رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"حلم الرئيس" يتحقق على أرض الواقع

بلازما الدم
بلازما الدم

تصنيع البلازما يضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة.. مع إفريقيا وكوريا وبريطانيا

كنا نستورد 100% من احتياجاتنا.. والآن نسعى للتصدير للدول الإفريقية

مصر ستتحول إلى سوق واعدة.. والقطاع الطبى ينتظر بدء الإنتاج

تسعى السلطات المصرية لاحتلال مكانة متقدمة فى مصاف الدول الكبرى التى بدأت استخدام بلازما المتعافين من كورونا كعلاج للمصابين بـ«كوفيد19». ومنذ ظهور الوباء «عدو البشر» فى عام 2019.. ومصر تسابق الزمن وتسير على نفس درب الدول المتقدمة فى مجال محاربة الفيروس وبالبدء فى مشروع العلاج بالبلازما تصبح مصر الدولة الخامسة على مستوى العالم فى هذا المجال مع الولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا وكوريا الجنوبية وبريطانيا واستراليا.. وتعد مصر مع الدول الأربع هى التى تقوم بتصنيع البلازما على مستوى العالم.

شهد القطاع الطبى فى مصر تطورا سريعا خلال السنوات القليلة الماضية، وتسعى الحكومة الوصول للعالمية فى هذا القطاع الذى يوفر الحماية لكل المواطنين، ويأتى العلاج بالبلازما على رأس أولويات هذا القطاع، حيث أكدت الدراسات أن هذه المادة الموجودة فى جسم الانسان تساعد على علاج أمراض عديدة، ولذلك كان يتم استيرادها من الخارج، وفى المقابل تتكبد الدولة مبالغ طائلة بالعملة الصعبة، مما ينعكس بالسلب على ميزان المدفوعات، ولذلك قررت الحكومة توطين هذه الصناعة فى مصر، لتوفير مشتقات البلازما للمرضى المصريين وتصدير الفائض للخارج لتحقيق أرباحا إضافية.

وتعتبر البلازما هى المنقذ فى علاج النزيف حيث تعتبر هى العامل الرئيسى فى إنقاذ حياة المرضى، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى، كما أن أزمة فيروس كورونا سلطت الضوء على أهمية إنتاج مشتقات البلازما، حينما تسبب التخوف من انتقال الفيروس فى إحجام كثير من المتبرعين عن التبرع بالدم، ما تسبب فى نقص كبير فى أكياس الدم ومشتقاته، وأصبحت بنوك الدم تعانى من عدم توافر الكميات المطلوبة لمواجهة احتياجات المرضى، مما استدعى إيجاد حلول دائمة لتوفير الدم ومشتقاته فى المستقبل.

ولذلك أعلن الرئيس السيسى فى شهر يوليو الماضى عن مشروع تصنيع مشتقات البلازما، الذى يعد أمل مصر لإنقاذ المرضى، حيث يخدم المشروع أصحاب 9 أمراض مزمنة أبرزها الكلى والكبد وبعض أمراض القلب والهيموفيليا والمناعة وسرطان الدم، لتحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما التى ترتبط بشكل مباشر بصحة وسلامة المواطنين، وتصدير الفائض للبلدان الأفريقية.

وبعد انطلاق المشروع القومى لتصنيع البلازما الذى يحمل شعار «العلاج جواك»، ولزيادة عملية التوعية بأهمية التبرع، قامت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بالتبرع بالبلازما  لتكون أول متبرعة لحث المواطنين على ذلك، كما قام مجموعة من الشباب بإطلاق مبادرة مجتمعية شبابية لأول مرة تحت شعار «عشان صحتك.. اتبرع ببلازمتك»، ويحرص أعضاء المبادرة على الانخراط فى المجتمع وتوعية الشباب والسيدات والكبار بضرورة التبرع بالبلازما باعتبارها علاجًا موجودًا داخل الإنسان.

وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، عن إطلاق المشروع القومى لتصنيع مشتقات البلازما 15 يوليو الماضي، حيث سيتم إنشاء مركزًا لتجميع البلازما لأغراض التصنيع فى المستشفيات الجديدة ضمن مبادرة حياة كريمة, وتم الانتهاء من تجهيز 10 مراكز، وسيرتفع عددها إلى 20 مركزًا بنهاية العام الجاري.

وأكدت أن «المشروع لا يوجد له مثيل فى أى دولة فى الشرق الأوسط أو إفريقيا، ولا يوجد إلا عدد قليل من الدول فى العالم هى التى تمكنت من إقامته، لافتة إلى أن أسعار المواد مرتفعة جدا، ويتم استيراد 100% منها سنويًا، ولو توقف الاستيراد لسبب أو آخر كالجائحة التى نمر بها، سيكون هناك معاناة وفقدان للأرواح».

