عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الذهب بين فكى روسيا وأوكرانيا

الذهب
الذهب

المعدن الأصفر وسيلة الكبار للحفاظ على قيمة الأموال.. والسوق المصرية يترقب

 

فجأة أصبح العالم كله يقف على قدم وساق بسبب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، التى انعكست آثارها فور اندلاعها على اقتصاديات العديد من الدول الغربية والعربية، وتختلف تأثيرات هذه الأزمة على قطاعات الاقتصاد المصرى الذى كان الذهب من بينها، حيث شهدت سوق الذهب قفزات سعرية خلال الأيام القليلة الماضية متأثرة بالأسعار العالمية.

قفزات ثم تراجعات، هكذا صار حال الذهب فى البورصات العالمية وفى السوق المصرية، ورغم أن التداعيات ما زالت فى البدايات فإن خبراء أكدوا أن إطالة أمد الحرب ستكون لها تأثيرات كبيرة على الأسعار العالمية وليس فى مصر وحسب، حيث قفز سعر الذهب إلى أرقام قياسية أعادته لما قبل العام الماضى، ثم ما لبث أن عاد إلى الهبوط، وهو الأمر الذى جعل البعض فى حيرة من أمره هل يبيع أم يشترى؟ وما مؤشرات المرحلة القادمة فى سوق الذهب؟

خاصة أن الأسعار كانت قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، فعيار 14 بلغ 552 جنيهًا، وعيار 18 وصل إلى 709 جنيهات، كما سجلت أسعار الذهب عيار 21 نحو 828 جنيهاً، فيما سجلت أسعار الذهب عيار 24 نحو 946 جنيهاً، وسجلت سبيكة الذهب وزن 5 جرامات نحو 4140 جنيهاً، وسبيكة الذهب وزن 10 جرامات بلغت 8280 جنيهاً، كما سجلت سبيكة الذهب وزن 20 جراما نحو 16560 جنيهاً، وسجل سعر الجنيه الذهب وزن 8 جرامات نحو 6674 جنيهاً، ويُضاف إلى سعر الجرام تكلفة مصنعية الذهب، وهذه تختلف من منتج لآخر.

وخلال السطور التالية نحاول إيجاد إجابة للسؤال الحائر: لماذا ترتفع أسعار الذهب وتنخفض منذ انطلاق الأزمة؟

يجيب عن هذا السؤال الدكتور محمد راشد الخبير الاقتصادى والمدرس بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بنى سويف، مشيراً إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، سيكون لها انعكاس على أسعار الذهب، حيث سيزيد الطلب عليه فى أوقات الأزمات باعتباره ملاذاً آمناً، كما أن الارتفاع المشهود حالياً فى أسعار النفط سيكون له انعكاس أيضاً على أسعار الذهب حيث إن العلاقة بين النفط والذهب علاقة طردية، فارتفاع أسعار النفط يصاحبه ارتفاع فى أسعار الذهب.

ولكن الأسواق كانت قد شهدت تذبذباً فى الأسعار، فبعد ارتفاع اسعار الذهب شهد انخفاضاً مفاجئاً وهو ما فسره الدكتور راشد بأنه جاء قرار مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى الذى نص على أن الوقت قريب لرفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المرتفع وسط سوق العمل الأمريكية المزدهرة.

وتابع «راشد» أن أى تغير فى أسعار الذهب فى السوق العالمية ينعكس على السوق المحلية، حيث إن أسعار الذهب تتحدد لحظياً بناء على قيمتها فى البورصات العالمية وتحركاتها على مدار الـ

24 ساعة، فالاتجاه العام للذهب فى أوقات الأزمات هو الصعود، وان حدث تراجع فى قيمته بين الحين والآخر فهذا أمر طبيعى لجنى الأرباح، فطول أمد الحرب بين روسيا وأوكرانيا سيدفع أسعار الذهب لمزيد من الصعود، ولا سيما أن هذه الحرب ستساهم فى زيادة أسعار البترول والغاز، وكذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية ما ينعكس على ارتفاع مستويات التضخم، ومن ثم يصبح المعدن الأصفر هو الملاذ الآمن للحفاظ على قيمة الأموال فى ظل موجات التضخم العاتية.

وأشار وصفى أمين رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إلى أن الذهب هو السلعة الوحيدة ذات سعر موحد فى جميع دول العالم، وتحدد البورصات العالمية سعره، لذا الارتفاع والانخفاض يرجع إلى المباحثات بين الدولتين أو فشل الدولتين فى المفاوضات، كما أن الأيام المقبلة سوف تشهد تقلبات شديدة فى الأسعار العالمية وليس الذهب فقط، مضيفًا أن هناك ركوداً فى القوة الشرائية للذهب، سواء كان قبل الحرب أو خلال الفترة الحالية 

وعن أسباب شراء الذهب عالميًا فى تلك الفترة، لفت أمين إلى أن الاقتصاد العالمى يتكيف سريعا مع تداعيات الصراع الروسى الأوكرانى، حيث تتغير معالم الأسواق العالمية فمن الممكن أن تتحول الأسهم للربح أو الخسارة، بالإضافة إلى أنه مع حدوث اضطرابات اقتصادية أو سياسية أو أمنية يلجأ المستثمرون والشركات والصناديق الاستثمارية إلى شراء الملاذات الآمنة وبقوة، وعلى رأسها الذهب ومعادن أخرى كنوع من التحوط لمواجهة الأزمة، لأنها تؤثر على العملات فى ظل الاتجاه إلى حرب اقتصادية بجانب الحرب التقليدية المعلنة للجميع وهى فرض عقوبات، ومن ثم تضرر العملات وهنا يرتفع الطلب على الملاذ الآمن، موضحًا أن الفترة الحالية تتهافت خلالها البنوك المركزية لعمل احتياطى من الذهب، خاصة أن الذهب العملة العالمية المعتمدة فى كافة أنحاء العالم.