رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

مسجد "أبو غنام" الأثرى بكفر الشيخ فى قبضة الإهمال

مسجد أبو غنام
مسجد أبو غنام

سيطرت حالة من الاستياء الشديد، على أهالى مركز ومدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، للإهمال الذى يتعرض له مسجد العارف بالله سيدى سالم البيلى أبو غنام، والشهير بمسجد أبو غنام،  والذى يُعد أحد أقدم المساجد الموجودة فى المحافظة، إذ مر على تاريخ إنشائه أكثر من 743 عاماً، حيث أُنشئ فى عام 700 هجرية.

مسجد أبو غنام من المُنشآت الأثرية المهمة والمعروفة فى محافظة كفر الشيخ، ومنه كانت شهرة القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب قُراء مصر السابق، أصبح فى قبضة الإهمال وإهمال ترميمه أغضب الأهالى.

 ويرجع تاريخ مسجد «أبو غنام»، إلى العهد المملوكى الشركسي، حيث تم إنشاؤه فى عام 700هـ على هيئة خلوة، ثم توسعت أعمال بناء المسجد مرة أخرى، فى عهد الخديوى إسماعيل، وذلك بعدما أمرت «خوشيار هانم»، والدة «إسماعيل»، بتجديد المسجد، ضمن عدد من مساجد الأولياء على مستوى الجمهورية.

«صوتنا اتنبح من الشكاوى».. بهذه الكلمات بدأ البيلى عبد الرحمن، أحد أهالى بيلا، لافتاً أن مسجد «أبو غنام» أصبح فى حالة يُرثى لها، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، وتراكم مياه الأمطار أعلى سطح المسجد، والذى يتكون من الألواح الخشبية القديمة، تُغطيها طبقة من الأسمنت، ولذلك أصبحت المياه تتساقط من سقف المسجد على المُصلين أثناء الصلاة، نظراً لوجود ثقوب صغيرة فى سقف وجدران المسجد

وأكد عبد الناصر السعيد، أن المسجد يُعانى منذ سنوات كثيرة من الإهمال على الرغم من مكانته التاريخية والإسلامية، وذلك لغياب دور المسئولين عن المسجد سواء وزارة الآثار أو الأوقاف، الذين لا تتجه أنظارهم إلى مسجد «أبو غنام» كغيره من المساجد الأثرية.

وأوضح هشام صبح،  أن مسجد «سيدى سالم البيلى أبو غنام» كان منارة لنشر تعاليم قيم الدين الإسلامى السمح، من خلال شيوخه الأجلاء الذين تولوا إدارة المسجد على مدار عقود كثيرة، مُشيراً إلى أن القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب قراء مصر السابق، كانت بداية دخوله عالم التلاوة من هذا المسجد، حيث قرأ القرآن بمسجد «أبو غنام» فى طفولته، وذاع صيته مُنذ هذا الوقت، وأصبح من كبار القراء الكريم فى مصر والعالم الإسلامى.

وأضاف سامى عبد العليم، أن التشققات ملأت أركان المسجد، كما أن هناك بعض شروخ الواضحة فى مأذنة المسجد مما قد يُؤدى إلى انهيارها فى أى وقت مُمكن، وتُهدد حياة المارة، مُتابعاً أنه منذ عدة سنوات حدث هبوط أرضى بالحديقة التابعة لمسجد «أبو غنام»، وتبين أنه سرداب، يُشير إلى وجود مقابر أثرية فى منطقة المسجد، وتمت مُعالجة الأمر بصورة عشوائية بإغلاق السرداب دون التمهل والبحث عن مضمونه.

وقال مصدر مسئول بهيئة الآثار الإسلامية والقبطية بكفر الشيخ، إن وزارة الآثار أجرت مُنذ أكثر من 12 عاماً دراسات استشارية لمسجد «أبو غنام»، وتم إرسال تلك الدراسات الاستشارية إلى هيئة البناء والتشييد بوزارة الأوقاف لتخصيص المبالغ المالية اللازمة لأعمال الترميم، وحتى اليوم لم يتم تخصيص أى مبالغ للمسجد، مع العلم أن المسجد يقع عند انحدار تل ما أدى إلى تجمع المياه الجوفية أسفل منه، وارتفاع درجة الرطوبة التى تبدو واضحة عليه.

فى سياق متصل، ناشد أهالى مركز ومدينة بيلا، الدكتور خالد العنانى،

وزير السياحة والآثار، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بسُرعة إدارج مسجد «أبو غنام»، بميزانية الدولة، وترميمه، حفاظاً على التراث الأثرى والمعمارى، وحفاظاً على حياة المُصلين والزائرين.

كما طالب الأهالى أيضاً، بوضع المسجد على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، أسوةً بآثار مدينتى دسوق وفوه، وإبراز مكانته التاريخية والأثرية، ولاسيما أنه يُعد أحد أقدم مساجد المحافظة.

تقول سلوى الراعي، مدير الآثار الإسلامية بكفر الشيخ، إن المسجد تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001، ويرجع تاريخه إلى العصر المملوكى الجركسي، وهذا العصر معروف باسم العصر الماسى للعمارة الإسلامية، وهو ما يتضح فى شكل المأذنة المميز وتكوين المسجد من الداخل حيث يأخذ الشكل المستطيل وتبلغ مساحته حوالى 600 متر، ، وهو عبارة عن ثلاثة أروقة، أما أعمدته فهى مصنوعة من الرخام المندمج مع البازلت، والجدران مبنية بطوب الآجر والقصرملي، والسقف عبارة عن ألواح خشبية مغطاة بالبلاط، وله قبة مزخرفة من الداخل بزخارف زيتية.

أما خلوة الشيخ والموجودة داخله فهى مستطيله الشكل أيضا يتوسطها عمود مثبت بطريقة الدفن فى أرضية المسجد، وداخل المسجد نجد أيضا ضريح سيدى أبو غنام، ويقع فى مساحة مربعة تحوطه مقصورة وله قبة نحاسية مدون عليها أبيات من الشعر.

 

وتؤكد سلوى الراعي، أن المسجد تأثر على مدى تاريخه بعوامل بيئية ومناخية عديدة أثرت على سلامته الإنشائية، فتآكلت جدرانه من الداخل والخارج بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة وتعرضت أجزاء من السقف للانهيار، فضلا عن حالة الإهمال الشديد التى تعرض لها المسجد فى أعقاب 2011، مما أدى إلى تهالك أجزاء عديدة منه وأشارت إلى قيام لجنة فنية من وزارة الآثار بمعاينة المسجد، وأوصت بسرعة ترميمه وبالفعل تم عمل مقايسة هندسية وتقديمها للأوقاف لكن عدم الإسراع فى صرف الاعتماد المالى جعل المقايسة كأن لم تكن فقمنا بعمل مقايسة أخرى تم تقديمها للأوقاف فى نهاية شهر يناير الماضي، ومازلنا فى انتظار الموافقة عليها وتوفير الاعتماد المالى اللازم حتى يتسنى لنا المحافظة على هذا الأثر الفريد وحماية لأرواح المصلين الذين يترددون على المسجد يوميا لأداء الصلوات.