وكانت الدكتورة نيفين النحاس مدير المشروع القومى لتجميع وتصنيع البلازما بوزارة الصحة قد أكدت أنّ «مدينة الدواء المصرية ستوفر استيراد البلازما من الخارج و تسد فجوة نقصه، فالمركز الواحد لتجميع مشتقات البلازما يكلف الدولة 30 مليون جنيه، ولهذا يعتبر هذا المشروع حلمًا سيتحقق على أرض الواقع».

وأكدت «النحاس» فى تصريحات تلفزيونية أنّها المرة الأولى التى يتم تصنيع البلازما فى مصر، وعلى الرغم من استيراد مشتقات البلازما من الخارج إلا أنها لا تكفى بسبب نقصها عالميًا، حيث يتم استيرادها بنسبة بسيطة

وأقل مما نحتاجه لمساعدة المرضى».

 وأوضح الدكتور محمد فطين، استشارى أمراض الدم بقسم الباثولوجيا الإكلينيكة بقصر العيني، أن مشروع الرئيس، سيضمن حقوقًا وريادة لمصر على المستوى الأفريقى والعربي، بخلاف ذلك سيغطى احتياجات المرضى، وعدم الارتكان للاستيراد والذى يحتاج لمقومات طبية معينة بخلاف توفير ملايين الدولارات، مطالبًا بضرورة التوعية بأهمية التبرع وتحفيز المواطنين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، مؤكدًا أن ثقافة التبرع غائبة عند المجتمع المصرى إلا قليلًا، ويجب العمل على تغيير تلك المفاهيم الفترة المقبلة، وتوضيح أنّ التبرع بالدم ينشط النخاع العظمى لتكوين دمًا جديدًا، وتنشيط أجهزة الجسم المسئولة عن تجديد بروتينات البلازما، بالإضافة إلى إجراء فحص دورى بالمجان للمتبرع، يشمل جميع الأمراض والفيروسات، للاطمئنان على صحته، مؤكدًا أن المتبرع لا يتحمل أية أعباء مادية فجميع تلك الفحوصات تتم بالمجان.

 وأشار «فطين» إلى أن مشتقات البلازما لا تتوافر حاليًا فى مصر إلا عن طريق الاستيراد أو التبرع، لذا لنجاح المشروع يجب إنشاء عدد من المراكز فى البداية لتجميع البلازما والتى لابد لها من مواصفات خاصة، ومع الوضع فى الاعتبار أن المتبرع بالبلازما مختلف عن المتبرع بالدم، فالأول من الممكن أن يتبرع مرتين شهريًا بينما التبرع بالدم يكون مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، مؤكدًا على أن تدشين مصنع لإنتاج مشتقات البلازما يحتاج إلى استمرار المواطنين فى التبرع بالدم من أجل استخلاص الكميات اللازمة لإنتاج العلاج، مشيرا إلى أن هذا المصنع الجديد سيوفر على الدولة مبالغ مالية طائلة كانت تستخدم لاستيراد المشتقات المصنعة بالخارج، إلى جانب إسهامه الهائل فى إنقاذ حياة المواطنين، لذا يجب التوعية من خلال وسائل التواصل المختلفة كالإنترنت والتليفزيون والنوادي، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع المدنى من خلال إقامة مبادرات ونشر التوعية فيما بينهم، وتوصيلها لشتى الأسر.

وأضاف استشارى أمراض الدم أن التبرع بالبلازما آمنًا ويخضع لطرق تأمينية عالمية لضمان سلامة المتبرع، فأثناء عملية التبرع بالدم الفعلية، يتم سحب الدم من خلال إبرة توضع فى الوريد  بالذراع وتفصل آلة خاصة البلازما والصفائح الدموية عن عينة الدم، وهذه العملية تسمى فصل البلازما،  ثم تُعاد خلايا الدم الحمراء المتبقية ومكونات الدم الأخرى إلى الجسم مع القليل من محلول ملحي.

وأكد أنه يمكن للأشخاص التبرع بالبلازما كل 28 يومًا، موضحا أن الجسم يتمكن من تعويض البلازما خلال 48 ساعة عن طريق الإكثار من شرب المياه والسوائل، للحفاظ على صحة وسلامة المتبرعين، موضحًا أنه أن عملية فصل البلازما عن باقى مكونات الدم تتم أتوماتيكيًا عن طريق مجموعة من الأنابيب ذات الاستعمال الواحد، التى تستخدم مع كل متبرع على حدة مع تطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.