه أفضل أنواع الصوم، فيختص بكونه فرضا بمعنى: أن العبادة المفروضة أفضل من النفل، والتقرب إلى الله بما فرض أفضل رتبة من التقرب

بالنوافل، كما يختص شهر رمضان بفضيلة نزول القرآن فيه، وبقيام لياليه وغير ذلك، وشهر رمضان يقال له شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وصوم رمضان كفارة للذنوب وفي الحديث: "عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي ﷺ قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وتابع:"يكون صوم شهر رمضان كفارة للذنوب لمن صامه إيمانا بالله وتصديقا بثوابه وإخلاصا له فيه، فقد روى البخاري: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه". وعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة،وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين".

وأشار إلي حديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم".

فضائل الصوم:

وقال إن من فضائل الصوم أنه من أسباب تكفير الذنوب، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ يَقُولُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ. وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ. وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ. مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ». وفي الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: «سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ، وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيةَ». ومن فضائل الصوم أنه كفارة للذنوب، وفي الحديث: "عن حذيفة قال: قال عمر رضى الله تعالى عنه من يحفظ حديثا عن النبي ﷺ في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا سمعته يقول: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة...". الحديث.

كما أن من فضائل الصوم أنه سبب لاستجابة الدعاء وفي الحديث عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع.

وتابع أن من فضائل الصوم أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، لما روى الإمام أحمد وغيره: "عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان".

لمزيد من الأخبار..اضغط هنا