المولد النبوي الشريف.. ذكرى استلهام العبر والعظات بميلاد سيد البرية

المولد النبوي الشريف.. يحتفل به المسلمون بمختلف أنحاء العالم في 12 ربيع أول، بقدوم أشرف الخلق سيد البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: في المولد النبوي الشريف.. حكم إخراج الحلوى من الزكاة

 

وورد لـ دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكترونية، سؤال حول الدروس المستفادة من ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكيفية الاستعانة بها في حياتنا؟

المولد النبوي الشريف.. أهمية "الصبر" لكل مسلم

لتؤكد دار الإفتاء أن الدروس المستفادة من مولد نبي الرحمة أكثر من أن تحصى أو تُعدَّ، قائلة:"حسبنا منها ما يعيننا على تحمل مشاق الحياة وقسوتها؛ ذلك هو الصبر الذي ردده الله سبحانه وتعالى على مسامع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعله من أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم".

واستشهدت الدار بآيات من القرآن الكريم قائلة:" فما أكثر ما قال له ربه عز وجل: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ﴾ (سورة النحل: 127)، ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾ (سورة المعارج: 5)، ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ (سورة الأحقاف: 35).

وأكدت أن الصبر نصف الإيمان، ولذا فإن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب كما أخبر بذلك رب العالمين.

المولد النبوي الشريف.. دروس العزة والكرامة

وأشارت إلى أن هناك للمولد النبوي الشريف هذه الذكرى العطرة دروس العزة والكرامة والإباء والنجدة والشهامة، وهناك دروس جهاد النفس بالتحلي بما يدعو إليه من الأخلاق والآداب فتحسن بذلك صورة الإسلام والمسلمين ويعلو شأننا في العالمين.

وأضافت أن هناك دروس الدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم، قائلة:"ويا ليت المسلمين يعرفون هذه الدروس ويعملون بها وتتحد كلمتهم حولها، وبهذا نحقق الاستفادة من دروس ذكرى المولد النبوي الشريف والاحتفاء به في كل مكان بما يناسب الحال والمقام الكبير والكريم".

المولد النبوي الشريف حكم الاحتفال به

في سياق متصل كانت دار الإفتاء المصرية أوضحت عبر موقعها الإلكتروني أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعد شاهدٌ على الحب والتعظيم لسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه المنَّة كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [سورة يونس: 58].

وأكدت أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ له أصله في الكتاب والسنة، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يعتدُّ به.

ويعد الاحتفال بتلك الذكرى الشريفة تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم،

وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.

واستشهدت دار الإفتاء بقول الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" (1/ 48، ط. مكتبة الغرباء الأثرية):"محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك"اهـ.

ولفتت أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي، يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم،

وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.

والاحتفال بالمولد النبوي مشروع بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة، فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: ﴿وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ﴾ [سورة إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى: أيامُ نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمُها قدرًا مولدُ الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم.

كما كرَّم الله تعالى أيام مواليد الأنبياء عليهم السلام وجعلها أيام سلام؛ فقال سبحانه: ﴿وسَلَامٌ عليه يَومَ وُلِدَ﴾ [سورة مريم: 15]، وفي يوم الميلاد نعمةُ الإيجاد، وهي سبب كل نعمة بعدها، ويومُ ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم سببُ كلِّ نعمة في الدنيا والآخرة.

موضوعات ذات صلة

مولد النبوي الشريف.. تعرف على ضوابط الاحتفال به

المولد النبوي الشريف.. كيف كانت مُروءته صلى الله عليه وسلم